إعادة تصحيح أوراق السودان..!! بقلم عبدالباقي الظافر

إعادة تصحيح أوراق السودان..!! بقلم عبدالباقي الظافر


07-13-2017, 02:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499951153&rn=0


Post: #1
Title: إعادة تصحيح أوراق السودان..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 07-13-2017, 02:05 PM

01:05 PM July, 13 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


كل ما كان يفعله ترامب وهو يحدق في وجه أحد موظفيه أن ينطق كلمة " أنت مفصول".. تم استيعاب تلك المفردة في برنامج تلفزيوني قدمه ترامب وقتما كان ينشط في دنيا المال.. من ذاك البرنامج انطبعت صورته كرجل صارم وقادر على اتخاذ القرار الصعب..على العكس منه تماماً كان أوباما يبدو في مظهر الأكاديمي الرزين والرجل الحكيم الذي يقلب الخيارات قبل إصدار الأحكام النهائية القاطعة..في مناخ الخوف من الإرهاب وضعف صورة أمريكا في الخارج ..اختار الناخبون ترامب لقيادة أمريكا..لكن رغم ذلك لم يتمكن الرئيس الصارم من تصحيح ورقة الحكومة السودانية وطلب مهلة تسعين يوما إضافية .
الحقيقة الصادمة تبدو وكأننا بلد لا يملك ثقلاً دبلوماسياً ..في اللحظات التي كان ترامب يقلب الخيارات مع مستشاريه، كان تيلرسون، وزير خارجيته، يجوب منطقة الشرق الأوسط مبحراً في الأزمة الخليجية ..بل إن تيلرسون ،القادم من قطاع النفط، تجنب الإشارة للسودان خلال وقوفه في الدوحة ومن ثم الرياض..بل امتدح كل أطراف الأزمة الخليجية بعبارات المجاملة الدبلوماسية مثل أن مصر حليف أساسي في الحرب على الإرهاب ..أو إبداء تفهمه للموقف القطري.
من المهم أن نشير إلى أن الأزمة بين قطر وأخواتها خطفت الاهتمام بالعقوبات الأمريكية على السودان..تأثير تلك الأزمة لم يكن قاصراً على خطف الأضواء..بل من المهم أن نحاول قراءة مواقف ثلاثة رجال من العقوبات الأمريكية على السودان ..الرجال المعنيون هم محمد بن زايد ومحمد بن سلمان وطه بن عثمان..أغلب الظن أن الثلاثة كانوا يتوقعون أو يتمنون موقفاً سودانياً واضحاً من أزمة قطر وأخواتها..لهذا ليس من مصلحتهم إضاعة بطاقة ضخمة ومهمة في تليين الموقف السوداني..أما قطر فإنها مشغولة بتبرئة ساحتها من دعم الإسلام السياسي بما في ذلك روابطها الوثيقة مع الخرطوم.
هنالك عامل مهم يجب أخذه في الحسبان ..إدارة ترامب المشغولة بكثير من الملفات الداخلية، لم تتمكن من إكمال فريقها المختص بالشأن السوداني ..لم تعين مبعوثاً رئاسياً جديداً.. كما أن مستشارية الأمن الوطني واجهت هزات عقب استقالة المستشار فلين..في ذات الوقت كانت هنالك منظمات مجتمع مدني تتحرك بفعالية ضد الخرطوم وتمكنت هذه المنظمات من استمالة بضع وخمسين ممثلاً من الكونغرس الأمريكي بغرفتيه..هؤلاء خطوا مذكرة تعترض على رفع العقوبات الأمريكية على السودان في الوقت الراهن.
في تقديري أن هنالك عاملاً مهمًا لم تضع الحكومة السودانية وزنًا كبيرًا له..الحكومة اعتمدت فقط على المسارات الخمسة التي تتضمن محاربة الإرهاب وعدم التدخل في شؤون الجنوب وتسهيل انسياب المساعدات الإنسانية للمحتاجين.. لهذا كانت إدارتها للمعركة الإعلامية في شرق دارفور سيئة للغاية..تصريحات والي شرق دارفور بشأن الأسرى كانت صادمة للمشاعر الإنسانية ومستفزة للمنظمات المتخصصة في حقوق الإنسان ..حتى التعامل الخشن مع الصحافة كان مرصوداً من قبل الدبلوماسية الأمريكية..لم تهتم الحكومة السودانية بهذه الجزئية التي كانت حاضرة عند تصحيح الأوراق .
بصراحة..من المهم النظر بإيجابية للقرار الأمريكي..من قبل كانت هذه العقوبات وغيرها تتجدد بشكل تلقائي ولمدة عام..فيما الآن بات معدل المراجعة سريعاً وعملياً.. أي خطوة لقفل قنوات التواصل ستعيدنا لمربع الأزمة الأول..على الحكومة أن تصبر وتجتهد تحت قاعدة حكم القوي على الضعيف .

assayha