يروي عادل عبدالغني المحامي أن سيدة كانت تسكن بالقرب من منزل الزعيم الأزهري..رأت السيدة تدافع تلاميذ المدارس في عبور الشارع المسفلت المزدحم بالسيارات فاقشعر جسدها..قررت السيدة أن تتبرع ببناء جسر ليعبر من فوقه المشاة..بعد خمسة أيام من بناء الجسر كان صوت ارتطام قوي يلفت أنظار الجيران. ابن السيدة الكريمة دهسته سيارة حينما كان يهم بقطع الشارع متجاهلاً الجسر المنصوب. زينة القاسم سيدة لبنانية مكلومة تزور بلادنا هذه الأيام..قبل سبع سنوات خرج ابنها الطالب الجامعي ولكنه لم يعد. سيارة كانت تسير بسرعة فائقة أزهقت روحه..وقتها لم تكن مثل هذه الحوادث في لبنان سوى جنحة في تعريف القانون..لكن زينة وأسرتها وأصدقاءها مارسوا ضغطاً على الدولة حتى تم تجريم ذاك الفعل المشين. تتوالى الروايات الحزينة، الدكتور حافظ حميدة كان يناجي ابنه البكر عبر الهاتف نحو الرابعة مساءً..بعد ثلاث ساعات كان الناعي يحمل خبراً حزيناً..محمد علي الشاب الذي يبلغ الثلاثين بات في عداد الموتى بسبب السرعة الزائدة.. بروفيسور حسن محمد أحمد مدير جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا يتذكر أنه فقد والده في حادث حركة وعمره لم يتجاوز الخامسة..ومضى شقيقه الثلاثيني على ذات مسار الموت تحت حافة الإطارات المتعجلة..كل تلك القصص للعبر والاعتذار. القارئ الكريم، الذين يموتون جراء حوادث المرور أكبر من الذين تحصدهم آلة الحرب في بلادنا..أوروبا عبر تفعيل التكنولوجيا عدلت المعادلة ولم تعد الحوادث المرورية تشكل السبب الأول في الموت ..لكن قضية الموت( سنبلا) لم تجد الاهتمام اللازم في بلادنا..ما زالت الكاميرات التكنلوجيا المتخصصة في الرصد غير مفعلة التفعيل اللازم. في تقديري من المهم جداً إعداد قانون مرور صارم..الكاميرات اللاقطة الموزعة في الطرق الرئيسة تحتاج أن تفعل..بل إن المخالفة يجب أن تجد العقاب الفوري، ولا تتنزل في الرصيد حتى نهاية العام، أو حلول موعد الترخيص السنوي..هنالك الكثير من القوانين الرادعة، ولكنها تحتاج إلى تفعيل.. رفع سعر الدية يقلل من الحوادث، وإن أنكر أصحاب المصالح . بصراحة ...إن هنالك جهوداً مجتمعية غائبة في مجال التوعية المرورية..رأيت وعايشت بعض فعاليات أسبوع المرور العربي..هنالك تزاحم على نقاط المرور بسبب تخفيض الرسوم ..ماذا لو انتبهت شرطة المرور، وولاية الخرطوم لهذا الحماس، ومددوا الأسبوع لشهر..لن تنقص خزائن رياضة الجمهورية بهذا الكرم المستحق، نحن بحاجة ماسة لدعم فكرة السلامة المرورية.