مواصفات مخطوف .. !! - بقلم هيثم الفضل

مواصفات مخطوف .. !! - بقلم هيثم الفضل


07-18-2017, 00:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1500334502&rn=0


Post: #1
Title: مواصفات مخطوف .. !! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-18-2017, 00:35 AM

11:35 PM July, 18 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة
هيثم الفضل
صديقي منذ الطفولة الباكرة المدعو ماهر ، إمتاز على مدى السنين بتمتُّعه بجسدٍ نحيل حد الهزال ولكنه بحمد الله في صحةٍ وعافية جيدة ، هاتفني بالأمس من ودمدني بالأمس كعادته مُستفسراً عن الحال والأحوال ، وإطمئن على ما أُشيع في الفترة السابقة من حوادث الإختطاف التي تواترت أخبارها هنا في العاصمة الخرطوم ، ثم إستدرك ماهر في نهاية المكالمة قائلاً (يعني الواحد لو جاكم في الخرطوم إلا يتلفت ويتلبت خوفاً من الإختطاف) ، لكني طمأنته على شخصه بالذات ، فحسب ظني أن أقل عصابات الخطف المختصة ببيع الأعضاء البشرية ستكون زاهدة تماماً في جسد وأعضاء صديقي ماهر ، وأعتقد جازماً أن ماهر لو عرض نفسه في سوق (الخطِف) وقرع جرس الدِلاله وقال (يا أهل الله أخطفوني) ، ما كنتُ أظن أن أحداً من (المختصين) كان سيلتفت إلي نداءاته و إستجداءاته ، يعني بإختصار ما يجيني واحد ضعيف ومعصعص وبتضربو ملاريا في الشهر مرتين وكرعينو مشققات وريقو ناشٍف يقول ليّْ أنا خايِّف أتخطِف ، لأنو ناس الخطِف ديل (دوليين) وعندهم مواصفات ومقاييس حقيقية ومعتمدة من عصابات محترمة وبديروها خبراء في جودة وجدوى الأعضاء البشرية ، مش زي هيئة المواصفات والمقاييس بتاعتنا الفاتحة البلد بوابة لمزابل الصناعات العالمية الرديئة بما في ذلك أسوأ (قطع الغيار) ، بإختصار إي يزول ما عٍندو جضوم واضحة المعالم و(متوّرِدة) وتنضح فيها الدماء بالإضافة إلى جسم (تريان) ومشيتو وحركتو بتدي إحساس إنو دمو أكتر من 90 % ، ما يخاف ولا يتوجس وعلى مسئوليتي وبالتأكيد مافي واحد فاضي يضيِّع زمنو عشان يخطفو ويتعب فيهو ، وبعدين يكلِّف نفسو ويشرِّحو عشان يتفاجأ بإنو كِلاهو و كبدتو مهرودات بالمغصة من الشايفو في الدنيا من بشتنه وعذاب وهوان وجري وراء ضروريات الحياة البسيطة ، ولأول مرة تتحف الأقدار والحظوظ أهلنا من الأغلبية المُلقبين بالغُبُش ، لأن معظمهم من ذلك النوع البشري الذي يأنفه تجار الأعضاء البشرية ، وعجبني جداً لأصحاب الدِعة من العيش أولئك الذين يقطنون القصور ، أصحاب الفخامة الجسدية والخدود الوردية و الأجساد النديه والحائزين على أعلى مراتب الصحة والعافية أولئك الجالسون على صهوة الجاه والسلطة والنفوذ والكنوز الوطنية ، أنهم أصبحوا بتدبيرٍ من الله سلعةً مرغوبة و بضاعة مُستحسنة و(ماشة مشي جد) في سوق الخطف الدولي ، عقبال ما نصحى ذات صباح نلقاهم كلهم مخطوفين ونلقى لينا (قرمة) من كيكة خيرات البلد دي البِقت ما بتضاق إلا بيّْ إنقلاب أو قيادة حركة متمردة ، صديقي ماهر أنت في مأمن من الخطِف طالما ظللت مُتمسِّكاَ بإنتماءك إلى فئة الغبش البسطاء من الذين ينتظرون بلا ملل المستقبل الزاهي لهذه البلاد التي (أختطفت) ذات مساءٍ أسود في غفلةٍ من أوليائها وأبنائها ، إنها بلادنا التي أصبح سادتها (خاطفي) مال الدولة وآمال الأمة بآلة الفساد .. ليس هناك أخطر على البلاد والأمه من (خاطفي) ثرواتها وإرادتها وحق أهلها في النهوض.