خمس نخلات لجدتي...!! بقلم عبدالباقي الظافر

خمس نخلات لجدتي...!! بقلم عبدالباقي الظافر


05-20-2017, 03:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1495288858&rn=0


Post: #1
Title: خمس نخلات لجدتي...!! بقلم عبدالباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 05-20-2017, 03:00 PM

03:00 PM May, 20 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


في العام الماضي توقفنا بقريتي عند منحنى النيل..كنا نحو خمسة أصدقاء من مناطق مختلفة من السودان..قضينا ليلة تحت القمر..في الصباح أخذت ضيوفي إلى نخلة جدتي ..صعد مجوك إلى قلب النخلة ..مجوك دفعتي في المدرسة هو آخر ما تبقي من رموز السودان القديم..جاء من جوبا رفقة أسرة شمالية..بين الحجر والرمل اتخذ الوطن الذي يحب رغم أنف تقرير المصير..تزوج من قرية مجاورة وأصبح مؤذن الجامع العتيق.
لم يكن مجوك سياسياً..حدثني بأسى أن ابنته نجحت وأحرزت درجة عالية في الشهادة الثانوية ..لكنها لن تنعم بتعليم مجاني..اعتبروها أجنبية..لم يكن غاضباً والبلايا تقع على رأسه..إنه من طينة جدتي..شعرت بالخجل، أدرت وجهي الى الناحية الأخرى..شغل الرجل نفسه بمهمة جديدة بين أشواك النخيل، وتركني ألوم الساسة الذين فرطوا في وطن جميل.
كانت شجرة جدتي كريمة ترمي الرطب الناضج بغزارة كأنها تقدر ضيوفها،
هكذا كانت جدتي تفعل مع ضيوفها..أسعد لحظات جدتي حينما تصنع الطعام إلى أقارب، أو غرباء..ذاك يمكن أن يكون بعد منتصف الليل أو في الفجر..ذاك الكرم يتصل حينما يهم الضيوف بالسفر..من ذات شجرة البلح تصنع لهم عجينة غريبة تخلط فيها السمن بالتمر والقمح.. عجينة جدتي تصبح زاداً لكل المسافرين على لوري أحمد تمساح.. ما تبقى يرمى به لأولئك الأطفال البؤساء الذين يلاحقون اللوري في جوف الصحراء وهم يصرخون (كرامة ..كرامة.. كرامة).
كل أصدقائي كانوا سعيدين بحصاد ذاك الصباح.. لكن جدتي احتلت ذاكرتي بالكامل ..كانت ممتلئة إيماناً تصلي والنَّاس نيام..فيها كثير من التصوف، تعتقد أن السيد الإدريسي يمكن أن يسعفها في لحظات الضعف.. ذات النداء يشمل (ضمين الدار) الذي لم أعرف له أصلاً ولا فصلاً..كانت جدتي تشبه تلك النخلة الخضراء، فارعة القوام، شديدة الصبر على الشدائد..فيها قدر من التسامح أقرب إلى الضعف ..تتحاشى الشر ..إنها ذات النخلة ترمى بالحجر، فترمي الثمر.
ابتسمت أخيراً حين حمل كل ضيف سبيطة من الرطب ..لا شك أن جدتي هنالك أيضاً ابتسمت..ماتت جدتي قبل عشرين سنة ..لكن شجرتها ما زالت تعطي كل عام..أغلب الظن أن جدتي كانت فيلسوفة رغم أنها لا تكتب ولا تقرأ..حينما درسنا البروفيسور محمد هاشم عوض نظرية العرض والطلب تذكرت أن جدتي كانت تمارس تلك النظرية في الواقع..أشياء كثيرة كانت تفعلها وجدتها لاحقاً نظريات تدرس في الجامعات.
قررت أن أتعلَّم من جدتي التي زرعت تلك النخلة..اليوم غرست خمس نخلات من النوع الجيد ..ربما يأتي يوم فيأكل من ثمرها جائع ..لو أن كل من قرائي فعل ما فعلته جدتي قبل خمسين عاماً ستصبح بلدنا خضراء.. بعض الماء المهدر يكفي لزراعة شجرة ليمون أو مانجو في قلب شارع الحكومة..أرجوكم افعلوا..اجعلوها صدقة لأنفسكم ومن تحبون.
حينما أنام هذه الليلة ستأتيني جدتي وتربت على رأسي ..سأمسك طرف ثوبها، وأخطو من ورائها، وأحكي لها عن نخلاتي الخمس، وعن آسيا بت مجوك.

assayha



أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 19 مايو 2017

اخبار و بيانات

  • خطاب ميزانية منتدى شروق الثقافي الذي ستتم مناقشته غدا السبت مرفق كاملا
  • منتدي شروق الـثقافي الدورة العاشرة إجتماع الجمعية العمومية الحادية عشر خطاب الدورة
  • قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان تنعى أسامة جعفر إبراهيم
  • رؤية حركة العدل والمساواة للتعليم العالى إعداد أمانة التعليم العالى والبحث العلمى
  • كاركاتير اليوم الموافق 20 مايو 2017 للفنان عمر دفع الله عن اعتذار الرئيس السودانى عن قمة الرياض
  • كاركاتير اليوم الموافق 19 فبراير 2017 للفنان ود ابو عن أحلام ظلوط ...!!
  • بيان شجب و إدانة ضد مليشيات الجانجويد الذين حاولوا إغتصاب إمرأة حامل في شهرها الأخير بأمشالاي ، من

    اراء و مقالات

  • جريمة اغتيال الدولة السودانية بقلم د . الهادي عبدالله ادريس ابوصفائر
  • دول ما بعد الربيع العربي وتحديات سيادة حكم حقوق الانسان، (ليبيا نموذجاً) بقلم محمد بدوي
  • واشنطن تقول للبشير وانَّك لتعلم ما نريد بقلم الفاضل إحيمر
  • توقع عودة الشركات الامريكية رئيس الجمهورية يسمي الأشياء باسمائها، ويشكر قطر لدعمها
  • الروائي والشاعر الدكتور بُشرى الفاضل / وجه آخر
  • مُفحضة يُمه! بقلم رندا عطية
  • صناعة المستقبل السياسي: مقاربة بين فرنسا و السودان بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • العنصرية ومأزق الهوية بقلم عبدالعزيز ابوعاقلة
  • القمة السعودية الامريكية الواقعية وعدم المجاملة او حروب مدمرة بلا نهاية بقلم محمد فضل علي .. كندا
  • اوجاع تخص السو دان لاغير بقلم حيدر احمد خير الله
  • هيبة الحاكم بقلم د. عارف الركابي
  • سؤال الهوية والتغيير بقلم عبد الله الشيخ
  • كلام القصير..!! بقلم عبد الباقي الظافر
  • مجرد (عيِّل) !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • المذهب الظاهري في الفقه الإسلامي بقلم الطيب مصطفى
  • التضامن بين اليأس والإحباط والأمل والرجاء الحرية والكرامة 21 بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • عندما تموت الرحمة بقلم اسعد عبدالله عبدعلي
  • عقار وعرمان وسياسات التخبط.. بقلم علوية عبدالرحمن عبدالله
  • غسيل أمخاخ المائة الأوائل في القصر الجمهوري!! بقلم عثمان محمد حسن
  • الرئيس البشير،الإمام الصادق المهدى ومولانا الميرغنى:متى سيتنازلون لغيرهم عن القيادة ؟

    المنبر العام

  • سياحة طبية - الشخير وأمراض النوم الاخرى -فيديو محاضرة بروفسور محمد عثمان حسن - مسقط
  • السعودية تبيع عمر البشير والسفاح يواصل مرمطة سمعة الوطن والتهافت والإنكسار!
  • طريق الصفقات: زيارة دونالد ترمب بين العرب و إسرائيل.. يسري فودة من DW فيديو
  • هل ستتخطى الخرطوم شروط رفع العقوبات.. عمر اسماعيل في فرانس 24 فيديو
  • الفكر المتطرّف؛ كيف يصبح الناس العاديّون متعصّبين
  • بشة: إعتذارك ما بفيدك .. هاك النقلة دي
  • تعزية للرفاق في الحركة الشعبية والداخل
  • اعتذار سيدي الرئيس يفوت الفرصة على المتربصين...
  • لله درك سيدي الرئيس
  • طلاب يقاطعون الامتحانات بجامعة البحر الأحمر
  • فشل الموسم الزراعي…الشرطة تطارد مزارعين بالجزيرة
  • خسائر بالمليارات لشركات تأمين في السودان وقرار عدلي بتوسيع المساهمة بـ”سوداتيل”
  • حفظك الله سيدي الرئيس
  • ونسة الضكير للضكير النوم اخير
  • بيان عاجل وهام من سكان قرية الترامباب(القدم ليهو رافع)
  • ربّك يجازي الخدعوك لمهالِكِ الشر أودعوّك . إهداء لزول عارف نفسو ...
  • رسالة لعمر حسن أحمد البشير
  • اها فلان جاى وللا؟..بق بق يلتقى مشغل بوفية سفارة امريكا ب الرياض
  • والله انا لو كيسي فاضي انت ما عندك كيس من أساسو!
  • ألإنقاذ....تيتي ...تيتي...!
  • البشير يعتذر
  • إثيوبيا: حلايب وشلاتين يمكن أن تكون منطقة تكامل لكن لا بد من الإعتراف بسودانيتها
  • صحف ألمانية: نشوة السعودية بزيارة ترامب ربما سابقة لأوانها
  • الدائرة واتساب .. أول لفة (ناس الكوتشينة فقط).. يوجد جوكر بايظ والجرة عند تراجي
  • الفنانون المشاركون في حفل محاربة المجاعة بجنوب السودان Musician and to fight famine in South Sudan
  • حكومة ما فيها (وزير عدل)..يقدل فيها وزير الدولة بـ (الاتصالات)
  • زي دا يعمل شنو ؟!#
  • موظفة منذ 30 عاماً في وكالة الأستخبارات الأمريكية (CIA)، تولت منصب نائب مدير الخدمة السرية الوطنية
  • حوار سفير الامارات بالخرطوم نشر في أخرلحظة
  • ختام فعاليات اسبوع التراث السوداني بإمارة الشارقة