الفونج: نهضة نوبية أم كارثة رعوية؟ (العقل الرعوي 18) بقلم عبد الله علي إبراهيم

الفونج: نهضة نوبية أم كارثة رعوية؟ (العقل الرعوي 18) بقلم عبد الله علي إبراهيم


02-22-2017, 07:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1487786704&rn=0


Post: #1
Title: الفونج: نهضة نوبية أم كارثة رعوية؟ (العقل الرعوي 18) بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 02-22-2017, 07:05 PM

06:05 PM February, 22 2017

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر




لا أعرف سداداً لانطباق العبارة العربية العجوز "قلب له ظهر المجن" كسدادها في وصف تحول النور من إعلاء دولة الفونج في مقالات تعود إلى 2013 و2015 إلى تبخيسها في أحاديثه الأخيرة عن العقل الرعوي. فقال إن سلطنة الفونج ثمرة حلف رعوي بزعامة عمارة دنقس على الفونج وضم العبدلاب القواسمة بقيادة عبد الله جماع. وهو الحلف الذي قضى على دولة علوة النوبية المسيحية. فالسلطنة بهذا العقل الرعوي ارتداد حضاري قطعت به عرانا بالثقافة الكوشية إلى يومنا. وهذا الحط من قيمة السلطنة انقلاب لمائة وثمانين درجة عن آراء للنور سبقت عدّ فيها الفونج مشهداً ل "نهضة نسبية" كان بوسعها إدخال السودان "على حقبة الحداثة من مدخلٍ خاصٍّ به" لولا تدخل الحكم التركي المصري (1821-1885) "في الصورة وحرفه للمسار". ولم ير في السلطنة، كما رأى مؤخراً، خراباً للإرث "السودانوي" بجذوته التي "انطبخ عليها في القدم مزيج الشخصية السودانية، ومواريثها ذات الأضلاع الأربعة؛ الكوشي، والمسيحي، والإحيائي الإفريقي، والإسلامي الصّوفي". وعنى بالأخيرة صوفية عهد الفونج بالطبع.
خرج النور برأيه السالب الأخير عن الفونج بالكلية من مدرسة الاستمرارية أو التواصل التي تقول بوحدة العرق والثقافة السودانيين لم يشوش عليها تبدل الأديان أو وفود الأقوام. بينما ترى المدرسة النقيض تَقَطع ذلك العرق والثقافة بفعل وفود الأفكار والأقوام إلى السودان. وكان النور اتبع خطة مدرسة التواصل من قبل كما رأينا في عقيدته السودانوية أعلاه.




سنعرض هنا لآراء مدرسة الاستمرارية لنرى بعد شقة النور عنها بعد تبخيسه للفونج، وتحوله إلى مدرسة انقطاع الثقافة السودانية عن منشأها في كوش بحلول العرب والمسلمين. وسنستعين في هذا العرض بأفكار المؤرخ الأمريكي جي اسبولدنق مؤلف "عصر الفونج البطولي" (1985) ممن وصفه النور نفسه في أحاديث تشريح العقل الرعوي بالتضلع في العلم والحذق فيه. وسنأخذ آراءه هذه من مقاله عن أصل الفونج (1972) عربها المرحوم محمد عبد الله عجيمي في كتاب سيصدر في إطار مهرجان تجديد ذكرى سنار القائم الآن. ولسنا هنا بصدد موافقة اسبولدنق في ما ذهب إليه أو معارضته بالطبع. والغاية باختصار أن نطلع القارئ على ما وجب للنور الإحاطة به من المعارف في حقل التاريخ السوداني ونقضه قبل أن يذيع فساد دولة الفونج كما فعل في مقالاته موضوع نظرنا.
خلافاً للنور لا يرى اسبولدنق أن الفونج من صنع أعراب جفاة أفارقة وعرب. فجدد خبر الرحالة بروس، الذي غشي سنار في 1772، والقائل إن الحلف الفونجاوي مع قواسمة عبد الله جماع وقع تحت شرط الفونج بعد هزيمة العرب في أربجي. وهذا على خلاف ما جاء في تاريخ ملوك السودان (المعروف بتاريخ كاتب الشونة) الذي قال بحلف انداد لا ظافر وخاسر. وعلى غير من نسبوا الفونج إلى الأمويين والبرنو والشلك، كان رأي اسبولدنق أنهم قوم من النيل الأبيض ضيّق عليهم الشلك فترحلوا إلى النيل الأزرق. وسماهم جماعة من النوبة الجنوبية قطنوا بين الرنك وملكال. ولم يأت بهم الرعي إلى سنار بل رغبتهم في الارتباط بطريق التجارة الشمالية التي ساقتهم للاصطدام بالعرب في أربجي.
وهكذا لم يكن اسبولدنق من رأي النور في قيام الفونج في سياق اقتصاد رعوي أفريقي عربي. فهو يرد نشأة الدولة إلى إطار نشاط تجاري سبق قيام سنار. وهو نشاط ازدهر تحت إشراف المسلمين الذين توحدوا تحت عبد الله جماع القواسمي. ثم توغلت التجارة جنوباً في النوبة الجنوبية لتستحصل على الذهب، والصمغ، والبخور، والزباد، والأبنوس والعاج. وعليه انجذبت نوبة الجنوب، ومنهم الفونج، إلى شبكة تلك التجارة. وأنعش تلك الشبكة قطع حملات تيمور لنك لطريق التجارة عبر آسيا مما جعلها تنتقل للبحر الأحمر ومصر. وتطابق ذلك مع فترة عبد الله جماع وأربجي. وجاء اسبولدنق بكلمة فصل مؤيداً فرضية كان ألقى بها روبرت هارتمان قبل قرن أو أكثر من الزمان قال فيها إن أفضل فهم للفونج يتمثل في أنهم ورثة مؤسسات النوبة في العصور الوسطى. وسمى سبولدنق قيام سلطنة الفونج ب "نهضة نوبية". وهذا رأي واضح للمدرسة الاستمرارية في أن الفونج لم تقطع عرى الثقافة الكوشية بل حملتها إلى مستويات أخرى من النهضة.
الدلائل التي يأتي بها دعاة الاستمرارية على كوشية سلطنة الفونج تقليدية وكثيرة. فتجد من يرد طقوس التولية السلطانية الفونجية مثل الجلوس على الككر، ولبس الطاقية أم قرينات إلى طقوس الولاية عند كوش والفراعنة. ويأتي اسبولدنق بدلائل مبتكرة مثل أخذه مبادئ وراثة العرش في الفونج المعلومة لنا ليلقي بها الضوء على قواعد التولية عند نوبة القرون الوسطى المسيحية المجهولة. ورأيته منذ الثمانيات رد زواج الكوره إلى طقس من طقوس المسيحية.
هذه الدلائل الثقافية للعلماء على استمرار كوش في الفونج كثيرة. وسنتجاوزها إلى الزاوية غير المتوقعة التي نظر منها النور إلى سلطنة الفونج بعد فصم عراها من إرث كوش. فبما أنه قال بانقطاعها عن ذلك الإرث توقع القارئ منه أن يقيم الدلائل على ذلك. بمعنى آخر: أن يقيم الحجة على خروج الفونج عن إرث الحضارة الكوشية. ولكن المفاجأة التي ادخرها النور له أنه، بدلاً عن ذلك، حاكم السلطنة بتنكبها دين الإسلام. فحاكمها بمعيار مشرقي (الإسلام في هذه الحالة) كان حذرنا من مغبته لأنه وفد الينا حين جرى الحاقنا بالفضاء المشرقي من غير إرادتنا.
خلص النور من نظراته في ثقافة الفونج ودولتها إلى أن سيرتها ومؤسساتها ضعيفة الصلة بتعاليم الإسلام. وانتهى إلى أن شخصية سنار ذات "ثقافة افريقية" لا تعكس التعاليم الإسلامية بقدر ما تعكس طقوس الديانات الأرواحية" المشهور عنها أنها "وثنية". ونعرض في حديث قادم لنواحي ثقافة الفونج المجانبة للإسلام في رأي النور برغم أننا توقعنا منه غير ذلك وهو اطلاعنا على الوجوه التي قطعت بها الفونج عرى علاقتنا الحضارية بكوش.

أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 22 فبراير 2017

اخبار و بيانات

  • نتاليا يعقوب تقول:لماذا ناس تعيش في القصور وناس تعيش في الكوش؟
  • كاركاتير اليوم الموافق 22 فبراير 2017 للفنان عمر دفع الله بعنوان البشير يبع السودانيين فى سوق النخا
  • السلطات السودانية تضبط قائد شبكة تخابر تعمل لصالح منظمات أجنبية
  • الممثل المصري محمد رياض لــ(المجهر): تزوجت رانيا محمود يس عن حب والشعب السوداني مثقف
  • وفد أوربي يستفسر البرلمان عن المعتقلين السياسيين وسيداو وداعش
  • ضبط شبكة تخابر تعمل لصالح منظمات أجنبية
  • حوار استثنائي مع الرئيس البشـير من أبـو ظبي:موعدي 2020م .. قدمت ما عندي وحان التنحي
  • الجيش يصد هجوماً لمتمردي (الشعبية) بجنوب كردفان
  • تنسيقٌ رفيعٌ بين جوبا والخرطوم لمكافحة تهريب الذهب والصمغ العربي
  • الخرطوم تتجه لإلغاء عطلة السبت في العام الدراسي الجديد
  • البرلمان يعد مسؤولين أوروبيين بتقليص فترة الاعتقال
  • برلمانيون يطالبون بزي موحد للمعلمين بمرحلتي الأساس والثانوي
  • المؤتمر الشعبي: مجمع الفقه وهيئة علماء السودان مؤسسات كهنوتية
  • الهند تعتزم توسيع نطاق التعاون مع السودان
  • ضبط (137) جوال مخدرات بالخرطوم
  • لجنة التحقيق في وفاة المعلمة تحمل الدفاع المدني وإدارة المدرسة المسؤولية
  • استثناء المغتربين من قرار إيقاف التمويل العقاري
  • الأمن السودانى يحرِّر 29 رهينة من تجار البشر في كسلا
  • بدء فعاليات مؤتمر الخبراء والعلماء السودانيين بالخارج بعد غدٍ الجمعة
  • إبراهيم محمود: لن نسمح بتحقيق مكاسب سياسية عبر السلاح
  • الاتحاد الأوروبي يقدم مساعدات طارئة لجنوب السودان تقدر ب 82 مليون يورو
  • برلماني ينتقد تربية الخرطوم بسبب مدرسة تضم مشردين

    اراء و مقالات

  • عبيد ابراهيم ونصف قرن من التحكيم بقلم عبد المنعم هلال
  • ترامب ونتنياهو يتبنّيان الأوهام ويتجاهلان الواقع بقلم أ.د. ألون بن مئيــــر
  • لاتبكوا مرة واحدة بقلم حسن العاصي كاتب وصحفي فلسطيني مقيم في الدانمرك
  • قضايا ليست كذلك كاثوليك أكثر من البابا بقلم بروفيسور محمد زين العابدين عثمان
  • الإرهاب والفتنة سياسة حزب الحركة الإسلامية السلفية التي تبقيه مسيطر على مقاليد السلطة في السودان
  • وأعرض عن الجاهلين بقلم عمرالشريف
  • قصة الحركة الاسلامية في السودان بقلم عبدالعليم شداد
  • فاطمة أم الكاردينال نفسه!! (2من2) بقلم كمال الهِدي
  • عقول الهدم ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • ولماذا النخيل؟؟ بقلم عثمان ميرغني
  • مُنازلة ودّ التُرابي بقلم عبد الله الشيخ
  • بلداً متين بقي للسفر والدردرة بقلم إسحق فضل الله
  • حكم الردة في الإسلام من الثوابت في دين الإسلام بقلم د. عارف الركابي
  • آن لهذا الفريق أن يترجل..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • خلينا نتسلى !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • التعديلات الدستورية واعتراضات بعض الجماعات والهيئات بقلم الطيب مصطفى
  • تهديد الصحفين في السودان بين الامس واليوم بقلم محمد فضل علي ... كندا
  • الحملة الوطنية لإنقاذ أهلنا في جنوب السودان هل من مشارك ؟ بقلم : السر جميل
  • إحتلال العاصمه الخرطوم ــ والولايات الوجود الأجنبى العشوائى فى السودان ـــ السودان فى خطر (1
  • جلب الحبيب بقلم ماهر طلبه
  • القُدوة و المثلُ الأعلى .. !! بقلم هيثم الفضل
  • جذور ظاهرة توحش الجيش الإسرائيلي بقلم د. غازي حسين
  • الجهل والتضليل : صولات وجولات حراثة العقل العربي!! بقلم د.شكري الهزَيل
  • أساطير ابن تيمية وَضعت إستراتيجية التكفير والإرهاب لتشويه الفكر الإسلامي..!! بقلم: معتضد الزاملي
  • عندما تشيخ اللعنات بقلم اسعد عبدالله عبدعلي
  • ايديولوجية التوحيد بين اهل النفي و اهل الاثبات بقلم احمد الخالدي

    المنبر العام

  • جدل زواج التراضي: هو راضي وانا راضي.. اقصاء ولي الامر .. هل توافق؟ (فيديو)
  • من الذي قدم التعديلات المتعلقة بزواج المراة/المرأة دون ولي؟ و لماذا هذا التوقيت؟
  • اصابة العشرات بالعمى بمستشفى مكة للعيون بعد تلقيهم حقنة من عقار "الأفاستنين"
  • ﺃﻏﺮﺏ ﻗﺼﺔ ﺯﻭﺍﺝ
  • د. مضوى ابراهيم سلم عدد (١٩١) تقريراً مفبركاً لمنظمات أجنبية وجهات خارجية
  • اطفال الشوارع ... ابطال الشوارع
  • عضو جديد
  • أنا معجبة بأبي له الرحمة و المغفرة( قٌصاصاتُ أبي التي ورثت)
  • الفتر زاتو انواع ،،،،
  • أزمِنةُ الرِّيبةُ، اِحتِماءُ الظِلُّ بِالظِلِّ
  • المؤتمر الشعبي يدين اعدام محمود محمد طه
  • من نتائج الإنفصال مجاعة في جنوبنا الحبيب دولة جنوب السودان- الوحدة قـــوة
  • هل من المعقول 200 مليون نخلة .. يمكن بالجديد .. ( ممكن أشجار الهشاب)
  • جـــــــــــــاك ســـــــــــــبارو
  • كارثة الوجود الأجنبي في السودان
  • غناء البنات
  • شعار اذاعة كسلا ...
  • المخرج الامريكى ( بنتلى براون ) الذى احب السودان واتقن لهجته ..
  • الخرطوم.. مقتل شخص وإصابة آخرين بانفجا(جسم غريب)
  • المطلوب من جميع السودانيين والحكومة السودانية الإستنفار لإغاثة إخواننا في الجنوب من المجاعة ..
  • شرح كريكاتير عمر دفع الله أعلى المنبر .. بتاع PVV
  • الوهابي محمد الزبير محمود ، تعال بي جاي
  • الحملة الوطنية لإنقاذ أهلنا في جنوب السودان هل من مشارك ؟
  • يا حبيبي و أملي و مناي .. شرحبيل أحمد
  • اخرجوا من أميركا 11 مليون مهاجرسيُطرَدون من الولايات المتحدة.. إليك تفاصيل إحدى أكبر عمليات
  • اهداف.. مانشسترسيتى وموناكو..مباراة للتاريخ.
  • عملية المسيح -أضخم نقل جوي فى تاريخ السودان لنقل قوات الدعم السريع لمدن السعوديةالحدودية واليمن
  • هل بلع الشعبي الطعم؟-مقال شمائل النور
  • دينفر تكرم وفد ادارة السجل المدني الزائر للولاية