· قماش الحرية واسعٌ.. واسع يا ست بدرية.. لكننا نراك تحيكين جلابيبَ ضيقة على السودانيين من جميع الأحجام.. و في كل مرةٍ جلستِ فيها على تلك الماكينة يحتج الجميع -: " الجلابيب ما نفعت بسبب ضيقها!"..
· و لا زلتِ و جماعتكم و عللا رأسها البشير " تستعبدون الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحراراً! ".. تشرِّعون و تقَنون متحفزين لاستمرار السيطرة و استدامة السلطة و مواصلة هدم الحقوق عبر تضييق الحريات بآليات لا تراعي دساتير الدنيا ولا دستور السماء..
· بدرية، كُبي.. كُبي.. كُبي.. كُبي دستور!!
· أيها الناس، تجري حالياً مباراة في جر حبل الحريات العامة داخل البرلمان بين فريق الأستاذة/ بدرية سليمان، ممثلة اللجنة البرلمانية الطارئة لتعديل الدستور، و هي تعمل لصالح البشير ضد فريق الأستاذ/ كمال عمر، ممثل الآلية التنسيقية للحوار الوطني، و هو يعمل وفق وصية شيخ/ حسن الترابي.. بدرية تجذب.. و كمال عمر يشد.. و الجماهير المضاعة تضيع أكثر في الوقت الضائع من عمرها في حفرة نظام الانقاذ التي حفرها الترابي و البشير لصالحهما في زمان غابر ..
· خلافات مشتعلة.. و مصطلحات يفسرها كل على هواه.. وتفسيرات لغوية عائمة.. و سعي لتعديلات دستورية، لزوم ما لا يلزم، لإقرار الحريات العامة ..
· و كلها سوف تؤدي إلى الحيلولة دون خروجنا من حفرة الدول الفاشلة طالما الست بدرية و أشباه بدرية هم من بيدهم تفسير و تعديل و تنقيح دستور 2005.. و سوف تقودنا التعديلات، الجدال الجاري حولها، إلى غدٍ معتم الحقوق و الحريات.. غد مجهولِ السمات..
· و المعلوم أن حاجتنا للحريات و الحقوق الحقيقية لا تقتصر على فضاءات السياسة وحدها بل تمتد إلى ما غيَّبه نظام البشير من عموم حقوقنا كبشر.. و تلك الحقوق مشمولة في القانون الدولي لحقوق الانسان.. و التي تلاعب بها نظام البشير في ملاعب ( التمكين) اللعين..
· و القانون الدولي لحقوق الانسان ميثاق عالمي لا تلاعب به.. فالمادة 30. من اعلان حقوق الانسان تقول: " ليس في هذا الإعلان نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه."
· لكن الست بدرية استطاعت أن تتلاعب به في الماضي و لا تزال تسعى للتلاعب به حالياً، بالرغم من أن السودان موقِّع على القانون الدولي، و دستور 2005 يتضمن تلك الحقوق لكن النظام لا يطبقه إلا بالكلام عنه أمام المعنيين الدوليين بحقوق الانسان..
· و يتساءل أستاذنا القانوني الضليع نبيل أديب عبدالله سؤالاً استنكارياً عما إذا كنا في حاجة لتعديلات دستورية لبسط الحريات.. و يقول أن لا علاقة لانتهاك الحريات العامة لدستور 2005م بأي نقص في الأحكام الدستورية.. بمعنى أن محاولات التعديلات الجارية الآن ( كلام ساكت)! لأن دستور عام 2005 لا يحتاج إلى معالجات و لا إلى تعديل.. و بالأحرى، على الذين يتجادلون حول مواد الدستور و التعديلات أن يبتعدوا عن الجدال و يبحثوا عن الشوائب التي علقت بدستور عام 2005 ..
· لكن ماذا نفعل مع الست بدرية؟ و ماذا تفعل الست بدرية مع البشير الذي يضغط عليها كي تحيك الدستور الجاري ترقيعه بنصوص مخافة للحريات العامة على نفس المنوال الذي حاكت به دساتير ( مدغمسة) قبلها..
· و يا محاسن كبي جبنة! و يا بدرية كبي دستور!!
من طرف شارع النيل الأزرق:-
( محاسن، كبي جبنة) هي كلمة السر التي اصطلح عليها من كانوا يتعاطون ( العرق) لدى إحدى ستات الشاي و تدعى محاسن.. و انتشر المصطلح انتشاراً واسعاً و يتداول الناس بشكل عفوي في الخرطوم.. و آخر استخدام لتلك الجملة سمعته قبل يومين من د. عبداللطيف البوني في برنامجه ( السبت أخضر) بقناة النيل الأزرق حين استضاف إحدى الناقدات الفنيات.. و ابتدرها قائلاً: يا محاسن كبي تعليق!