علو الله تعالى على خلقه بقلم د. عارف الركابي

علو الله تعالى على خلقه بقلم د. عارف الركابي


05-06-2017, 02:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1494077766&rn=0


Post: #1
Title: علو الله تعالى على خلقه بقلم د. عارف الركابي
Author: عارف عوض الركابي
Date: 05-06-2017, 02:36 PM

02:36 PM May, 06 2017

سودانيز اون لاين
عارف عوض الركابي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




أنتقي لقراء العمود في يوم الجمعة المبارك – كما عوّدتُهم - إجابة عالم فقيه على سؤال مهم، أنتقيه من كتابي : إجابات العلامة الشيخ ابن عثيمين عن أسئلة السودانيين، والذي جمعتُ فيه حوالى مائتين وخمسين فتوى رتّبتها على الأبواب الفقهية،

والقضية المسؤول عنها من القضايا المهمة التي زلّت فيها أقدام وعسُر فهمها على بعض الناس، ولمّا كانت في إجابة الشيخ الفقيه محمد العثيمين رحمه الله إجابة شافية أردت أن أتحف بها إسهاماً في نشر العلم في هذه المسألة المهمة.
(السؤال) : هذا مستمع من السودان يقول: هذا سؤالٌ يحيرني وأرجو الإفادة عليه، وهو: أن بعض الناس يقولون إن الله فوق في السماء، وسمعتُ من البعض قولهم إن الله كان ولا مكان، وهو منزهٌ عن الجهات الست، طبعاً شرق وغرب وشمال وجنوب فوق تحت، نرجو منكم التوجيه حول هذا؟
(الجواب) : فأجاب الشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالى بقوله : (علو الله عز وجل على خلقه ثابت بالكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة، فأدلته متنوعة، كل الأدلة الممكنة في إثبات الشيء تدل على أن الله تعالى فوق عباده.
أما من القرآن فأدلة ثبوت علو الله على خلقه كثيرةٌ جداً متنوعة، مثل قوله تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى)، (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ)، (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ)، (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرةً. وكذلك الآيات الدالة على أن الأشياء تصعد إليه، كما في قوله: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)، (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ). وكذلك الآيات الدالة على أن الشيء ينزل من عنده، كما قال الله تعالى: (يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ)، والآيات في هذا كثيرة جداً.
وأما السنة : فقد دلت بجميع أنواعها على علو الله، دلت بالقول والفعل والإقرار. فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول في سجوده : (سبحان ربي الأعلى)، وخطب الناس في يوم عرفة وقال: (هل بلغت؟ قالوا: نعم. فأشار إلى السماء يقول: اللهم اشهد)، وسأل جاريةً قال: (أين الله؟ قالت: في السماء قال: أعتقها فإنها مؤمنة). فاجتمع من السنة القول والفعل والإقرار على علو الله عز وجل، وأنه فوق كل شيء. وأما الإجماع : فقد أجمع الصحابة، وأئمة الهدى من بعدهم، على أن الله تعالى فوق كل شيء، ولم يرد عنهم حرفٌ واحد في نفي علو الله عز وجل، بل كانوا مجمعين على أن الله تعالى فوق كل شيء. وأما العقل: فإن كل إنسان يعلم بعقله أن العلو صفة كمال، وأن الرب عز وجل له صفة الكمال المطلق، فإذا كان العلو صفة كمال فإن فوات العلو صفة نقص، والله عز وجل منزهٌ عن النقص، فوجب أن يثبت له العلو؛ لأنه صفة كمال.
وأما الفطرة: فما من أحدٍ يقول: يا رب، إلا وجد من قلبه ضرورةً بطلب العلو، ولهذا يرفع يديه إلى السماء، واسألوا الذين يسألونه ويدعونه: أين يوجهون أيديهم؟ هل يوجهونها إلى الأرض أو إلى السماء؟ أو إلى اليمين أو إلى الشمال؟ إنهم يوجهونها جميعاً إلى السماء، وهذا أمرٌ فطري لا يختلف فيه اثنان، إلا من اجتالته الشياطين عن الفطرة، وأنكر هذا الأمر الذي فطر عليه الخلق. وإذا كان كذلك فإننا نقول: إن الله كان عز وجل كان ولم يكن شيء قبله، فهو الأول الذي ليس قبله شيء، وكان عالياً عز وجل قبل أن يخلق العرش، ولما خلق السماوات والأرض استوى على العرش، كما قال تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ)، فكان استواء الله على عرشه بعد خلقه.
وهنا نقول: استواء الله على عرشه حين خلق السماوات والأرض تدل الآية الكريمة أنه لم يكن، أما قبل ذلك فالله أعلم، وأما بعد ذلك - أي: بعد خلق السماوات والأرض- فإن الآية تدل على أن الله استوى على عرشه.
وأما قولهم: إن الله تعالى منزه عن الجهات الست، فهذا غاية التعطيل والعياذ بالله؛ لأنهم إذا قالوا: إن الله ليس فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف، فإن هذا هو العدم المحض والتعطيل المحض، أين يكون؟ وإذا قلنا: إن الله تعالى في جهة العلو، العلو الذي ليس فوقه شيء، فليس في هذا من نقصٍ في حق الله عز وجل؛ لأن العلو على جميع المخلوقات ليس فيه شيء من المخلوقات يمكن أن نقول إنه محاذٍ لله عز وجل، بل كل شيء من المخلوقات فإن الله عز وجل فوقه، ولا يحاذي الله عز وجل شيئاً من مخلوقاته، وعين النقص في إثبات مثل ذلك. وأين الوجود إذا قلنا: إن الله تعالى خالٍ من الجهات الست؟ نعم نقول: إنه لا يمكن لجهة أن تحيط بالله؛ لأن الله تعالى محيطٌ بكل شيء، ولا يحيط به شيء من مخلوقاته، فإذا كان فوق كل شيء فإن ما فوق الأشياء ليس أمراً وجودياً حتى نقول: إن هذا يقتضي أن يشارك المخلوق الخالق في علوه عز وجل، والواجب على الإنسان أن يؤمن إيماناً قطعياً بأن الله تعالى فوق كل شيء، وأنه العلي الأعلى، وأنه سبحانه وتعالى له العلو المطلق: علو الذات، وعلو الصفات، بدلالة الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة على ذلك).
انتهت إجابة الشيخ الفقيه محمد العثيمين رحمه الله ، أسأل الله أن ينفع بعلمه ، وأن يوفق علماء المسلمين إلى ما فيه خير أمتهم ، والأدلة التي بيّنها واضحة جداً، وهذا هو مذهب الصحابة والتابعين وتابع التابعين والأئمة الأربعة وأئمة الهدى من بعدهم، وما ذكره الشيخ في إجابته هو موجز لبسط طويل في كتب أهل السنة والجماعة .
alintibaha

أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 06 مايو 2017

اخبار و بيانات

  • النائب الأول يصدر حزمةً من القرارات الوزارية خاصة بشؤون السودانيين بالخارج
  • كفاية:المسألة الشائكة لتخفيف العقوبات عن السودان
  • جهاز المغتربين يطالب بتخفيض أعداد السودانيين المغادرين إلى مصر
  • د. ميادة سوار الدهب: الحكومة الجديدة قادرة على إنفاذ مخرجات الحوار
  • لجنة أوضاع العاملين بالسعودية تدرس سبل تسهيل عودة المخالفين
  • ارتفاع الإصابة بسرطان الأطفال
  • كشف عن إنشاء محطة طاقة شمسية غرب أم درمان معتز: توقف صناديق عربية عن تمويل مشاريع للكهرباء
  • لجنة الخارجية بالبرلمان: منظومة الأمن القومي للسودان ومصر تتطلب الرشد والعقلانية
  • القضاء يبعد الكاردينال عن رئاسة الهلال وفيفا يعيد مجموعة معتصم جعفر للاتحاد العام
  • نواب يطالبون باستبدال زيرو عطش بـ(أصبروا على العطش)
  • حركتا جبريل ومناوي تعلنان وقف العدائيات ستة أشهر
  • الصحة تحذر من الازدحام تجنباً للإصابة بالدرن
  • البشير: البرلمان سيكون مهيأ لإيداع مسودة الدستور الدائم
  • الحكومة السودانية تعتزم إنشاء أكبر محطة توليد طاقة شمسية في العالم
  • برلماني: وفاة (45) مواطناً بسبب المياه بغرب كردفان
  • برلماني : منطقة بالجزيرة تشرب من مياه غير صالحة
  • الطيب مصطفى: أخطاء السياسيين وراء تردي الخدمات بالقرى
  • الجمعية الدولية لمصادر المياه تُكرِّم د. سلمان بمنحه جائزة قِطْرة الكريستال لعام 2017

    اراء و مقالات

  • (الشمعدان)..! بقلم عبد الله الشيخ
  • وقائع جلسة سرية!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • وتمضي عاصفةً !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الحق بين الوحدة والتعدد بقلم الطيب مصطفى
  • الرد على (ما لا يستحق رد) ليستبين الحق (2-2) لأمير سيد أحمد وشقيقه يوسف: عسي أن نحدثكم بما تعرفون !
  • التلاءم بين المرجعية الفكرية و سقف الحريات بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • د. حرم شداد والشهادة المجروحة بقلم يوسف علي النور حسن
  • الأسرى والمعتقلون مطالبٌ أساسيةٌ وحاجاتٌ إنسانيةٌ الحرية والكرامة 14 بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • ياسر عرمان ... و متلازمة أستوكهولم بقلم نور تاور
  • حكومةٌ ثبت في كل مرة عداؤها لحملة الإسلام بقلم إبراهيم عثمان (أبو خليل) الناطق الرسمي لحزب التحرير
  • عشق وشهادة بقلم اسعد عبدالله عبدعلي

    المنبر العام

  • عودة حلايب: اجبار مصر على التحكيم الدولي البحري...؟!
  • هل يفكر الرجل الغربي ووالاوربي في مغريات الجنة؟ سؤال محيرني
  • ناس امريكا وكندا توجد فرصة لمكسب كم مائة دولار وكدا
  • للبيع شبابيك وبابين حديد اسود بقزازهم
  • اشهر بوردابي
  • النّبضُ المكشُوفُ
  • الشَّارِعُ في الأورِدةِ
  • مباااااااشرة من البشير ..ايقاف التحقيق فى فساد(كمون)
  • التجاني السيسي يغادر الى لندن غاضبا بسبب رفض المؤتمر الوطني تعينه نائبا ثاني للرئيس
  • كمال عمر يعتذر عن تمثيل حزبه في البرلمان السوداني
  • الرئيس السوداني يوقف تحقيق برلماني حول إتهامات بالفساد لشركة كومون
  • إعلان في إيحاء
  • الجنائية تدعو من شارك في جرائم دارفور و يعيش الآن خارج السودان أن يتقدموا لها كشهود (صور)
  • السودان رسميا ثالث افريقيا فى انتاج الذهب ° البنك الدولى °
  • عصام محمد نور...(.الحوار الغلب شيخو) ../ لو بهمسة .!!
  • ما يختص ب الانتهازية حرم شداد(صور)
  • درةاعمال _ابو اللمين ....كونسيرت زاد الشجون ( -- كسارة الضلوع )