من يرث نفوذ طه بن الحسين ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

من يرث نفوذ طه بن الحسين ..!! بقلم عبدالباقي الظافر


07-02-2017, 02:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1499003605&rn=0


Post: #1
Title: من يرث نفوذ طه بن الحسين ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 07-02-2017, 02:53 PM

01:53 PM July, 02 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


ذات يوم كان الرئيس جمال عبدالناصر يزور جهاز المخابرات العامة الذي يرأسه صلاح نصر..في ذاك اللقاء كان الجنرال نصر في غاية الترتيب والاستعداد للإجابة على ملاحظات ناصر المباغتة ..صلاح نصر كان صديقاً لعبد الحكيم عامر وبات أول مدير لمكتبه بعد الثورة..توقف ناصر في بند تمويل الأنشطة السرية للمخابرات..هنا شرع صلاح نصر يشرح للرئيس كيف أنه كون شركة تعمل في النقل العام ..عبر تلك الفكرة كان نصر يصطاد أكثر من عصفور..يولد إيرادات إضافية ويجد غطاء آمن لحركة رجاله بين الناس..انبهر ناصر بالفكرة فطلب توسيعها ليدخل الجيش شريكاً..لكن نهاية صلاح نصر كانت تراجيدية بعد غياب المشير عامر.. تم الحكم عليه بخمسة عشر عاماً في قضية انحرافات المخابرات..من الذين شهدوا على تلك الانحرافات الفنانة اعتماد خورشيد التي زعمت أن صلاح نصر طلقها من زوجها وتزوجها عرفياً في ذات الليلة.
غاب الفريق طه عثمان الحسين بشكل مفاجيء من المشهد السياسي السوداني.. لكن صعوده لم يكن بتلك الوتيرة..من سكرتير شخصي لوالي الخرطوم إلى مدير مكتب لوزير التعليم العالي ثم مديراً لمكاتب رئيس الجمهورية يحمل لقب سفير وفريق..كيف حدثت تلك الاختراقات..أهم ما يميز الفريق طه الحسين أنه كان قادراً على تمييز القوى المؤثرة وغير المرئية على رؤسائه ..الأمر الثاني قدرته الفائقة على إخفاء طموحاته الشخصية حيث يبدو دائماً في ثياب المطيع الوفي الذي يمكن أن يكون مستودع أسرار الكبار.
غياب طه المفاجيء يولد سؤالاً؛ من يرث هذا النفوذ العظيم الذي سيتفرع على عدد من المؤسسات،؟..أولى هذه المؤسسات رئاسة مجلس الوزراء..منذ اللحظة الأولى بدا وكأن طه ليس وزيراً تحت إمرة الفريق بكري حسن صالح في التشكيل الوزاري الأخير..حيث تم تعيينه بمرسوم رئاسي غير الذي شمل عصبة الوزراء..هنا غياب رجل بنفوذ طه يجعل الطريق سالكا بين الرئيس ورئيس وزرائه..كما يعضد من قبضة رئيس الوزراء على تفاصيل إدارة يوميات الدولة.. الدبلوماسية السودانية ستكون المستفيد الثاني من غياب بن الحسين الذي استأثر بالملف الخليجي .
في الناحية الأخرى ستكون الحركة الإسلامية أول مستفيد من غياب الرجل الذي أوصد أبواب التواصل بين الرئيس وقاعدته الحركية ..وقد كان ذلك منسجماً مع أفكار طه الذي كان يرسل إشارات أنه أقرب للطريقة الختمية ..كما أن طه الحسين كان حارسا لبوابة الخليج التي لم تكن مطمئنة للحركة الإخوانية في السودان ..هنا غياب طه المفاجيء يجعل الأبواب مفتوحة بين الزبير والبشير اللذين تجمعهما الهيئه العليا لقيادة الحركة الإسلامية .
كل المؤسسات النظامية ستكون ممتنة لغياب رجل نافذ في مقام الفريق طه عثمان..الجيش والأمن والدعم السريع تفضل دائماً علاقة مباشرة بالقائد الأعلى ..ذاك الامتياز لم يكن حاضراً حينما كانت كل المفاتيح بيد الفريق طه عثمان..كل الجنرالات يدركون أن تاريخ الرجل العسكري كان قد وقف في رتبة المقدم ..لكن الفريق طه عثمان الحسين ظل في موقع حصين طوال سنوات كان يصنع كل القرارات المهمة من وراء الكواليس.
بصراحة..لا أتوقع أن يمثل طه الحسين أمام محاكمة كتلك التي عاقبت اللواء صلاح نصر..في أغلب الظن ستتجه الحكومة الى إغلاق الملف وتقول للناس قوموا إلى صلاتكم..لكن ربما تكون سانحة الغياب فرصة لإرساء دعائم المؤسسية بين أركان القصر الأبيض وكافة أجزاء المنظومة الحاكمة.


assayha