*ولنجعل ضربة البداية لكلمتنا هذه مفردة (تنتاب).. *أو لنجعلها بداية كل فقرة فيها تدور حول معنى عنواننا هذا.. *فهنالك محاولات إضحاك بـ(العافية) تنتاب صحافتنا.. *فما من يوم يمر دون أن تشير صحف إلى خبر يبدأ بعبارة (أضحك فلان الحضور).. *وفلان هذا إما ذو سلطة، أو ذو سطوة، أو ذو مال.. *ونبحث عن الذي أثار الضحك هذا بين ثنايا الخبر فلا نجد شيئاً (بالمرة).. *أو ربما نجده- بعد بحث مضنٍ- ولكنه لا يُضحك أبداً.. *بل قد يكون إلى (ثقالة الدم) أقرب منه إلى (روح الفكاهة).. *ورغم ذلك يضحك له بعض زملائنا ، ويريدون من القراء أن يضحكوا معهم.. *وهم إن فعلوا فسوف يكون ضحكاً فيهم، ومنهم، وعليهم.. *وتتواصل نوبات الضحك، والإضحاك، والتضاحك و........(تنتابنا).. *والبارحة ينتاب أفراد أسرتي ضحك وهم يطالعون صوراً.. *بعض صور قديمة تعود إلى زمن منهم من حضره، ومنهم من لم يحضر.. *زمن اُختير فيه والدهم مديراً لمصنع تعليب كريمة.. *واُفتتح على يد (وزير) لتنهمر منتجاته اعتماداً على خيرات المنطقة الزراعية.. *ومن هذه المنتجات صلصة الطماطم (النظيفة).. *ثم العصائر المركزة، والمربات المشكلة، والبقوليات المعلبة، والعسل المصفى.. *واكتفت البلاد - محلياً- من هذه السلع زمناً.. *وأعقبه زمن عنوانه (يجيني زمن أمتع نفسي بالدهشة) لـ.......نضحك.. *نضحك من استيراد سلع كنا ننتجها قبل أكثر من (40) عاماً.. *ونضحك الآن ونحن نرى الذين يفتتحون المصنع يضحكون ويهللون ويكبرون.. *ولكن لا أحد يسأل: ومن أوقفه أصلاً ؟!.. *وتتواصل نوبات الضحك والإضحاك والتضاحك و .........(تنتابنا).. *ومنذ نحو شهر (ينتاب) تلفزيوننا القومي إعلان مخيف.. *إعلان لا مجال فيه للضحك من شدة أجوائه المرعبة؛ أو هكذا ظننا.. *ويستوقفني الإعلان لوجه شبه بينه وبين كلمة لي.. *كلمة منذ ثلاثة أشهر أتحدث فيها عن (أصوات مخيفة تجتاح الخندق ليلاً).. *والإعلان يتحدث عن (أصوات مخيفة تجتاح المدينة ليلاً).. *ونطرح تساؤلات الناس عن مصدر ذلكم الصوت الغريب؛ وكذلك الإعلان.. *وما نقوله على ألسنتهم يكاد يكون هو؛ هو .. *ويتمخض ليل الرعب الإعلاني ليلد (عصير مانجو) يضحك له الخائفون.. *ينتابهم ضحك عجيب لا (نعرف) له سبباً.. *و(نعرف) لأول مرة أن للمانجو- حين تُعصر- صوتاً مخيفاً.. *وتتواصل نوبات الضحك والإضحاك والتضاحك ............وتنتابنا.. *ولننتظر ضحكة اليوم من مسؤولين ذوي (دم خفيف).. *أو ربما بعض زملائنا هم من يُظهروهم كذلك.. *و...............(نضحك !!!). assayha