*البارحة بلغت البشرية كوكب زحل.. *بلغته بواسطة مركبة فضائية أطلقتها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).. *بلغته عبر (المتطورين) من أبنائها: علماً وخلقاً.. *واخترقت المركبة حلقات الكوكب الشهيرة في طريقها إليه.. *وسيتم تفجيرها على سطح الكوكب تجنباً لمخاطر قد تصيب (أحياء) على أقماره.. *وهذا نموذج للجانب الأخلاقي من بعد العلم.. *فهم يتحسبون لوجود حياة على قمر يتبع لكوكب حتى دونما تثبت من ذلك.. *وقبل أسابيع ضرب حاكم عربي شعبه بالكيماوي.. *وهذا نموذج (مقابل) لأخلاق الكثيرين من (غير المتطورين) في كوكبنا الأرضي.. *وقبل ثلاثين عاماً كتب عاطف العراقي (نقد العقل العربي).. *وكان يشغل كرسي الفلسفة بجامعة القاهرة وصاحب مؤلفات نقدية عديدة.. *مؤلفات كلها نقد للعقل العربي غير القابل للتطور.. *أو هو كذلك- قديماً وحديثاً وراهناً- لحين إشعار آخر وفقاً للدكتور عاطف.. *فهو عقل (يستسهل) الحلول تأثراً بثقافة (السهول).. *وبتعبير آخر: هو عقل ينزع نحو الشمول، ويتحاشى رهق التفاصيل.. *وفضلاً عن ذلك فهو يستسهل أيضاً (حياة) الإنسان.. *حياة (ابن آدم) نفسها دعك من حقوقه وكرامته وبشريته وإنسانيته.. *ثم لا ينسى العراقي الإشارة إلى الاستغراق في الخرافات.. *فكأثر جانبي لقصور العقل العربي زحفت الغيبيات لتملأ فراغات هذا العقل.. *فكان الزار، والشعوذة، والدجل، وشطحات التصوف.. *ولكنا نعيب على أستاذنا العراقي شيئاً مهماً.. *وهو قصره النقد اللاذع على العقل العربي وحده دون عقليات أخرى مشابهة.. *فثمة عقول لا تختلف عن العقل العربي إلا في مرجعية الإسلام.. *في المرجعية الإسلامية؛ اسماً دون معنى.. *فإيماننا شكلي، وإسلامنا شكلي، وتعبدنا شكلي، وتطبيقنا للشرع من زاوية أنه شكلي.. *فنحن نقوم بواجبات الدين (شكلاً) على أحسن وجه.. *ولكن (مضامينه القيمية السامية) تركنا واجب القيام بها للذين هم (غير مسلمين).. *وتفرغنا لكل ما ينهانا عنه الدين من قتل وظلم ونهب.. *من قمة الصراع على (السُلطة)؛ إلى أسفل ضروب الصراع على (السَلطة).. *فعقول العالم العربي والإسلامي و(المتخلف) بحاجة إلى نقد.. *وبدون هذه الجراحة النقدية المؤلمة له سيبقى (عالة) على الحضارة الإنسانية.. *بينما (صناع الحضارة) يجوسون خلال الفضاء حتى زحل.. *ثم (يتجنبون) إزهاق حيوات افتراضية على أقمار الكوكب عند سقوط المركبة.. *و(يُجنِّبون) في كوكبنا- قدر وسعهم- بشريين من مصير مماثل.. *يُجنبون مواطنين (عرباً) إزهاق حيواتهم على أيدي حكامهم (العرب).. *ويظل العقل العربي يبحث عن النجاح لدى الدجالين.. *ويبحث عن الإيمان عند (المقبورين) من الشيوخ.. *ويبحث عن السعادة بين أحضان (زحل!!!). assayha