*تزامن عجيب لحدثين بدأ عدهما التنازلي.. *والأعجب أنه يجمع بينهما رقم زمني واحد هو (180) يوماً.. *والمدى الزمني الأول الذي نعنيه هو فترة الامتحان الأمريكي لنا بشأن العقوبات.. *والثاني نقصد به قرب مغادرة الميرغني الصغير منصبه.. *وهو- في الوقت ذاته- صاحب فترة الـ(180) يوماً التي انتهى عدها التنازلي.. *انتهى دون أن ينجز فيها الحسن أي شيء مما وعد به.. *وأخشى أن تنتهي فترة الاختبار الأمريكي لنا دون أن ننجز شيئاً كذلك.. *الإنجاز الوحيد الذي حققه الميرغني هو استعادة عرباته.. *فقد (تفقد) سياراته الرئاسية عقب زيارة للبلاد فقال (مالي لا أرى 4 منها؟).. *خلاف ذلك- وطرفة الـ(180) يوماً- لم نسمع له ركزا.. *والآن عندما بدأ العد التنازلي لفترته في القصر أراد أن ينجز شيئاً.. *أي شيء ولو من شاكلة (إنجازات) رصيفه ابن المهدي.. *علماً بأن ابن السيد الآخر لا يفعل شيئاً سوى تشريف فعاليات ذات غناء.. *ثم بعد أن يضحك و(يهز) و(يبشِّر) يهدي عصاته لمن يشاء.. *ولكن حتى هذا الحضور (الشكلي) ما كان يفعله الحسن بما أنه دوماً خارج البلاد.. *الآن- وبعد إحساسه بالخطر-أراد فعل (أي حاجة) إثباتاً للوجود.. *أراد أن يقول لصناع القرار: أنا هنا، ولا تنسوني عند تشكيل الحكومة القادمة.. *وهو لا يعلم- أو ربما يعلم-أن لا مكان له في مقبل الأيام.. *وذلك ببساطة لأن (تقسيمة) حكومة الوفاق الوطني تخلو من خانة مساعد رئيس.. *وهو لا يصلح لأي منصب آخر يستوجب (دوام الحضور).. *بل حتى منصبه هذا ما كان ليصلح له لولا قصر نظر عجيب من تلقاء الحكومة.. *وهو قصر النظر ذاته الذي سيأتي لنا بـ(كوارث) الآن.. *كوارث من شاكلة تراجي التي (سيدي) الحسن بالنسبة لها الشريف حسين الهندي.. *فهو على الأقل شعر بـ(فقر) الشعب وأراد مكافحته.. *هذا الفقر الذي تفرد له صحيفتنا ملفاً خاصاً في عددها الصادر اليوم نظراً لاستفحاله.. *أما أمثال تراجي فـ(لا شيء) عندهم يقدمونه ولو (شعوراً).. *لا للوطن، ولا المواطنين، ولا قضايا الفقر، ولا حكومة الوفاق نفسها.. *المهم أن الحسن تحرك في الزمن (بدل الضائع) ليفعل شيئاً.. *ولم يجد سوى معرض الخرطوم لـ(يتحرك) نحوه بحجة (تفقده).. *ولا أدري إن كان قد تفقد نانسي عجاج أيضاً أم لا.. *فالمعرض (برضو) صار مهرجاناً للغناء في وطن ينقصه كل شيء إلا (الهجيج).. *فيا زائر المعرض: أعرض عن هذا واستغفر لذنبك.. *ويكفي فقط ذنب (أخذ أجر بلا عمل !!!). assayha