الماركسية و تشريح العقل الرعوى -6- بقلم محمود محمد ياسين

الماركسية و تشريح العقل الرعوى -6- بقلم محمود محمد ياسين


03-05-2017, 07:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1488696575&rn=0


Post: #1
Title: الماركسية و تشريح العقل الرعوى -6- بقلم محمود محمد ياسين
Author: محمود محمد ياسين
Date: 03-05-2017, 07:49 AM

06:49 AM March, 05 2017

سودانيز اون لاين
محمود محمد ياسين-
مكتبتى
رابط مختصر




فى هذه الحلقة نود طرح مسألة أن نقد أطروحة "تشريح العقل الرعوى" من منطلق المادية التاريخية يكتسب أهميته من أن معارضة فكرة "نقد العقل" لن تكون مجدية إذا كانت بمفاهيم ثقافية أخرى.

بداية وكنقطة عامة، إن مؤلف أطروحة "تشريح العقل الرعوى" إتخذ موقفاً متجاهلاً حيال بعض نقاده الذين كشفوا ضعف أطروحتة بعدم الرد على ملاحظاتهم النقدية حول عدم علمية البحث الذى قامت عليه الأطروحة خاصة فيما يخص مصطلح العقل الرعوى ومنهجية إجراء دراسات الظواهر الإجتماعية. وقد لمح المؤلف فى إحدى مقالاته أن مثل هذا النقد لا يؤبه له. لكن إختيار عدم الرد من قبل المؤلف كان موقفاً غريباً لأن الملاحظات النقدية التى وجهت لللأطروحة، حول منهجيتها، لا يمكن لأى باحث جاد تجاهلها. ولكن الأغرب والمثير للدهشة هو أنه رغم أن حق التحفظ فى الرد مسالة مفهومة، فإن مؤلف الاطروحة ربط عدم رده بان له مجموعة من المعجبين بما يكتب تراسله بشكل خاص عبر وسائل التكنولوجيا الرقمية وهذا يكفيه، "وحمدو فى بطنه". وهكذا رسب المؤلف فى الدرس الثانى فى علم السياسة (الدرس الاول ذكرناه فى المقال رقم 4 وهو إتخاذ الهجوم الشخصى بديلاً عن إبانة الاساس الإجتماعى للأفكار). والدرس الثانى تتضمنه مقولة لسياسى أمريكى: إن الحق معك فى أن تكون لك وجهة نظرك الخاصه بك. لكن لا حق لك ان تكون لك حقائقك الخاصه بك
“You are entitled to your opinion. But you are not entitled to your own facts.”

أردت من إيراد الفقرة السابقة الإشارة الى أن النقد الذى ذكرته فى الفقرة أعلاه كان نقداً فعالاً فيما يخص منهجية الأطروحة المذكورة وبرهاناً على أنها مغلوطة لإفتقارها إحترافية علمية فى إجراء البحوث المتعلقة بالظواهر الإجتماعية. ولكن مشكلة الاطروحة الكبرى هى أساسها النظرى. فإن فكرة دراسة التاريخ والظواهر الإجتماعية عبر "نقد العقل" سواء كان رعوياً أو غيره يمثل أكثر أنواع التحليل الثقافى، فى مضمار الدراسات المذكورة، بدائية لإرتكازه على مثالية بالية هى المثالية الذاتية.....

ليس مجدياً عند محاولة كشف مغزاها بالنسبة للعمل السياسى نقد الاطروحة من منطلق التفكير الفلسفى المثالى: منطلق مثالى بمعنى نقد فكرة إعتماد الاطروحة القائمة على عامل ثقافى بعامل ثقافى أوعوامل ثقافية أخرى. وغالبا ما يدافع نقاد الاطروحات اوالمقولات المصاغة بعوامل ثقافية، عن نقدهم لها بأدوات تحليل ثقافية بانه يتم على اساس ماركسى غير تقليدى. لكن الحذر يكون مطلوباً عند الكلام عن ماركسية تقليدية؛ فبالنسبة للأساس المادى للماركسية لا توجد ماركسية تقليدية وأخرى غير تقليدية. الماركسية هى ”التحليل الملموس للواقع الملموس على أساس مادى: إعطاء الأولوية للوجود المادى على الفكر“. تتطور ادوات التحليل ولكن التحليل الملموس للواقع الملموس على أساس مادى يبقى هو التحليل الملموس للواقع الملموس على أساس مادى، وهو يختلف عن التجريبية التى تجرى التحليل للواقع على أساس تقديم الفكر على الواقع. وعليه فلا توجد ماركسية تقليدية وأخرى غير تقليدية بل ماركسية متطورة فى مضمار التفكير وقانونه المنطق الشكلى والديالكتك المادى "وهو كل ما تبقى من الفلسفة". وجدير بالذكر هو أن التطور على صعيد المادية يكون فى الشكل (form) والشكل فقط.

إن الاطروحة تتنكر للسياق الإجتماعى الإقتصادى فى دراسة الظواهر وفى محاولة بائسة لشرح مصطلح "العقل الرعوى"، يذكر مخترعه بلا دليل أن ” العقل الرعوي منظومة قيمية ارتبطت بنشاط اقتصادي بعينه، وأسلوب حياة بعينها“؛ وفى الحقيقة هو مجرد كلام حشر حشرا ويتناقض مع ما جاء فى أطروحة "تشريح العقل الرعوى" بأن ” السودان لا يزال في مرحلة القبلية تتحكم في مجريات أموره بنية العقل الرعوي. فالدولة الحديثة في السودان، لم تقم بعد. وهي لن تقوم إلا بعد أن ننجح في تفكيك وإزالة بنية العقل الرعوي التي لا تزال ممسكة لدينا بخناق كل شيء.“ والشرح الذى قدمه المؤلف ما هو الا "مخارجة" فى ضوء أن مصطلح "العقل الرعوى"، كما مر، بينه وبين الواقع إنفصام مستعص. ثم إن فكرة " العقل الرعوي منظومة قيمية ارتبطت بنشاط اقتصادي بعينه" لا معنى لها إذ أن العقل، على حسب الأطروحة، هو ما يشكل الواقع فى التحليل النهائى.

إن مفهوم "نقد العقل" ليس جديداً فهو يرجع للفيلسوف المثالى الذاتى الألمانى ايمانويل كانط (1724 - 1804). كان كانط كفيلسوف مثالى ذاتى يؤمن بأن الافكار تأتى قبل المادة وأن معرفة الواقع مجرد أشياء يختارها وينظمها العقل. و عيَّب كانط الفلسفات التجريبية والعقلانية على اساس إهمالها للعقل لذاته فقد راى أنه لا يوجد فى العالم نظام لقوانين منفصلة عن عقل الإنسان، بل بالعكس فإن أفكار الإنسان هى التى تشكل العالم من حيث تركيبه المنطقى عبر التجربة. إن افكار كانط تمحورت حول نقد "العقل المحض".

إن طبيعة نقد "نقد العقل" من منطلق مثالى (آخر) يحدث عندما يتم بعقلانية تقع ضمن مجال مفاهيم وقيم الاتجاه الاجتماعى السائد. فخلافاً للمادية التى تعتبر مفهوم العقلانية مضمناُ فيها إذ أن الفكر هو انعكاس الواقع فى دماغ الإنسان وبالتالى فكل الأفكار العقلانية هى أفكار مادية، نجد أن التفكير العقلانى (الغير مادى) تفكيراً لانقدياً متعالياً على الواقع الموضوعى وقوانين تطوره ومنتهياً الى أن الأفكار هى ما يصنع الواقع المادى. وهكذا لا يمكن تعقل الحياة وفهمها من غير النظر اليها فى اطار العلاقات الواقعية وهى ذات طبيعة تناقضية والأشياء والاحداث فيها متداخلة ومربوطة فى اطار كلى: وهذا ما تفعله المادية التى ترى أن تطور الحياة يحدث من خلال صراع المتناقضات الذى ينتهى بانتصار الجديد ومن ثم سيطرته.

إن المادية التاريخية بخلاف المثالية التى تتنصل من الواقع فى دراسة التاريخ، لا تنطلق من البناء الفوقى فى دراسة التاريخ بل من تحليل انماط الإنتاج. ونمط الإنتاج يتكون من عنصرين: قوى الإنتاج ( وسائل الإنتاج -التكنولوجيا-، العمالة، المواد الخام) وعلاقات الإنتاج وتعبيرها الحقوقى هو ملكية وسائل الإنتاج وهى العلاقات التى يتحدد فى إطارها إستخلاص فائض القيمة من العمل المأجور. والعلاقة بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج علاقة تناقضية، وقوى الإنتاج لكى تلعب دورها كمحدد لتطور المجتمعات يتحتم على علاقات الإنتاج (نظام ملكية وسائل الإنتاج) ان تتغير.

إن التاريخ تحركه فى الاساس التناقضات الداخلية التى يعج بها نمط الإنتاج. فمسار التاريخ لا تحدده مكونات البناء الفوقى (كالأنظمة السياسية والإجتماعية والقانونية والأنساق الفكرية)؛ فالبناء الفوقى هو نفسه إنعكاس لظروف نمط الإنتاج ولا يُفهم الا فى إطار زمنه. إن التاريخ تحركه قوانين طبيعية ملازمة لضرورة داخلية نابعه من التناقاضات التى توجد فى المجتمع، وإن الرافعة لعمل هذه القوانين هو الاشكال الايديولوحية التى عادة ما تتخذها عملية التغيير. والافكار (مهما كان شططها وربما غرابتها) عندما تلعب دوراً مركزياً فى تواتر ومآل أحداث التاريخ، فإنها ليس أكثر من مظهر لقوانين تطور المجتمع التى تمثل العامل الحاسم فى التغيير.

إن نقد مفهوم "نقد العقل" إذا ما تم بمفاهيم فكرية مثالية يكون عراكاً ومبارزة فى البناء الفوقى بين أفكار وتصورات رغم الإختلاف بينها الا انها تنطلق من مبدأ واحد: الوعى يصنع الوعى (الذى يضطلع بالتغيير).

ونواصل




أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 04 مارس 2017

اخبار و بيانات

  • حوار الصراحة مع قائد حركة جيش تحرير السودان عبدالواحد محمد النور
  • بيان من المركز الموحد لإسقاط النظام الي جماهير الشعب السودانى
  • الجمعيّة الخيريّه الفرنسيّه لمساعدة أهالي جبال النوبه تنعي نيرون فيليب أجو
  • خبر عاجل يرسم البسمة على وجوه ألالاف الأسر قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان
  • جلسة نقاش مركز الايام حول قانون النيابة العامة (2-2)
  • طالع قائمة اسرى القوات الحكومية المفرج عنهم من قبل الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان - ال
  • قانونيون:تدخلات السلطة التنفيذية والفساد تهدد عمل النائب العام
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان –ش بالمملكة المتحدة وجمهورية أيرلنداتنعى القائد نيرون فيليب أجو
  • مجمع الفقه: قانون الزواج لم تتم إجازته والوثيقة المُتداولة مضروبة
  • أبرز عناوين صحف الخرطوم الصادرة صباح اليوم السبت
  • مزارعون يرفضون سعر الحكومة التركيزي لشراء القمح
  • الصحة : تزايد الإقبال على فحص ( الإيدز)
  • حزب الامه الاصلاح والتنميه بشمال كردفان : بكري خير من يتولي منصب رئيس الوزراء
  • الوطني: سلسلة النفرات تستهدف تقوية البناء القاعدي
  • مقتل(8) أشخاص وجرح (10) آخرين بشرق دارفور
  • رجل يطفيء سيجارة في عين طبيب بمستشفى أم درمان
  • وكيل الزراعة لـ (التيار): لدينا الآن مليون طن فول سوداني للتصدير
  • رئيس الوزراء يدعو الحركة الإسلامية لمناصحته
  • كمال عمر: البشير لا يقل عن مانديلا وتجربة الإسلاميين فريدةٌ
  • رئيس الوزراء: تولي المناصب في الإنقاذ تحمل للمزيد من المسؤوليات
  • كتلة نواب الجزيرة سوف نسقط أي تعديل يمس جهاز الأمن والمخابرات
  • رئيس المجلس الوطني : السودان أكثر الدول تعاونا في مجال مكافحة الإرهاب
  • سفير جوبا يناشد بفتح الحدود غرفة طوارئ لإرسال الإغاثة لجنوب السودان
  • هيئة علماء السودان تدعو رئيس الوزراء للتعجيل بمحاربة الفساد
  • الكونغرس يُطالب ترامب بتعيين مبعوث خاص للخرطوم وجوبا
  • عبد الحميد موسى كاشا: المؤسسة العسكرية صمام الأمان للسودان
  • الحكومة: قطاع الشمال وزَّع الماشية المنهوبة من جنوب كردفان على حامياته
  • ألية تنفيذ إتفاق حماية الأطفال بالحركة الشعبية - السودان تعقد ورشة عمل مع منظمة الأمم المتحدة للأطف
  • قريبا جدا قناة المقرن الفضائية
  • بيان المكتب القانوني بحركة/ جيش تحرير السودان قيادة مناوي

    اراء و مقالات

  • لماذا يتشارك البدن والروح في صلاة المسلمين؟! بقلم محمد وقيع الله
  • المعلم العراقي حزين في عيده بقلم اسعد عبدالله عبدعلي
  • السودان ما بين توريط أوباما ومجهول ترامب بقلم أمين زكريا-قوقادى
  • السودان الانقاذى المغولى بقلم نور تاور
  • شئنا ام ابينا ... فقد تحققت استراتيجية الانقاذ الاساسية. بقلم صلاح الباشا
  • المخدرات والجريمة في السُوداناً بقلم حماد وادى سند الكرتى
  • الإسرائيليون يتطرفون ضد غزة جهلاً بقلم د. فايز أبو شمالة
  • النوبة البرابرة: تاريكم أمازيغ وكده بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • تقاطعات الخطوط بين الإسلاميين و العلمانيين في السودان بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • (كمان مرة).. كيف يعمل الجهازالسري لحماية النائب الأول للرئيس بكري حسن صالح/ بقلم جمال السراج
  • ( خطوات تنظيم) بقلم الطاهر ساتي
  • الجهل بأحكام الشريعة ومقاصدها من أبرز أسباب معاداتها !! بقلم د. عارف الركابي
  • عمان: إنضمام حمامة السلام الى سرب صقور الحرب بقلم د. غسان السعد/مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية
  • أيها الدواعش النفاق آفة و ليس ذريعةً للقتل و الإجرام بقلم حسن حمزة
  • سياسات بديلة للتجديد بقلم يوسف بن مئير
  • الكيكة صغيرة .. والأيدي كثيرة! بقلم عثمان ميرغني
  • شنْقَلة الرَّيكَة..! بقلم عبد الله الشيخ
  • دموع بألوان مختلفة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • طاقية بكري!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • بين (هوس الفضيلة) والأوْبة إلى الله! بقلم الطيب مصطفى
  • مابين الشعبي والوطني (زواج تراضي)!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • أحزاب تستحق مثل الجواب بقلم مصطفى منيغ
  • الكلام ليك يا المطير عينيك بقلم نورالدين مدني
  • بطوله زائفه .....عفوا بقلم صفيه جعفر صالح
  • الملف الليبي أ ضواء حول ليبيا بعد ثورة الربيع بقلم بدرالدين حسن علي
  • النبي ادريس بين الحقيقة والاسطورة بقلم .د.محمد فتحي عبد العال
  • تدويلُ قطاع غزة حلٌ ممكنٌ وطرحٌ جادٌ بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

    المنبر العام

  • بيان المكتب المركزي للمرأة بالحزب الشيوعي الكندي بمناسبة 8 مارس 2017م المصدر
  • عبد العظيم حمدنالله يقود خلية (الإبداع ) في جمعية سفر
  • وزير الدفاع السابق ، في حكومة سوار الذهب يشتكى عضو بالمنبر الى القضاء القطرى .... يا لسخرية الاغدار
  • الي جميع لجان العصيان وجميع الداعمين لها خارج وداخل الوطن .
  • عاجل : الحركة الشعبية انطلاق اضخم عملية لاطلاق سراح اسري الكيزان ... ( صور )
  • المرايا العارِيةُ
  • ســقوط الأبـــاطـــرة
  • أنفُ الجِدارِ
  • طالب ثانوي يهرب من اهله وينضم لداعش ... ( صورة )
  • عاجل عرض للشعبي أبراهيم السنوسي مساعدا لرئيس الجمهورية
  • من أصدق ماقرأت
  • رحيل عمنا الأمين، والد أعضاء المنبر... صلاح .. وأحمد .. وعبد الكريم (كيكى)
  • توم مِلز في كتابه يسقط قناع «بي. بي. سي»: وهم الحيادية
  • ورقتي في لقاء نيروبي : علمانية الدولة أم دينيتها؟- د. النور حمد
  • ‏من لاجيء إلى دراسة الطب و أخيرا مترجما لماركيز و اكثر ‏من عشرات الكتب للعربية:‏
  • الادارة ألأمريكية الجديدة تصدر تقريراً يدين حكومة الإنقاذ لإنتهاكات حقوق الإنسان
  • مرافعتي عن “علمانية الدولة” في ملتقى نيروبي-مقال لرشا عوض
  • العصيان الجايي ... متين؟ أو ... لكي لا ننسى
  • دعوة :المؤتمر العام السادس لفرعية حزب الأمة القومي بولاية أريزونا
  • البوست الاخباري الشامل ليوم 4\مارس تجربة جديدة
  • شباب ينظمون حملة للعلاج في الهند بمواقع التواصل السودانية
  • قناة فضائية المقرن سودانية جديدة -تحتاج دعمك
  • غابرييل لافين عازف العود الأمريكي في مهرجان العود الثاني بالسودان
  • اصغر حبوبة منبرية ي بكرى ماقادرة تدخل المنبر(صور)