*وزير (وجيه) يتظاهر بأن قلبه على الشعب.. *ويقول للزعيم إن الناس يعانون من سوء المواصلات ولا بد من حلول.. *والزعيم- وهو عادل إمام- جسّد مأساة واقعنا العربي بامتياز.. *أو مأساة كثير من شعوب العرب مع حكامهم الذين لا يفكرون إلا في أنفسهم.. *فيحدج الزعيم الوزير بنظرة معناها (فاهمك كويس يا مستهبل).. *ثم يصيح فيه (اللاه ؛ وانت مالك ومال الشعب؟!).. *وحين يرتجف الوزير يمضي قائلاً (انت مش عندك عربية توديك وتجيبك).. *ويصمت الوزير خوفاً على منصبه ومخصصاته و(عربيته).. *ومسكين عادل إمام نفسه إذ ظن جميع وزراء منطقتنا مثل وزراء مصر.. *فالوزير- عندنا في السودان مثلاً- عنده (بدل العربية ثلاث).. *والمساعد الرئاسي- الميرغني الصغير- افتقد أربع سيارات (لدى زيارته البلاد!!).. *والضابط الكبير عنده عربتان لا واحدة مثل رصيفه المصري.. *المهم إن موضوعنا اليوم عن نواب برلماننا الذين لا تنقضي عجائبهم.. *وآخر عجائبهم هذه تقمصهم دور وزير الزعيم المذكور.. *(قال إيه؟!) يريدون تفقد بعض سفاراتنا بالخارج حرصاً على مصالح الشعب.. *وهذا الحرص نابع من كونهم (نواب الشعب !!).. *وكـأنما مصالح هذا الشعب مصانة (خلاص) بالداخل ولم تبق إلا مصالح الخارج.. *بالله عليكم هل يُرجى خير من نواب يبصمون (من سكات)؟.. *وهل من يصفق لقرار يزيد من معاناة الشعب يمكن أن يكون قلبه على الشعب؟.. *وهل من يعجز عن الاستجوابات الداخلية ينجح في الخارجية؟.. *وهل نوابنا أثبتوا جدارة برلمانية أصلاً حتى ننظر إلى أسفارهم هذه بتفاؤل؟.. *كل القصة وما فيها إنهم يريدون ذريعة لنثريات دولارية.. *وهذه لا تتأتى إلا عبر سفريات خارجية تحت أي حجة وإن كانت (مضحكة).. *ولكن (الإضحاك) هذه المرة تجاوز حدود المعقول.. *فما معنى أن تراجع سفارات بالخارج وأنت عندك وزير الخارجية في الداخل؟.. *فالشيء الطبيعي أن تطلب من الوزير (الحضور لحد عندك).. *وليس أن تتكبد أنت مشاق الذهاب-عبر الطائرات- (لحد عند موظفيه) بسفاراتهم.. *ثم ماذا فعلت في تقارير المراجعة الداخلية لتبحث عن الخارجية؟.. *فأنت- يا برلمان- تقف عاجزاً إزاء الفساد والتجاوزات والسرقات و(الحصانات).. *بل تقف عاجزاً حيال أي شيء يصب في مصلحة الشعب.. *فقط المصالح التي تهم مصالح نوابك- أو الحاكمين- هي التي (تفلح فيها بالحيل).. *والآن بعض نوابك هؤلاء يريدون مصلحة من وراء السفر.. *وأفضل منهم وزير الزعيم الذي تظاهر بعطفه على الشعب دون (مصلحة ذاتية).. *فيا نواب الحكومة (فاهمنكم كويس وبلاش استهبال !!!). assayha