لا يمكننا أن نتجاهل المؤسسات العلمية الفكرية في مصر ، لا يمكن تجاهل أن مصر تحتضن كل المراكز الثقافية باختلاف اللغات والجنسيات والثقافات التي تنتمي لها ، لا نستطيع أن نختلف حول احتواء القاهرة على روابط سياسية ودبلوماسية مع كل دول العالم الكبيرة منها والأكثر صغرا ، وكذلك لا نستطيع أن ننكر أن العلمانية في مصر لعبت دورا كبيرا في انفتاح المصريين على العالم أجمع ، ورغم ذلك تعيش الطبقات الكادحة في حالة تمركز حول قيم شديدة المحلية والمحافظة والتوترات والصراعات .. لذلك فإن من يعيش في مصر سيفتقد حتما الراحة النفسية وسيعيش في حالة توتر دائم من العصبية التي يعج بها الانسان المصري والشجارات الدائمة في كل مكان وتصرفات الموظفين الحكوميين وجهالة البروليتاريا ، لكنه سيفاجأ أيضا بطبقة أخرى في المجتمع المصري ، طبقة مستنيرة جدا ، وهي التي تقود المجتمع نحو تطوراتها الفكرية ، وربما يفاجأ من يعيش في مصر بكرم حاتمي من الانسان المصري فهو يمكن أن يقدم لك خدمة تغير مصيرك ومجرى حياتك إلى الأفضل بكل سهولة وأريحية وبلا من ولا أذى . وانفتاح مصر الثقافي والعلمي والمعرفي وعلمانيتها في نفس الوقت يضع أي انسان في خياري اللجوء للمعرفة ام اللجوء الى العربدة ، فكل شيء فيها متوفر ، والانسان حر تماما في اختيار طريقه ، لذلك هناك من أضاعوا أعمارهم في مصر بدون فائدة وبعضهم استفاد منها فائدة كبرى ، يمكن في مصر أن تفتح لك أبواب المدارس والجامعات والمعاهد الفنية والمهنية والتجارية والتكنولوجية والمراكز الثقافية لأغلب اللغات الأجنبية ، وللدراسات العليا في كافة مجالات العلوم الانسانية والطبيعية ، ومنابر الاعلام المرئي والمسموع والمقروء كما أن مصر تتصل عبر الموانئ الجوية والبحرية بأغلب دول العالم ولا تكاد دولة صغيرة أو كبيرة لا يكون لها تمثيل دبلوماسي كاملا أو قنصليا . صحيح أن مصر تمر بأزمات منذ عقدين من الزمان وان الحياة فيها لم تعد سهلة كما كانت في السابق ، لكنها لم تفقد ألقها وانتشارها ونبراسها ومناراتها المعرفية والفكرية والعلمية .. فمن لديه القدرة يستطيع أن يطور قدراته المعرفية بسهولة هناك ففي مصر اقدم المكتبات ودور الطباعة والنشر الى جانب غيرها من المؤسسات العلمية.