لماذا فشلت الزراعة؟ بقلم د.أنور شمبال

09:07 PM June, 20 2017

سودانيز اون لاين
أنور شمبال-
مكتبتى
رابط مختصر

أحداث ومؤشرات/

ظلت الزراعة حيناً من الدهر خارج قائمة الأولويات الحكومية من الواقع العملي لا الشعاري الدعائي، وما أكثر الشعارات والبرامج الدعائية التي رفعت طوال (28) سنة حسوماً من عمر الإنقاذ برئاسة المشير عمر البشير، من لدن نأكل مما نزرع، ونلبس مما نصنع، وحفر ترعتي كنانة والرهد بـ(الطواري والكواريك)، وإعفاء المنتجات الزراعية من الضرائب، مروراً بتوطين زراعة القمح، وإلغاء زراعة القطن، وإدخال التقانة الزراعية، وبرامج النفرة الزراعية، ثم النهضة الزراعية، والنفخة النهائية، وكان الحصاد تراجع الإنتاج الزراعي على المستويات كافة، وترك المزارعون مزارعهم ليعملوا في مهن هامشية، وسماسرة.
أعتقد أن سبب فشل كل تلك البرامج والشعارات يرجع إلى أنها رفعت لأغراض غير معلنة وهي تمكين المنسوبين للحكومة وحزبها، بحيث يصبحوا المتحكمين في هذا القطاع، في حين أنهم يرونها مهنة تقليدية لا ترتقي لطموحاتهم ومكانتهم الاجتماعية بعد أن صاروا أصحاب نفوذ، وتوكل إليهم مهام مزدوجة، فصارت برامج الزراعة كـ"المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى".
تخيلوا معي أنه بعد (28) سنة نأتي لنبدأ من الصفر، وتتحدث الحكومة عن تعداد زراعي شامل، وتحدد أحمد سعد عمر وزير رئاسة مجلس الوزراء، لرئاسة اللجنة العليا للتعداد الزراعي الشامل، كيف قامت كل تلك البرامج من غير معرفة بالمساحات المزروعة، وعدد العاملين فيها، وكم يعود من صادرها، وحجم المستهلك المحلي من المنتجات الزراعية؟! ألم يكن الأمر غريباً وعجيباً؟!، وكان الأوفق أن يكون التعداد رقم (28) وليس الإيحاء بأنه الأساس.
وقال الوزير الرئيس عقب الاجتماع المشترك للجان الفنية للتعداد السكاني والزراعي الشامل بحسب (سونا) إن الهدف من إجراء التعداد الزراعي هو جمع وبناء قاعدة بيانات لوضع الخطط المستقبلية للخارطة السكانية والزراعية بالبلاد خاصة أن البلاد مقبلة على انتخابات 2020م، لافتاً إلى أهمية توفير المعلومات الزراعية حتى يتسنى لمتخذي القرار في الشأن الزراعي أن يبنوا قراءاتهم على أسس سليمة ودقيقة خاصة فيما يختص بالإنتاج الكلي للمحاصيل بشقيها النباتي والحيواني.
في ذمتكم ما علاقة الزراعة بانتخابات 2020م، ألم أقل لكم إن عدم تطور الزراعة هو ربطها بالعمل السياسي غير الرشيد هذا؟!