· تحدث رئيس تحرير إحدى الصحف المدجنة الصحفي عن الخدمة المدنية.. و أكد أنها ممتازة و في أحسن حال..! .. و أن العاملين فيها يؤدون واجبهم على أكمل وجه قال!
· شككتُ في ما أسمع.. و أنا شاهدُ على الرشى و أنا، في نفس الوقت، أحد ضحاياها في العديد من مؤسسات الخدمة المدنية.. و لا يزال المرتشون يطالبونني بإعطائي ( حقهم) حتى يعيدوا إلي ما احتجزوه من أراضٍ هي إحدى ( حقوقي)!
· تجري المساومات يومياً بين آلاف المرتشين في الدواوين الحكومية و بين آلاف الراشين حول مبالغ الرشوة لمطلوب دفعها قبل تقديم الخدمة في بلد صار فيه ارتشاء الموظفين هو ( القاعدة العامة) لتقديم الخدمات.. فيعاني من إسقاطات تلك القاعدة الفقراء و المساكين من طالبي الخدمات في المؤسسات العامة.. و يستحيل عليهم الحصول عليها بحكم أنهم موبوؤون بداء الفقر و الفلس..
· و يحرس ( القاعدة العامة) للارتشاء عددُ مهولٌ من ( علماء السلطان) المدججين بالنصوص المحوَّرة و الابتكارات الشرعية المبتدَعة و يفتون فتياً عن الحلال و ( التحلل) من الحرام ما يجعلك تكاد أن تموت تحت وطأة غيظك، و أنت ترى و تسمع وسائل ( اعلام السلطان) تجاريهم فتزيدك غيظاً فوق أطنان غيظك المرهِق للأمل في الخروج من قمقم هذا الفساد العام..
· إن 99% من وسائل الاعلام في بلاد السودان ملك ( بالضرورة) للسلطان الجائر يغدق عليها من أموالنا اغداق من لا يهتم بفقرنا.. و ( مباشرة و غير مباشرة) يشتري السلطانَ الجائرُ الصحفيين ذوي الاقلام الرخيصة المهرولة نحو الانغماس في المال و الانضمام إلى قائمة رجال الأعمال الذين لا علاقة لهم بالصحافة و لا بمصالح البلاد و العباد- إنهم فقط ( رجال حول الرئيس) في القصر الوسخان بمن فيه..!
· و تكاد التحليلات السياسية، في برنامج ( بعض الطبع) بقناة النيل الأزرق، أن تكون حكراً على الصحفيين المدجنين، مع أنها تسمح أحياناً بالقليل من الفرص للصحفيين ذوي النزعة في الدخول إلى عش الدبابير بحثاً عن الحقيقة..!
· و دائماً ما يبدأ الصحفيون المنافقون يغيظونك حين يبدأون التحليل السياسي و كأن المرء منهم ممسك بمجامع مفاتيح العلم و المعرفة، يتلاعب بالعلم و المعرفة كما يتلاعب بمفاتيح سيارته بين أصابعه في زهو.. و كم أطل على شاشة القنوات التلفزيونية أسماءً تم تلميعها بالصنفرة و الورنيش.. تؤخر الشباب.. و لا تأتي بما يدفعهم لصنع مستقبل أفضل من الحاضر الضال..
· يبلغ بك الغيظ مداه حين يميل الصحفي المجن إلى طَرق أبواب انجازات و اعجازات المؤتمر الوطني.. و يتحذلق.. و يتزحلق على الجليد ثم يأتي بالمرزبة و المدق و يشرع في ( كسير التلج) دون هوادة.. و إن لم يفعل فإن عاقبته المنع و الانزلاق إلى الحضيض المادي.. و هو في حضيضه المعنوي..
· لا تضحك على الرئيس الأمريكي ترامب و هو يمنع صحفي ال( بي بي سي) و ال( سي إن ن) و نيويورك تايمز من حضور مؤتمره الصحفي باعتبارهم أعداء الشعب.. فالرئيس عمر البشير قد سبقه منذ ثلاث عقود منعاً و تجبراً و تكبراً و تكميماً للأفواه.. و كسراً للأقلام.. و غلقاً للصحف التي لا تروق له.. و يسعى لإفلاسها بكل الطرق.. بل و يسجن الصحفيين غير المدجنين.. و ينِّغص حياة آخرين بالاستدعاءات إلى، و التحقيقات المطولة في، مكاتب الأمن..
· ما أشبهك يا ترامب بعمر البشير، و إن بزَّك عمر البشير في ممارسة العنصرية و الجهوية و التعدي على الحقوق و الحريات.. و كلاكما عدوُّ للشعب من حيث لا يدري.. و هو يمتلك القدرة على المنع جنباً لجنب مع القدرة على المنح!
· إن الصحفيين المدجنين يُسقِطون ملايين المشاهدين عن ذاكراتهم متى جلس الواحد منهم أمام الكاميرا مرتدياً ثوب العارف بالله و المتمكن من بواطن الأمور، و لا الله يهمه و لا بواطن الأمور تعرفه! و بنات أفكاره تتغزل في مدى قبول أولياء نعمته عله و هو في حالة ( جهاد) و مجاهدة لإخفاء مساوئهم عن الناس.. و في تزيين الشين و الهجوم على الواقع و قلب الأوضاع .. و المشاهد في حيرة مما يسمع و هو يدري أين السوس المدسوس..
· إن هؤلاء المحللين السياسيين الذين يطلون علينا في برنامج ( بعد الطبع)، يستصغرون من شأنهم أمام المشاهد.. و لا أحد طلب منهم أن يفعلوا ذلك! و أتعجب من نفس رئيس التحرير المذكور و من تحليلاته جول زيارة البشير للإمارات.. و تأكيده أن العلاقة بين السودان و الإمارات قد عادت إلى سابق عهدها.. و أنها علاقة استراتيجية تدعمها المصالح المشتركة.. و دلل على المصالح المشتركة بالمشاريع الزراعية الإماراتية في السودان، و هو يدري ، و يخفي، أو لا يدري أن المشاريع الزراعية التي أشار إليها مشاريع استراتيجية عالية الجدوى بالنسبة للأجيال القادمة في الإماراتـ لكنها مدمرة بالنسبة للأجيال القادمة في السودان..
· السودان مغلوب على أمره منذ انقلاب البشير الذي أحال السودان إلى دولة لا تنافس الدول الأخرى إلا في مجالات الفشل و الدهنسة و الاستجداء و الارتزاق و بيع الأراضي الأكثر خصوبة في مزاد مفتوح في أسواق العال.. و صار عهد السودان الحالي مع دول الخليج عهد التابع.. و ليس عهد الند للند..
· و المعروف أن 23% من أراضي السودان الصالحة للزراعة قد تم بيعها أو تأجيرها إيجارات تمتد لما يقارب ال 100 عاماً.. ما يجعل أراضي الدول المشترية تتوسع.. و مصادر المياه فيها تزداد بينما تتناقص أراضي و مياه السودان تتقلص بنفس المقدار.. على مدار سنوات الاجارة.. و المعلوم كذلك أن الامارات العربية المتحدة واحدة من أكثر الدول استحواذاً على الأراضي في الدول التي تبيع أراضيها بأبخس الأثمان كما هو حال سودان البشير..