*في موقع يخص أبناء (نوري) إشادة بشخصي.. *وهي إشادة ممن يستحق هو- صدقاً لا تواضعاً- الإشادة بأكثر مني.. *ثم هنالك من تستحق (هي) الإشادة بأكثر منا نحن الاثنين.. *إنها إشادة من زميل دراسة الطفولة - بكريمة - محمد الحسن (ود اللقية).. *وذلك قبل مغادرتي ديار الشايقية الجميلة إلى حلفا الحبيبة.. *وبعض مما قاله ذكرته أنا - من باب الضحك على نفسي- في كلمة سابقة.. *قال إنني كنت أحد نجوم ليالي المدرسة الأدبية البارزين.. *ولكنها لم تكن نجومية بقدر ما كانت (شلاقة) تبرز من بين ثنايا التناقض.. *فقد برزت - مثلاً- لأقرأ القرآن حين وجل المكلف بذلك.. *وبرزت - عقب ذلك - لأغني حين (زاغ) من اُختير لحلاوة صوته.. *وبرزت- أيضاً- لأمثل حين خاف (البطل) في آخر اللحظات.. *وكل الذي فعلته هذا كان هنالك من يجيده بأحسن مني.. *وقال عني ود اللقية - كذلك - إنني كنت من بين (أوائل الشطار) في الفصل.. *ولكنه لم يقل عن نفسه إنه كان (الأول الأشطر) على الدفعة.. *وقال إنني كنت أدمن مكتبة ميرغني البدوي من شدة إدماني قراءة الكتب.. *ولم يقل إنه كان (أديب) حصة العربي من كثرة قراءاته.. *وهو يحاضر الآن في الجامعات، ويشغل وظيفة مسجل كلية بجامعة الخرطوم.. *ولكن التي كانت أشطر وأبرز وأول واحدة من (مدرسة الحياة).. *وهي من معالم المنطقة (هناك) التي لن أنساها ما حييت.. *هي مثل بركل كريمة، وطرابيل نوري، وآثار الكرو، ومزار عيسى ود زينب.. *أو مثل مكتبة ضرغام، وكنيسة الحجر، ومصنع التعليب.. *أو مثل البواخر الشهيرة: الجلاء وكربكان وعطارد والزهرة والثريا.. *وأمام مرسى هذه البواخر كانت تجلس (هي).. *(هي) التي قلت إنها تستحق الإشادة بأكثر منا نحن الاثنين.. * تجلس تحت شجرة وريفة - بجوار مصنع البلح- تبيع طعاماً للمسافرين.. *والطعام كان صنفاً واحداً لم أر غيره.. *أو ربما كان كذلك استجابةً لما (يطلبه المسافرون).. *كان ملاحاً أخضر (مفروكاً)، وكسرة تماثل (الدبلان) بياضاً ورقةً ونعومة.. *وكنت أقف أنظر نحوها منجذباً إلى (روعة المشهد).. *مشهد همتها ، وخضرة ملاحها ، و(زراق) ثوبها، ونهم زبائنها.. *وعندما ارتحلت من كريمة ظل (خيالي) معلقاً بها.. *وعلمت - بعد سنوات عدة - أنها جنت ثمار تعبها راحةً ومنزلاً وأبناءً (مبرزين).. *جنتها بما (ادخرته) من شطارتها في صنع (الخدرة).. * إنها ........... (دخرينة !!!). assayha