Post: #1
Title: انتهى المشوار !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 06-30-2017, 01:39 PM
12:39 PM June, 30 2017 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر كان قد (هرم).... (من أجل لحظة تاريخية).. * ولكنها حين تحققت لم يسعد بها مثل سعادة أحمد التونسي.. * فقد كان يتمنى أن يُكتب له طول العمر...مذ كان شاباً يحب الحياة.. * يحبها بمباهجها...وحسانها... وأسمارها...و(دكَّايها).. * وتحقق لابن منطقتنا ما أراد... حتى بلغ من الكبر عتياً.. * وطفق رفاق دربه يتساقطون واحداً تلو الآخر وهو سائر في الدرب...لا يتوقف.. * لا يتوقف حتى عند (استراحاته) المخصصة لالتقاط الأنفاس.. *استراحة الأمراض...والأسقام...والوعكات.. * ولكن الدرب بدا وكأنه بلا نهاية إلى أن انتبه إلى أنه أضحى بلا (رفيق).. * فقد مات أنداده جميعاً ولم يبق له من يؤنس وحشة مشواره.. * وبدت الحياة من حوله غريبة عليه...وعنه...ومنه... بكل الذي كان يعشقه سابقاً.. * فالأشياء لم تعد هي الأشياء...ولا الأزمان والأشخاص.. * فما عاد العمدة - مثلاً - هو الآمر الناهي وفقاً لما هو ممنوح له من سلطات.. * وما عادت السواقي تسهم في (أوركسترا) الطبيعة.. *تسهم بأنغام نأيها الحزين إلى جانب الخرير...والحفيف...والتغريد... والهديل.. * وما عادت مساير (الشَعر) محفزاً من محفزات (الشِعر).. *من محفزات التغني بانسدال الليل على جبين القمر لحظة النهوض من الخدر.. * وما عاد (الدكاي) يضاهي المشعشعات...شعشعةً.. *مشعشعات تغزل في تماثلها لعين الديك أبو نواس وأمثاله.. * وما عاد (البوبلين) هو الكساء الذي يحق لمن يرتديه أن (يقدل) في سوق الإثنين.. * وأمسى يتمنى الموت الذي كان يكرهه.. *يتمنى الذي لطالما زجر كل ذاكر له في المجالس...والمساجد....وحتى المقابر.. * وبقدر مقته للموت ، زمان... صار يحبه الآن.. * وطفق يتحدث كثيراً عن حيرته إزاء الذين يعشقون (طول البقاء).. * ويغمغم بكلمات من أغنية ترثى لحال من لم يبق له - من الدنيا- سوى الذكريات *أغنية نوبية في قدم النخيل...والدكاي ...والسواقي.. * وما كان يعلم - وأنَّى له- أن المعنى ذاته ورد في قصيدة لشاعر جاهلي شهير.. * فقد قال زهير بن أبي سلمى من قبل : *سئمت تكاليف الحياة ومن يعش... ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم.. * وشبهه بعض مثقفي شباب البلدة بالديناصور.. *ديناصور انقرض كل بني جنسه... وبقي وحده بعد انتفاء مقومات البقاء لأمثاله.. * وما زال كبار السن يذكرون ما استشعره من سعادة حين صادف (اللافتة) أخيراً.. * لافتة غيبية لا تراها الأبصار إلا حين (تشخص).. *أما ما كُتب عليها فهو (انتهى المشوار!!!).
assayha
|
|