طعم الحياة !! بقلم صلاح الدين عووضة

طعم الحياة !! بقلم صلاح الدين عووضة


06-12-2017, 02:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1497272479&rn=0


Post: #1
Title: طعم الحياة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 06-12-2017, 02:01 PM

01:01 PM June, 12 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


*ويصح أن يكون العنوان: بدل اكتئاب..
*ولكني فضلت أعلاه لأنه بات يرد على ألسنة الكثيرين في سياق التذمر..
*وشخصياً اعتدت على عبارة: لم يعد للحياة طعم..
*أو بالتعبير العامي (والله الواحد بقى ما حاسي بأي طعم للحياة)..
*والسبب الأول في ذلك وطأة الإحساس برتابة حياتنا..
*حتى (الفلس) صار رتيباً...كئيباً...حزيناً...يفتقد دهشة الافتقار اللحظي إلى المال..
*فهو يتبع السوداني مثل ظله سنين...سنين...سنين...عددا..
*ومن ثم فهو اعتاد عليه- مكرهاً- مثلما اعتاد على شخصيات.. وسياسات.. و(محفوظات)..
*اعتاد على شخصيات - حاكمة ومعارضة - لا تتبدل..
*وعلى سياسات هي نسخة كربونية من الأولى تتكرر عاماً...إثر عام...إثر عام..
*وعلى محفوظات حفظها (صم)...كحفظه محفوظات المدارس..
*محفوظات برامجية...وغنائية...وشعرية...وروائية..
*لا جديد، كل شيء بات معروفاً...مألوفاً...محفوظاً...مثل ضحكات السر قدور..
*حتى (ثلاثيات) مازدا فقدت عنصر الدهشة...من شدة التكرار..
*وقبل أيام مارس هوايته (المحفوظة) حتى وهو يلعب في أرضه...وبين جمهوره..
*والاختصاصي النفسي علي بدلو تحدث عن (النفسيات)..
*قال حتى طلاب المدارس أُصيبوا بالنفسيات...دعك من بقية أفراد الشعب..
*وكلامه هذا مقبول.. ومهضوم.. ومفهوم......ومعروف..
*ولكن ما هو غير مفهوم حديثه عن اختلالات نفسية لدى كثير من المسؤولين..
*وقد يرجع ذلك إلى عدم التهيؤ (النفسي) للمسؤولية..
*يعني حين لا يحلم الواحد منهم بأن يكون مديراً...ثم يجد نفسه وزيراً..
*فهذا شيء فوق طاقة (النفس) على التحمل..
*وما يعانيه أبناء الشعب فوق طاقة نفوسهم.. وعقولهم.. وأعصابهم.. على التحمل..
*ما يعانونه جراء رهق الظروف المعيشية الضاغطة..
*ثم إذا أضفت إلى ذلك مشاعر الملل والرتابة والكآبة تصبح النفسيات نتيجة حتمية..
*فكل شيء يتكرر كل يوم...كل أسبوع...كل شهر...كل سنة..
*وعلي بلدو الذي يحذر من (وباء) النفسيات أضحى هو نفسه جزءاً من هذه (المكرورات)..
*أضحى جزءاً محفوظاً...من (محفوظات) تسبب الملل..
*تفتح التلفزيون تجد بلدو...تفتح الراديو تجد بلدو...تفتح الجرائد تجد بلدو..
*بل في الجريدة الواحدة قد تجده كاتباً...وضيفاً...واستشارياً..
*وصار ينافس- في كثرة الطلَّة -المسؤولين...والمغنين...والمذيعين... و(المكتئبين)..
*ويقترح من كان سبباً في كلمتنا هذه اقتراحاً عجيباً..
*يقول إن على الدولة إضافة علاوة (بدل اكتئاب) إلى علاوات الخدمة المدنية..
*تماماً مثل علاوة بدل سكن...وبدل ترحيل...وبدل شدة..
*ويعضد اقتراحه بالإشارة إلى ترتيب شعبنا في قائمة الشعوب الأقل سعادة..
*فالسودانيون- الآن- من بين أكثر أمم الأرض تعاسة..
*وأحد أسباب تعاستهم هذه- بخلاف الوضع المعيشي- رتابة تكتم على أنفساهم..
*ويكفي دليلاً على ذلك مشاهدة (عرض العاشرة الإخباري).
*إنه يكاد يكون ذاته منذ سنين...سنين...سنين عددا !!!


assayha