النظام السوداني يريد ان يشغل الشعب بقضايا انصرافية واعداء متخيلين كمصر وغيره ..هذا الغثاء المكتوب يريدون به ان يخفوا حالة الانبراش الكامل لأمريكا واسرائيل والعمالة التي استرزق بها النظام عبر تسليم مواقع واسماء المجاهدين في افغانستان والعراق والشيشان وخيانة المشروع الاسلامي الحضاري حتى يخرج من عنق الزجاجة... ولكن هل سيخرج النظام من عنق الزجاجة بعد تخنثه وفنقسته لأمريكا؟؟؟ لا أظن.. فامريكا اشترطت شروط لإلغاء الحصار وهي شروط صعبة كحقوق الانسان وحل مشكلة دارفور وعدم دعم متمردي الجنوب والحل السياسي لأزمة السلطة والثروة وملفات اخرى كثيرة ..واذا كانت الحكومة ستحاول فعلا ان تتحايل على هذه الشروط فامريكا ليست مغفلة وهي تراقب الوضع بدقة ومع ذلك فالنظام حتى بعد بداية الستة الاشهر بدأ بداية غير مبشرة بمصادرة الصحف ومنع القوى السياسية من السفر ولا زال هناك معتقلون سياسيون ولا زالت الابادة الجماعية مستمرة في جبال النوبة والنيل الازرق واستخدام الكيماوي المحظور دوليا ... هل سيؤدي الفك المؤقت للحصار الاقتصادي الى نمو اقتصادي ؛ لا أعتقد فالفساد مستشر في كل مفاصل الخدمة المدنية والسلطة التنفيذية والقضاء يفقد كل يوم المزيد من استقلاله والقوانين المقيدة للحريات وللصحافة والمطبوعات لا زالت سارية وجهاز الامن لا زال يمارس الاعتقالات ... إن أي مستثمر جاء الى السودان هرب منه جراء احتياجه الى شراء ذمم الكثير من المسؤولين بدء من اعلى السلطة التنفيذية وحتى ادنى الهيكل الاداري ، والبنية التحتية منهارة وامريكا إذا جاءت إلى السودان فستستفيد من هذا الفساد في امتصاص موارد السودان دون ان ينال الشعب شيئا من هذه النعم تماما كما حصل عند استخراج البترول الذي الى الآن لا نعلم اين ذهبت ملياراته او نعلم ولكن لا فائدة من الكلام ... اقول للنظام لا تشغل الشعب السوداني بعداء متوهم ومتخيل مع مصر ، فالعدو هو نظامكم المتقيح والمتهالك وليس مصر..وان كان للشعب حقا عند المصريين فسيأخذه يوما ما بالقانون ولا ضاع حق من ورائه مطالب.