خطف قلبي و سباني .. !! بقلم هيثم الفضل

خطف قلبي و سباني .. !! بقلم هيثم الفضل


07-15-2017, 11:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1500158139&rn=0


Post: #1
Title: خطف قلبي و سباني .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-15-2017, 11:35 PM

10:35 PM July, 16 2017

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر


سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

من كثرة الهموم وضغوطات الحياة التي أصبح يعانيها المواطن السوداني من فئة البسطاء ، أصبح خياله واسع وقدرته على التحليل السريع والمنطقي للإشاعات والأخبار غير الموثَّقة ضعيفاً بالحد الذي يدفع الكثيرين إلى الهرب والهرولة إذا ما نادى أحداً في السوق أن (الغول) أوالعنقاء خلفكم ، وذلك من باب إتقاء شرور الدنيا (الإضافية) عن طريق مبدأ (الخواف ربى عيالو) ، وطبعاً الناس أصبح لا ينقصها إضافة المشكلات الإستثنائية في حياتهم فيكفيهم غول الغلاء الفاحش الذي يكلفهم الكثير من الوقت والهم والعنت من أجل الحصول على أبسط ما يمكن أن تقوم عليه الحياة فضلاً عن هموم تعليم الأبناء وتكاليفها الباهظة بعد أن أصبح التعليم سلعة مفتوحة للعرض في سوق المعرفة ، بل ووصل حد جشع الحكومة ممثلة ً في وزارة التربية أن أصبح ريع ما تدفعه المدارس الخاصة من رسوم لإعادة الترخيص والسماح بمزاولة مهنة تجارة التعليم مصدراً أساسياً وإستراتيجياً تعتمد عليه الوزارة في ميزانيتها ، وهكذا يظل المواطن يدور في حلقة الهم المفرغة ما بين تعليم وإستشفاء ودواء بلا دعم ولا وفرة تؤدي إلى إنخفاض سعره ، ولا حتى إستقرار لسعر الصرف يمكن أن يستفيد منه المواطن في مجرد إستقرار حالة الأسعار على حالها ولو لمدة شهرين ولكن هيهات ، أعود إلى حالة الإستعداد الفطري لدى المواطن جرّاء ما أصابه من ضيم و إحباط عام لتصديق وتقبل كل إشاعة أو خبر يفيد أن هناك مصيبةً ما ستحدث الآن أو حدثت ، ففي غضون الأيام السابقة تناولت وسائط النشر الإلكتروني أخباراً عن عصابة بأوصاف معينة تقوم بإختطاف البشر ، نساءاً ورجالاً وأطفالاً من أجل قتلهم وبيع أعضاءهم البشرية في سوق عالمية وتزامن ذلك أيضاً مع أخبار أخرى تعلَّقت بإختفاء بعض المواطنين بالعاصمة الخرطوم بينهم نساء وأطفال في أحياء متفرقة من العاصمة ، وبالرغم من أن كل المؤشرات العامة التي تسوق إليها التحريات الخاصة للكثير من الناشطين في مجال النشر الإلكتروني تكاد تؤكد حدوث حالة إختفاء أولئك الأشخاص وعدم العثورعليهم حتى الآن ، إلا أنني على المستوى الشخصي أُرجِّح أن الأمر إن تم تصنيفه تحت البند الإجرامي وأن عصابةً ما تقوم بفعل ذلك ، فإنني أتوقع أن تكون لذلك أسباب أخرى غير الحصول على أعضاءهم الحيوية وبيعها ، وذلك لعدة أسباب أهمها أن تجارة الأعضاء البشرية تحتاج إلى تجهيزات فنية معقَّدة ومرتبطة بالكثير من الفحوصات والنتائج القبلية التي تسبق بتر العضو المطلوب وتحتاج أيضاً إلى جرَّاحين ذوي مهارة عالية لا يمكن أن توفِّرهم تلك العصابات في دولة مثل السودان ، فضلاً عن كون الجرَّاحين المتخصصين في مجال نقل الأعضاء البشرية تُعتبر أجورهم من أعلى الأجور في المجال الطبي الجراحي العالمي وهم بكل بساطة لن يكونوا بالطبع في إحتياج يدفعهم للتعامل مع تلك العصابات في مجالات غير قانونية طالما أنهم قادرين أن يقدموا خدماتهم وخبراتهم عبر مسار شرعي وقانوني وبأجور تفوق ما يتخيَّله القاريء الكريم ، نعم هناك أناسٌ يختفون وربما هناك بيِّنات تفيد إختطافهم غير أن السبب لا يمكن أن يكون بأيي حال من الأحوال هو الحصول على أعضاءهم الحيوية ، ربما وبعد التحريات ستتضح الأسباب الحقيقية لتلك الجرائم والتي يمكن أن يكون أحد أهدافها الإبتزاز المادي أو تسويق الفتيات في أسواق الدعارة الدولية أوغيره من الأسباب ، من ناحية أخرى وبما أن وسائط النشر الإلكتروني قد أصبحت متاحة ولا مجال للسيطرة على تأثيراتها الإعلامية على المجتمع ، وجب على الجهات المعنية بالقضية خصوصاً وزارة الداخلية أن تُدلي بتصريح أو بيان يتم من خلاله تنوير المواطنين عن وجهة نظر الجهات الأمنية في الأمر أو آخر ما توصلت إلية التحريات من معلومات .