المرتد!! بقلم عبد الباقي الظافر

المرتد!! بقلم عبد الباقي الظافر


02-04-2017, 04:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1486220561&rn=0


Post: #1
Title: المرتد!! بقلم عبد الباقي الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 02-04-2017, 04:02 PM

03:02 PM February, 04 2017

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


لم يصدق محمد كالي حينما طلبت الشابة الجميلة هاجر أن يصطحبها في سيارته.. انتظر محمد هذه السانحة طوال الفترة الماضية.. الثلج الذي غطى شوارع مدينة بروكلين ومنع المواصلات العامة من العمل هيأ له هذه الفرصة النادرة .. كان محمد كالي السنغالي يدرك أن بركة الاسم ساعدته كثيرًا.. ولكن ماذا إذا اكتشفت الجميلة هاجر أنه ارتد عن دين الإسلام.. أغلب الظن ستغضب.. لن تكتفي بالغضب ستقاطعه ولن تتعامل معه البتة.. من الأفضل أن يكتم السر.. بل من الأفضل جداً أن يأخذها بهدوء ودون أن تشعر إلى الضفة الأخرى.. منذ أن جاءت هاجر لتعمل معه في متجر (بست باي) كان لديه إحساس بأنه الأحق بالارتباط بها.
هاجر جاءت مع والديها لهذه الدنيا الجديدة.. شقيقها الأكبر لم يتمكن من العبور لأنه تجاوز سن الرشد ورفضت إدارة الهجرة الأمريكية أن تُدرج طلبه ضمن الأسرة الصغيرة.. والدها المحامي المعروف هرب بصحبة أسرته بعد سقوط صدام حسين.. المحامي أحمد خوجة كان من عتاة اللبراليين الذين ساندوا الأمريكيين في حرب العراق.. المكافأة كانت إعادة توطينه مع آخرين في الولايات المتحدة خوفًا من الانتقام.. في جو من اللبرالية المفرطة ولدت وعاشت هاجر.. والدتها زهرة كانت تشرب (الشيشة).. والدها يحتفظ بالخمور في ثلاجة المنزل.
حينما بدأت العربة تترنح بين الثلوج وتتهادى من اليسار إلى أقصى اليمين كانت هاجر تتمتم بآيات قرانية.. تلك لحظة مناسبة للحديث عن الدين بلا حرج أو هكذا ظن محمد.. همس في أذن الضيفة ألا تبدئ إيمانها الشديد بالإسلام حتى لا يكيد لها الزملاء في موقع العمل. قالت له بإيمان راسخ لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.. من مدخل آخر حاول أن يلج الشيطان.. قال لفتاته (انت جميلة ولكن الحجاب يحجب هذا البهاء).. ردت بانكماشة خوف تلقائية وحاولت أن تتأكد من أن لا خصلة من شعرها تمردت على غطاء الرأس.
حينما هبطت هاجر في محطة (بردج ) بالقرب من دارها أوقف محمد عربته وبدأ يفكر في نفسه وفي زميلته.. كل الأسباب مهيأة لتكون هاجر بعيدة عن الإسلام.. والدها وأمها غير متدينين وبيئتها الجديدة وعمرها الذي لم يتجاوز الحادية والعشرين.. سأل محمد نفسه ما الذي يجعل هذا الدين راسخًا في قلوب المسلمين.. تذكر حالته.. منذ سنوات وبات مسيحيًا رغم ذلك يشعر بالغربة ويبحث عن السعادة ولكنه لا يجدها.. في كل هذه الأرض الواسعة لم تلفت نظره إلا هذه الفتاة المتدينة.. لديه شعور أنها الوحيدة التي ستحفظ عرضه وشرفه.
حين لم يجد أجوبة عن أسئلته الجدلية قرر أن يغادر محطة هاجر.. تحركت عربته ببطء في كثبان الثلوج.. بعد قليل غطست العربة في الثلج.. لا بد أن يسوي لها الطريق ويزيح الثلوج من تحت الإطارات.. ذات العملية التي يمارسها أهله في الصحاري الإفريقية.. حينما خرج من السيارة ولفحته الأمواج الباردة تذكر جدوده الذين استرقهم البيض وأتوا بهم إلى هذه البلدان الباردة.. بعد مئات السنوات من الاسترقاق لم يجد أجداده سوى كلمة اعتذار للأحفاد.
مازال كالي منكفئًا تحت الإطار حتى استشعر فوهة مسدس تضغط على مؤخرة رأسه..الرجل الذي يرتدي قناعًا أسود طلب منه أن يُخرج كل ما يملك من نقود من محفظته وإلا فجر رأسه.. سيطر الخوف على قلب محمد كالي.. هؤلاء الزنوج لا يمزحون.. المشكلة أن المحفظة داخل العربة.. مثل هذا الاعتذار يعقد من المسألة ويجعل الموت هو الخيار الأقرب.. بدا محمد يتلو آيات من القرآن كانت مختبئة في أدنى الذاكرة .. فجأة سحب القاتل سلاحه صائحًا: (تبًا لك إذن فأنت مسلم).. خلع الرجل قناعه وانخرط في مساعدة محمد كالي في دفع عربته للأمام.. حينما تحركت العربة للأمام كان الزنجي النبيل يلوح بيده مودعًا كالي بعبارة (سلام عليكم أخي).. رغم البرد كانت ملابس كالي تتبلل من شدة العرق وشيء من بين السبيلين.
حينما وصل إلى أقرب نقطة آمنة هاتف هاجر قائلاً أصبحت مسلمًا.. حينما استشعر استغرابًا استدرك بل عدت أكثر إسلامًا.
assayha


أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 03 فبراير 2017

اخبار و بيانات

  • عمر البشير: واشنطــــن اقتنعــــت بعـــدم جـــدوى العقـوبات علــــى السودان
  • كشفت عن تسليم مستندات للمراجع العام إشراقة محمود تمثل أمام النيابة بشأن أموال الاتحادي
  • بدء اجتماعات تشاورية بين السودان وفرنسا في باريس
  • البنك الدولي يدشِّن أول مبادرة للشراكة بين القطاعين العام والخاص في السودان
  • كاركاتير اليوم الموافق 03 فبراير 2017 للفنان عمر دفع الله عن الجواز السودانى

    اراء و مقالات

  • يوم الجمعة السودانية بسدني بقلم نورالدين مدني
  • مناهضة اجراءات الرئيس الامريكي ترمب الخاصة بالهجرة جهر العالم وإسرار السودان بقلم د.فتح الرحمن القا
  • الكاميرونيون يحلقون ونحن قاعدون بقلم كمال الهِدي
  • دجاج كنتاكي فرع الكريبة ، ويا فرحة ماتمت !! بقلم كنان محمد الحسين
  • حكاية الجنينة بقلم محمد ادم فاشر
  • الاجندة الاجنبية وراء استهداف السوريين في السودان بقلم محمد فضل علي .. كندا
  • حديث المفقوع.. والصراخ بالرااااحة (1) بقلم إسحق فضل الله
  • فاتورة اشتعال الجنوب..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • إزيكم !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الحاكمية التباس المفهوم وغموض الدلالة بقلم الطيب مصطفى
  • أقلام آسنة في منابر الجهل والكراهية.. بقلم حيدر احمد خيرالله
  • في كندا الجميل مُلحَق بكذا الجزء الثاني بقلم مصطفى منيغ
  • باقان اموم قوة شخصية ومصداقية قضية باقان اموم يصفه أعداءه ومؤيديه بالشلكاوي القوى
  • هجرة عصافير المسرح السوداني والعراقي بقلم بدرالدين حسن علي
  • هل ضيَّعتِ الحركة الشعبية اللّبن ؟ بقلم بابكر فيصل بابكر

    المنبر العام

  • اغنيات الزمن الجميل
  • دنيا الناس ودنيا الحركة الاسلامية !! راشد عبد القادر
  • (you're fired ) .. الدور على مين؟
  • طارق جيب الله ود الدامر من أين أتى ( ومحاسن كبي وجع )
  • آخر قنابل الكهل عصام الحضري
  • سورية تقر بقلة أدب السوريين وتعتذر /فيديو
  • ترمب يقلب لروسيا ظهر المجن
  • توضيح بشان قرارات السفر لامريكا
  • الجزولي دفع الله مثالا
  • فريق المشردين..بقيادة هيثم مصطفى..يهزم نجوم الكرة بقيادة العجب..فيديو.
  • مهجرو سدي عطبرة وسيتت: اخذوا كل شي وتركونا في العراء
  • حليب أسود - للروائية التركية المشهورة إليف شفاق
  • السيرة الذاتية لوزيرالخارجية الامريكية الجديديدير ريكس تيلرسون،
  • قصة العروس السودانية مكة الطريفي مع ترامب … لا تصدق ولكنها حقيقية