يقول المثل السودانى ( الراجل بمسكوه من لسانو) الا أن بعض من السياسيين السودانيين لهم لسانين ويغيرون أقوالهم كما يغيرون ملابسهم دون أن يطرف لهم جفن ودون أدنى احساس بالتناقض مع النفس ويمكن لهم تغيير مواقفهم ثلاثمائة وستون درجة ويعتمدون فى ذلك على ضعف ذاكرة الشعب وعدم اهتمامه بالتوثيق لهم ومساءلتهم فى ظل الانظمة الدكتاتورية حيث تسود شهوة الحكم وتغيب العدالة والشفافية ويعم الفساد والظلم قال الشاعر ( صبرت عن لذة العيش أنفسا *** وما صبرت عن لذة النهى والامر) وسوف نستعرض هنا أربعة نماذج لرجال غيروا مواقفهم السياسية ارضاءا لشهوة السلطة وداسوا على مبادئهم وعلى كرامتهم فهانوا وسهل الهوان عليهم وهم :- 1/ الدكتور الترابى وموقفه من تهمة (الردة) عندما وجهت تهمة (الردة) للاستاذ محمود محمد طه قال الدكتور الترابى ( ان ردته أكبر من كل أنواع الردة التى عرفناها فى الملل والنحل السابقة ) وعندما وجهت نفس التهمة له قال ( لاتوجد ردة فى الاسلام قراءنا وسنة وان مسالة الانتماء للدين أو الخروج منه مسألة شخصية لا دخل للاخرين فيها ) !!؟؟؟ 2/ الاستاذ كمال عمر وموقفه من حزب المؤتمر الوطنى يقول الاستاذ كمال عمر نحن نريد اسقاط النظام فكيف نتحاور معه ؟ ثم تحاور حزب كمال مع المؤتمر الوطنى وشارك فى حكومة الوفاق وأصبح جزء من النظام الذى يريد اسقاطه !!!؟؟ 3/ الاستاذ حسن اسماعيل وموقفه من النظام قال القيادى فى حزب الامة حسن اسماعيل أما أن نسقط هذا النظام أو نلبس طرح ونجلس فى بيوتنا الا أن السيد حسن لم يسقط النظام ولم يلبس طرحه ويجلس فى بيته بل أصبح وزيرا للحكم المحلى فى النظام !!؟؟ 4/ الاستاذ الصحفى محمد محمد خير وموقفه من الاخوان قال الاستاذ محمد محمد خير فى بداية الانقاذ (نحن فى السودان الجوع شبعنا والنيل عطشنا والله يجلدنا بسيطان من الاخوان ) والان يعمل الاستاذ محمد ملحقا اعلاميا بسفارة (الاخوان ) فى لندن !!؟؟ يقول الاستاذ محمود :- الرجال ثلاثة رجل يفكر كما يشاء ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول ثم يتحمل نتيجة فكره وقوله وعمله وهذا هو الرجل (الحر) ورجل يفكر كما يشاء ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول ثم لا يتحمل نتيجة فكره وقوله وعمله وهذا هو الرجل (الفوضوى) ورجل لا يفكر ولا يقول ولا يعمل وهذا هو الرجل (العبد)