عندما جرت محاولة إغتبال حسني مبارك كنت في القاهرة ، حضرت إجتماعا تنويريا دعى له التجمع الوطمي الديمقراطي حاطبه فاروق أبوعيسى بحصور حسني مبارك ، شرشح أبوعيسى النظام السوداني متهما إياه بتدبير المؤامرة ، نفخ مبارك صدره وقال لأكثر من ألف سوداني أنه بإمكانه أن يحتل السودان في ظرف 24 ساعة ، ضجت الصالة بالتصفيق ـ بينما أنا فغرت فاهي مندهشا : كيف تصفق لرجل يشتمك ويحتقر بلدك ؟ تلك هي نظرة الكثير من المصريين للسودان ، في اليوم الثاني رد البشير قائلا : هو نحن ساكنين في شقة مفروشة !!!وأيضا صفق الكثير من السودانيين ، وكانت زوجتي بجواري ، حدجتني بنظرة قاسية قلت لها : ما عليك إنه يوم التصفيق العالمي ، وانفجرت ضاحكا ، فها نحن أما م الشعب السوداني النبيل الطيب وشعب يرأسه رجل يبحث عن مصالحه ، فقلت في نفسي ما هو الفرق بين حسني وناتينياهو ؟ تساءلت ما هو الفرق بين الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين والإحتلال المصري لحلايب ؟ على مر التاريخ العلاقات المصرية السودانية فيها خلل تشبه تماما العلاقات بين الهلالابي والمريخابي ، العلاقات المصرية السودانية على الرغم من خروج السودان من بيت الطاعة إلا ان المخابرات في البلدين ما تزال هي سيدة الموقف ، والمشكلة ان النظام الحالي في السودان " عينو للفيل ويطعن في ضلو " وهذا هو ملخص سياساته مع مصر خاصة !!!!! الشعب السوداني يهتف ويغني : مصر يا أخت بلادي سوف نجتث من الوادي الأعادي ! ويظل السوداني في نظر المصري هو " البواب " كما في فيلم " البواب " بتاع أحمد زكي ، أو في فيلم علي الطرب بالتلاته عندما يأتي حجاج عبدالعظيم من بعيد مرتديا جلابية وعمة ومركوبا سودانيا ليقول أحد المصريين لرفاقه : أسكتوا أبو ريحة عفنة جاي !!!!! السودان يصدر لمصر خراف سمان ومصر تصدر للسودان برتقال عفنان !!!!!