الأطباء عندنا كشفوا عن الانسانية الزائفة التي كانوا يدعونها... أقل كشف بثلاثمائة جنيه .. تحاليل اربعمائة جنيه فقط... لا يفعل الطبيب سوى قراءة التحاليل وكتابة الوصفة الطبية هذا للأمراض البسيطة .. وبشراء الدواء واسعار المواصلات لأن المريض لا يستطيع التنقل بالمواصلات العادية تصل تكاليف زيارة الطبيب والدواء ألف جنيه ، أما الامراض الأخرى الأكثر تعقيدا فتحتاج الى اشعة ورنين مغنطيسي وغيرها من فحوصات .. فلا تقل عن ستة او سبعة آلاف جنيه ... لذلك فالكثير من الفقراء لا يصلون الى الطبيب الا بعد تفشي المرض وفوات الأوان بعد أن يتبرع لهم الأقارب بثمن العلاج ... ويستمر العلاج لشهور ومن لا يملك ثمن العلاج يتوقف عن العلاج او يبيع حتى ملابسه ومع ذلك لو باع نفسه كلها فلن تكفيه تغطية ثمن العلاجات طويلة الأجل ، وهكذا ينفق الناس بالأمراض زرافات ووحدانا كما تنفق البهائم في الصحراء.. في حين يتداوى الرئيس وبطانته في المستشفيات الخاصة الفخمة ويسافر الوزراء ورجال الدين الذين يفصلون للحكومة الفتاوى أو يخدروا الناس بأحاديث الصبر والتقوى الى أوروبا للتداوي والعلاج ، وزير الصحة أمر كل مستشفياته المملوكة له برفض استقبال أي مصاب بالكوليرا لانقاذه وبالتالي فضل الربح على إحياء نفس فكأنما يحيي الناس جميعا بل فضل قتلهم فكأنما قتل الناس جميعها وهو من المحسوبين على التيار الإسلامي . البشير رفض لمنظمة اوروبية انسانية بناء مستشفى خيري مجاني لعلاج المرضى المعوذين ، وطالبهم بمستشفى رأسمالي خاص ثم يمكنهم من الأرباح ان ينشئوا مستشفى خيري وهو يعتقد بأنه هكذا يطبق سياسة التحرير الاقتصادي وكأنما الرأسمالية تمنع الحكومات من التزاماتها الاجتماعية والتي من أجلها يدفع المواطنون الضرائب لتعمل وفق مبدأ إعادة التخصيص في الخدمات العامة. الالاف يموتون يوميا بسبب المرض والتأمين الصحي لا يغطي كل العلاجات ، كما لا يغطي كل التكاليف ، وهكذا نرى تطبيق الاسلاميين للإسلام الذي يفهمونه هم وحدهم ، والذي ان مرض الفقير تركوه وان مرض الشريف تداعوا له بالعلاج من كل فج عميق... إلى أين يسير الاطباء السودانيون وهم ينجرفون وراء أخلاق ولاة الأمور كما انجرف رجال الدين فأخذوا يشغلوا الناس بسفاسف الأمور كتحريم البرامج الغنائية واثارة الصخب حول عيد الحب وغيرها من تراهات دون ان ينبس شيخ يطلق لحيته ويقصر ثوبه رئاء الناس أن ينطق بكلمة حق عند سلطان جائر... الى أبن نسير