*والإشارة غنّى لها- قديماً - محمد حسنين.. *وكان يعني إشارة سيارة (بوباي) تقودها فتاة- من علية القوم- أعجبت الشاعر.. *أعجبت سيد عبد العزيز وهي تقله - وآخر- في طريقها.. *ولكننا لا نعنيها هنا حيث لا تقيُّد بإشارات السير اليوم.. *ولا نعني سلاح الإشارة حيث ممنوع الاقتراب والتصوير.. *ولا نعني إشارة المرور حيث تُقطع الحمراء منها (عادي) في بلادي.. *ولا نعني إشارة رجال الخطوط - عندنا- حيث تُرفع عند أية هجمة ضد (الهلال).. *وإنما نعني إشارات التواصل البشري من - وإلى- المخ.. *والفيلسوف كانط كان ينظر إلى برج كنيسة مجاورة حين يكتب.. *وفي يوم وجد أنه تعذر عليه كتابة سطر واحد، منذ الصباح وحتى حلول المساء.. *ثم انتبه إلى أن السبب هو غياب قمة هذا البرج.. *غيابه عن ناظريه جراء بناء اكتمل تشييده ، فاكتمل احتجاب البرج.. *وكان عبارة عن غرفة علوية بناها جاره بسرعة قياسية.. *وحين أزال جاره هذه الغرفة - استجابة لرغبته- عادت (الإشارة) إلى عقله.. *وخبراء العلاقات الحميمية (يشيرون) كثيراً إلى أهمية (الإشارة).. *فلو انقطعت -لأي سبب - انقطع التواصل كانقطاع تيار الكهرباء عند نزع القابس.. *وصديق أعرفه - من أهل السوق - قال إن إشارته تنقطع كثيراً.. *تنقطع فور تذكُّره صكاً مصرفياً حان أوان سداده.. *وهو لم يقل إشارة طبعاً - كما العلماء - ولكنه سماها (الكهرباء).. *والشاعر جرير- رغم نبوغه الشعري - تعرض لانقطاع مفاجئ للإشارة ذات ليلة.. *فقد أراد أن يرد على هجاء الراعي النميري الشاعر له فعجز.. *ثم سمع آخر الليل- وهو غير آخر ليل إسحاق - صوتاً يسعفه بمدخل القصيدة.. *وكان نصه (أقلِّي اللوم عاذل والعتابا، وقولي إن أصبت لقد أصابا).. *وهي القصيدة التي يقول فيها بيت الهجاء الشهير : فغض الطرف إنك من نمير... فلا كعباً بلغت ولا كلابا... *ولم تقم لقبيلة نمير قائمة بعدها حسبما جاء في كتاب (الأغاني) لأبي الفرج.. *والآن سبب كلمتنا هذه اليوم انقطاع مفاجئ في الإشارة.. *هو مثل الانقطاع الذي كان يحدث في قناة النيلين الرياضية قبل أن نرتاح منها.. *فالصحافيون- وكتاب الأعمدة - قد يصابون بهذا الانقطاع أيضاً.. *وذلك جراء تقاطع إشارات عديدة داخل رؤوسهم.. *(تقاطع) إشارات يجعلهم يحذرون (قطع) الإشارات الحمراء.. *وقد رأيت أن أعبر عن هذه (الحالة) كتابةً عوضاً عن اللجوء إلى خيار الاحتجاب.. *ثم أستعين بالقراء سائلاً (الإشارة جاي ولَّا جاي؟!!). assayha