يا لسذاجتنا ! بقلم د . الصادق محمد سلمان

يا لسذاجتنا ! بقلم د . الصادق محمد سلمان


07-11-2017, 03:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499784442&rn=0


Post: #1
Title: يا لسذاجتنا ! بقلم د . الصادق محمد سلمان
Author: د.الصادق محمد سلمان
Date: 07-11-2017, 03:47 PM

02:47 PM July, 11 2017

سودانيز اون لاين
د.الصادق محمد سلمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم


يُهرق المداد وتسّود الصفحات بالكتابة في الصحف ، إعتقاداً منا أن ما يكتب ويسطرفي أعمدة الصحف وصفحات الرأي ، وما يدبج من مقالات سيكون محل إهتمام المسئولين في الدولة الرسالية فتكون محصلة التفاعل مع ما يُكتب إصلاح الإعوجاج ، وهكذا في كل مرة يحدث هذا التفاعل نتقدم خطوة إلي الأمام ، يا للسذاجة ! وأكاد أجزم إن إستجابة المسئولين لما يكتب في الصحف لا تتعدى 1 % رغم أنه لا تكاد تجد صحيفة من الصحف التي تقارب الثلاثين صحيفة كما قال مسئول بالحزب الحاكم مدللاً بهذا العدد على حرية الرأي التي يكفلها حزبه للبلاد ، تخلو صفحاتها الست عشر من الشكوى من القصور في جوانب الحياة التي أصبحت معاناة دائمة بدون إستثناء لأي منفذ خدمات ، ورغم ذلك فالذين سكنهم هم الوطن يكتبون ولا نبالغ إن قلنا إن أصغر هذه البلاوي التي تتناولها الصحف يوميا كفيل بأن يجعل كل من في دائرة مسئوليته تلك الأوجه القبيحة للقصور واللامبالاة أن يقدم إستقالته ويلزم بيته ولا يعود لمنصبه مرة أخرى إن كان لدية ذرة ولاء لهذا الوطن .
تكتب الصحف عن تردي البيئة في الأسواق والأحياء السكنية والمدارس من جراء الأمطار التي هطلت في نهاية عطلة العيد ، وتكتب عن شوارع الأسفلت التي تحولت إلي وحل من مياه الأمطار ( بالمناسبة ما هي أخبار شركة أمطار ؟ ) البرك التي تجمعت داخل الأحياء والتي كونت بيئة ملائمة لتوالد البعوض ، يكتب الكتّاب في الصحف عن الحالة الصحية وبداية العام الدراسي في ظل إنتشارالإسهالات المائية ، وعن المستشفيات والروائح الكريهة التي تنبعث منها ومن غرف المرضى ، وقذارة بيئتها ، يكتب الكتّاب عن المدارس الآيلة للسقوط والعام الدراسي على الأبواب ، والكتابات عن الفساد لا تخلو منها صحيفة يومية ، أموال طائلة تذهب لمشروعات لا أثر لها في حياة الناس ، يتسرب جلها إلي جيوب طفيليون لم يقدموا قطرة عرق لصالح هذه البلد ومواطنيه ، في حين ينتظر الذين يرزحون في المعاناة من المعوزين وأصحاب الحاجات وعد الحكومة الفرج من رفع االعقوبات االذي ظلت تبشر به صباح مساء والذي بأت القشة التي يتمسك بها إقتصادنا من الغرق ، يكتب من يعتصرهم الوجع عن عدم توفير المدخلات للموسم الزراعي من سماد وغيره ، يكتبون عن تعسر التمويل للموسم الزراعي المطري وعن فضيحة موافقة المجلس التشريعي على تصدير إناث الثروة الحيوانية ، وبإصرار من الوزارة القيّمة على هذه الثروة التي تبوأ وزيرها الكرسي ضمن مكافآت للمشاركين في حوار الوثبة ، وما دام ضمن الكرسي فلا يهم إن كان هذا في مصلحة الوطن أوضدها . وتلهث الصحف وراء سؤال موجع ، لماذ تذهب قرعة الإختيار للوظيفة العامة في أعلى مستوياتها ( الوزارة ) لبعض من تشوب ولائهم للوطن مظان ، ولمن هناك لغط في بعض مؤهلاتهم ؟ ثم تأتيك الأيام بما لم تكن تعلم ، فتكشف لنا أن فئة من توجه الكتابات لهم ولدوائرمسئولياتهم ظانين فيهم الخير ، أن ولاءهم لغير الوطن " البيولوجي " الذي ولدهم ، وفئة آخرى ولائها لأيدولوجية لا تضع الولاء للوطن في أجندتها حساب ، وتعتبر الوطن الحالي مجرد محطة عابرة ، فالولاء يجب أن يكون أولا للأيديولوجية حتى وإن تعارض مع مصلحة الوطن ، وفئة ثالثة ولاؤها لنفسها فقط ، ولا يهمهم الوطن الذي يحملون هويته بقي أم ذهب . فهؤلاء لا يلتفتون لمن يتحدث عن الإصلاح ولا يستجيبون بل يسخرون ، ولا وقت لهم يضيعونه في قراءة ما يكُتبه الحاقدين والحاسدين !. وأسقط في أيدي ممن كانوا يحسنون الظن بهولاء القوم ، إذ عرفوا أن السبب في هذا الإزدراء هو إختلاف الأجندة ، أجندة تنحاز للوطن وتجتهد في أن تراه كما ينبغي أن يكون ، وأجندة تنحاز لمصالح ليست لها صلة بالإنتماء للوطن وتجتهد في تدمير ما فعله غيرهم ، وهنا وُلدت اللحظة الحاسمة لتخرج الكلمات بغضب من كل الذين شعروا بالإهانة من أحداث الأسابيع الأخيرة من يونيو " الولاء لغير الوطن خيانة " . وعند هذا المنعطف ، أدرك الجميع الحقيقة وقالوا كما قال بن علي وهو يغادر تونس " الآن فهمت " ! !