طلعت حرب.. نحن والماضي بقلم د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب مصري

طلعت حرب.. نحن والماضي بقلم د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب مصري


06-07-2017, 07:15 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1496859301&rn=0


Post: #1
Title: طلعت حرب.. نحن والماضي بقلم د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب مصري
Author: أحمد الخميسي
Date: 06-07-2017, 07:15 PM

06:15 PM June, 07 2017

سودانيز اون لاين
أحمد الخميسي-مصر
مكتبتى
رابط مختصر


عام 1980 ونحن ندرس في جامعة موسكو كان يتردد علينا في المسكن الطلابي مستعرب روسي شاب يدعى أندريه ليستعير كتابا أو يسأل عن معنى كلمة، وكان لطيفا ضحوكا أغلب الوقت فأحبه الجميع. ذات مساء جاء أندريه ثم قال بنبرة كأنما يواسينا:" والله الشعب المصري ده شعب عظيم. يكفي أنه ما بين 1920 حتى 1930 دخل ثلاثين حربا متصلة ومع ذلك بنى بلده واقتصاده. شعب مكافح صحيح"! تعجب أحدنا من الحروب التي لم نسمع بها فسأله: "ثلاثون حربا؟". وحين رحنا نستوضح الكلام، تبين لنا أن أندريه كان يترجم موضوعا من العربية إلي الروسية عن الاقتصاد المصري، وبداهة كان اسم طلعت حرب يتكرر كثيرا داخل النص. لكن أندريه كان يقرأ اسم " طلعت"على أنه فعل، أي"بدأت حرب"! وكلما ظهر الاسم أمامه ظن أنه " طلعت حرب جديدة" في مصر! وأن شعبها المكافح يخوض حربا تلو الأخرى بمعدل مرة كل صفحتين!

تذكرت حكاية أندريه بمناسبة الاعلانات التي أغرقت جوانب الكباري وشاشات التلفزيون عن أن" طلعت حرب راجع" في شكل قروض سيمنحها بنك مصر للشباب! وهي إعلانات تستثمر جانبا أصيلا في النفوس هو الحنين إلي الماضي. يحلم البعض بعودة طلعت حرب، والبعض يحلم بعودة عصور الاسلام الأولى، أوعودة الاتحاد السوفيتي، أو رجوع جمال عبد الناصر بمعجزة، وأحيانا يجد البعض الجرأة لكي يحلم حتى بعودة الملك والملكية. وكان جان جاك روسو يحلم ذات يوم بعودة الانسان للطبيعة الأولى! ويكمن في ذلك الحنين إلي الماضي تصور غريب أن الأشياء التي وقعت ذات يوم يمكن أن تتكرر! ويعتمد الحالمون هنا على أجزاء مبتسرة من صورة الماضي، كما يفعل الأخوان المسلمون حينما يتخيلون أنهم بالزي وإطالة اللحية يستردون الماضي، وأنهم بعنصر واحد يرجعون الصورة المكتملة لما كان من قبل! والحق أن الماضي لا يعود أبدا، لا في التاريخ ولا في السياسة ولا في الطبيعة ولا في المجتمع، وأن ما حدث إنما يحدث مرة واحدة في ظروف محددة وزمان ومكان محددين، ولا يتكرر. لهذا فإن " طلعت حرب .. مش راجع"، إنما يرجع إلينا شيء آخر تماما يقوم بتسويق نفسه مرتكزا على إثارة الحنين للماضي وأمجاده.

لقد ارتبطت تجربة طلعت حرب بصعود الرأسمالية المصرية الوطنية وانتقالها من الزراعة إلي الصناعة، وسعيها لتخليص السوق الداخلي من قبضة الاستعمار الانجليزي، لهذا أقام طلعت حرب " بنك مصر" لتمويل الصناعات الوطنية، وأنشأ "استديو مصر" لصناعة السينما، وشركة مصر للغزل والنسيج، ومصر للطيران، ومصر للسياحة،ومصر للمناجم وغيرها فلقب عن حق ب"أبو الاقتصاد المصري". وكان طموحه الاقتصادي مرتبطا بنهضة الحركة الوطنية ومطالبتها بالاستقلال والدستور والتحرر والتنمية والدعوة إلي أدب مصري قومي جديد، وإلي ابتعاث الشخصية المصرية بعيدا عن الخلافة التركية والعروبة بمعناها القديم. وبروح ذلك السياق الوطني العام رفض طلعت حرب محاولة الشركة المالكة لقناة السويس مد امتيازها خمسمائة عام أخرى! وأصدر في ذلك كتابه " مصر وقناة السويس" عام 1910، وحشد مجلس النواب لرفض مد الامتياز. طلعت حرب إذن هو مجرد لفحة هواء من مناخ تكاملت فيه رؤية سياسة واقتصادية وثقافية من أجل نهضة قومية، وليس مجرد اقتصادي يقدم القروض الصغيرة. إنه سطر من قصيدة لا يعني شيئا إذا قرأته بمفرده. وحين تردد الاعلانات أن" طلعت حرب راجع" فتأكد أن الذي سيعود ليس طلعت حرب لكن نموذجا آخر يرتدي زي تجربة سابقة مرتبطة بالنهضة. ولهذا فإنه حينما يعلن بنك مصر هذه الأيام أنه سيمول مشروعات صغيرة ومتوسطة بتسهيلات في القروض، فإننا لا نرى " طلعت حرب" بل شيئا آخر.

ووفقا لتصريحات محمد الأتربي رئيس بنك مصر، فإن البنك سيمنح قروضا للشباب ميسرة ، لأن الدولة لا تبنى إلا على عاتق الزراعة والصناعة، وأن الفائدة عن قروض البنك للشباب أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة لن تزيد عن خمسة بالمئة. إلا أن الاقتصادي البارز إلهامي الميرغني يقدم لنا قراءة أكثر دقة لحجم الفائدة الفعلي تضعنا أمام صورة مختلفة تماما، ويؤكد حسب الوثائق الرسمية أن نسبة الخمسة بالمئة فائدة تنطبق فقط على المشاريع المتوسطة والكبرى التي يتراوح رأس مالها ما بين خمسين ألف جنيه إلي ثلاثة ملايين، أما نسبة الفائدة في قروض المشروعات الشبابية فتصل إلي ثلاثين بالمئة! وتبلغ في حالات أخرى مئة بالمئة! وبذلك نفهم أن اللقمة الطرية ستقع في فم الكبار وحدهم، وهذا ليس" طلعت حرب" الذي شغله تحرير الفلاحين من الاستدانة بفوائد عالية من المرابين والأجانب فأنشأ بنك مصر ليحررهم من قبضة الاستغلال. لذلك لم يكن غريبا أن يعتبر دكتور إريك ديفيز أستاذ الاقتصاد بجامعة روتجرز الأمريكية أن تجربة طلعت حرب كانت تحديا للامبريالية حين أصدر كتابه المعروف " تجربة بنك مصر– تحدى الإمبريالية"الذي ترجمه د. إبراهيم فوزي وزير الصناعة الأسبق.

إنك لن تستعيد الماضي حين تستعيد اسمه أو شكله أو أزياءه، ولن ترد الماضي بمجرد قولك إن " طلعت حرب راجع"، فالتجربة ، كل تجربة ، تقع مرة واحدة ، وردها إلإلي الحاضر مستحيل ، لكن الشيء الوحيد الممكن هو الاستعانة بمغزاها العام، بأهدافها، بفكرتها، فإذا أسقطت الأهداف والفكرة والروح فإنك لن تستعيد سوى جثة تشبه الماضي من الخارج، لكنها عاجزة عن إفادة الحاضر.

***

د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب مصري




أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 07 يونيو 2017

اخبار و بيانات

  • أبرز عناوين صحف الخرطوم الصادرة صباح اليوم الأربعاء التاريخ : 07-06-2017 - 10:29:00 صباحاً
  • معتصم عبد الجليل: إثيوبيا تستحوذ على (2) مليون فدان سوداني
  • المؤتمر الشعبي: قوائم مرشحي الحزب لحكومات الولايات جاهزة
  • الحكومة توافوزير الخارجية : حل قضية حلايب متروك للرئيسين
  • الحكومة توافق علي فتح مسار أبيي لتوصيل المساعدات لجنوب السودان
  • الداخلية:(14) ألف متهماً بمخدرات وضبط أسلحة وذخائر
  • حكومة الخرطوم توجه بسرعة تنفيذ توصيات الحد من انتشار الإسهالات المائية
  • رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي د.ميادة سوار الدهب، تبحث مع كاشا مكافحة الإسهال المائي
  • محمد الأمين خليفة نائباً لرئيس مجلس الولايات
  • (21) إصابة بالإسهال المائي بالشمالية
  • انقطاع التيار الكهربائي يعطل حركة الصادر والوارد السودان يفقد 700 مليون دولار لانتهاء الشهادات الزر
  • آدم جماع آدم يتعهد بتذليل عقبات تعليم البنات والرحل بكسلا
  • كودي: ثلاثة اجتماعات بالخارج فشلت في حل خلافات الشعبية
  • سارا نقد الله..يا غيمة هجير الغلابة منتظرنك تعودي وتشتلي الضوء في الضهابة ونهزِمْ ريح العوارِضْ
  • صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع ووزارة الصحة بولاية شمال دارفور، و بدعم من المعونة الامريكية

    اراء و مقالات

  • توهان المشاهد في ديمقراطية القنوات التلفزيونية بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • مسمار في جذع الشجرة.. فمن فعلها؟ بقلم ياسين حسن ياسين
  • تحليل سياسي للراهن الخليجي بقلم صلاح الباشا
  • ضوابط الاستدلال بالنصوص الشرعية بقلم د. عارف الركابي
  • اللهم اني شامت بقلم إسحق فضل الله
  • طيران تاركو أو رحلات الإذلال !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • التشابه بين (أبا) و(بدر) أهيَّ صُدفة؟ بقلم عبد الله الشيخ
  • ابحث عن الجزيرة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • ذات الصليب !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • بين موسى هلال والدعم السريع بقلم الطيب مصطفى
  • فى الدعوة الى الوصاية الدولية على السودان بقلم محمود محمد ياسين
  • البشير رئيسا لقطر.. بدلا عن تميم....!! بقلم محبوب حبيب راضي
  • الألم الصامت في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور بقلم حماد وأدي سند الكرتى
  • التهاني مستمرة للفنان الشامل بقلم نورالدين مدني
  • رسالة مالك عقار بتأريخ 5 يونيو 2017 والأكاذيب المختلطة بدموع التماسيح!! بقلم عبدالغني بريش فيوف
  • رمضان في شوارع الداخلية .. !! - بقلم هيثم الفضل

    المنبر العام

  • هل يقاطع الفريق طه قطر ؟
  • هل يقاطع الفريق طه قطر ؟ +=-
  • حبوبتي بتسلم عليكم وتقول ليكم: بتاع ( الخضار) المعانا في المنبر خليهو يلملم بضاعته ويورينا وشو
  • وزير التجارة يبحث مع السفير المصري تذليل العقبات والمشاكل التي تواجه العملية التجارية بين البلدين
  • انقلاب سيارة والي وسط دارفور وإصابة سائقه وحارسه الخاص
  • إشراقة سيد محمود نائباً لرئيس الوزراء
  • وزارة العدل السودانية تتلقى 944 شكوى ضد أجهزة الدولة
  • السودان… واقع غير واقعي (2)- د. حيدر ابراهيم علي
  • من يريد تدمير قطر؟؟!!
  • رحلة القطرية من الخرطوم للدوحة استغرقت 6 ساعات و23 دقيقة في مقابل 3 ساعات قبل الحظر
  • محطات ....الكوليرا فى زمن الفتنة .. مقال لاسماء الحسيني
  • مسلحون من دارفور بليبيا يقاتلون مع قوات حفتر ..
  • هل تضحي قطر بقناة "الجزيرة" لإصلاح علاقاتها بدول المنطقة؟
  • اٍمبراطورية !!! ....أم منبر... سودانيزأونلاين .... هل توجد... ممارسة دكتاتورية ...!!!
  • إرهابيون تسللوا إلى طهران وهاجموا البرلمان وضريح الخميني
  • أكثر من95% من أراضي وادي الهواد ملك للجعليين "إياكم واللعب بالنار"
  • البشير يرسل طائرة خاصة لنقل الجيش الحر السوري "السودان يسلح الجيش الحر السوري "
  • الفرق بين موقف الرئيس الامريكي تجاه قطر وموقف الحكومه الامريكيه تجاه قطر
  • صحيفة الشرق السعودية: قطر موَّلت أنشطة إرهابية بمبلغ 64.2 مليار دولار
  • على ظهرِ سُلحفاةٍ
  • صحف ألمانية: السعودية هي الأخرى تمول الفكر الراديكالي
  • ازمة الخليج انتجت ثلاثة مواقف غريبة في الداخل السوداني
  • الأردن وموريتانيا تقطعا علاقتهما بقطر: مين في الصف؟!!
  • قطر للطيران للخرطوم: ضبابية تكتنف الرحلات: هل هناك ضغوط سعودية؟؟؟؟
  • المخابرات الإسرائيلية هي اللتي ضبطت حقائب أموال قطرية مرسلة الي السودان و ليبيا .. فإنفجر الخليج
  • الإمارات.. السجن وغرامة 500 ألف درهم لمن يتعاطف مع قطر
  • ياسلام على ارونداتي روي وهي تتحفنا بعمل جديد بعد 20 سنة من صدور "إله الأشياء الصغير"
  • مقال الاستاذ الفاتح جبرا عن كلام السيد وزير المالية ... و( الانشطة غير المشروعة )
  • ظهور حالات كوليرا جديدة
  • كوليرا ام اسهال
  • قطر.... إما الانصياع أو الضياع
  • حقارة الكبار
  • الامارات والسعودية تحذر مواطنيها والمقيمين من التعاطف مع دولة قطر
  • البدله الإشتراكية .... لون الواطه
  • الشيوعيين والجمهوريين ... غباين السنيين والنضال ضد قطر
  • أوبرا وينفري ومالك «فيسبوك» وبطل مصارعة يفكّرون في الترشح للرئاسة الأمريكية
  • How damaging are the email leaks from the UAE ambassador to the US
  • سيدي بي سيدو ونحن بي جاه الملوك نلوك يا قطر!
  • خالد علي... معركة جديدة ضد «تسليم الجزيرتين»
  • وزير التربية بالقضارف وزير البيع والترويج والنخاسة ما أحط هذا الانسان
  • الخطوط الملكية المغربية تلغى رحلاتها عبر الدوحة
  • مرسوم جمهوري بإقامة مشروع قومي للتنمية المتكاملة بوادي الهواد بولاية نهر النيل
  • وأثمر الضغط الخليجي على قطر وبدات جزيرتها تتحدث عن كوليرا السودان!!
  • اثنتا عشرة امرأة أفريقية عظيمة في التاريخ ينبغي معرفتهن
  • روس هكروا وكالة انباء قطر
  • سودنة أزمة الخليجين مع قطر وًكدا😂😂😂😂😜😜😜
  • السودان : سوق العملات يتأثر بأزمة الخليج والدولار يصعد مجددا
  • قطــــــــر X خطــــــــر
  • لجنة أطباء السودان المركزية : تقرير عمل رقم (2) عن الوضع الصحي ووباء الكوليرا