البحث عن دولة ضائِعة! بقلم عبد الله الشيخ

البحث عن دولة ضائِعة! بقلم عبد الله الشيخ


01-22-2017, 04:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1485100374&rn=0


Post: #1
Title: البحث عن دولة ضائِعة! بقلم عبد الله الشيخ
Author: عبد الله الشيخ
Date: 01-22-2017, 04:52 PM

03:52 PM January, 22 2017

سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


قال أحمد البرمكي (الشاهي المَا فوقهَا هبّهان، زي الفريق، الما فوقهَا دُخّان).. هكذا، تبقى العبارة على حيادها، ما لم تدخل عليها تقاطعات المعاني.. الدُّخان خشُم بيوت، الدخان عند البعض هو الدخان المعروف، الذي يتصاعد من تحت القدور، والدّخان عند البعض، هو (الكيف) بأنواعه وألوانه، التي من بينها الأحمر والأخضر، وكله ممنوع في مجلس البرامكة، لكن أطراف الفُرقان في دارفور المترامية، تفتح سُوحاً للشفط، بعيداً عن العيون.
الدخان عند آخرين، هو عبق الليل.. هو الكُليت والشّاف.. هو حريق سماوات العوين.. هو السهر حيث لا ضوضاء ولا قَمر.. هو الطّلح ليس إلّا.. قال سعد البرمكي في مقاربة الحِكاية: (جيتهم زيارة، لي طلبي ما لمّيتا.. قعدتَّ خمس دقايق، حبيبتي أُم شليخات جات.. خمس دقايق وخمس ثواني، كَفْ قبضتها.. قُلتَ دا طلبي، إتْمنّيتا ولقيتا.. قايِلا عروساً جاية لي بيتا).. البرامكة في ديار الغرب، يشكلون طيفاً قبلياً يجمع بين أعضائه عشق الفرح، رغم ما أصاب دارفور من وخزات الحرب والسياسة.. رغم كل الذي حدث، يقيم برامكة السودان مجالسهم هناك.. يرتشفون الشاي ويمتدحون القيم النبيلة، ويذكرون أيام التاريخ، ويفخرون بالخليفة العباسي هارون الرشيد، ويقولون إن مجلسهم يشابه مجلسه، هل هناك صلة بين ما كان في مجالس خلفاء بني العباس، وبين ما يُحكى في قعدات الشاي في غرب السودان؟
نعم، هناك وشائج اللغة والبداوة وبعض العادات، غيرَ أن للبيئة أفاعيلها في الخلق.. يحكي البرامكة توليفة الزمن الضائع الذي لن يعود.. البرمكة واجترار الذكرى، ذكرى برامكة بغداد الذين كانوا وزراء في دولة بني العباس، قبل أن تجور عليهم الدّنيا، بعد النكبة تفرّقَ الشمل، وانسرب بعض منهم نحو فيافي السودان، حاملاً معه أطياف الوهج القديم. كلما التأم شمل برامكة الشاي في فُرقان الهبانية والمسيرية وعموم بطون البقارة، تُذكر أحوال العراق، في تناغمها مع أحوال السودان.. و(ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ)! يقول السيّاب.. مجالس (الأحمر دمّ الغَزال)، تبحث عن دولة ضائِعة يُرمَّزون لها بزيّ البرامكة الموحد.. يرتدي الرجال جلابيب بيضاء، والنساء يرتدين الثوب السوداني.. مجلسهم يُزيّن عنق الكفتيرة وأكوابها بالقصائد، بعد أن عزّ مدح الحاكم.. يلهجون بالثناء على السمح والزين.. يمدح شاعرهم مدير المجلس، كأمثولة للرجال الحكماء ذوي الشهامة.. يمدح الفنجريات، ويذم (الخنِبّات)، الناشزات عن سماحة الحشمة والحياء.
للبرامكة في مجلسهم قوانين، من يخرج عليها يُحاكم.. إذا لم يلتزم المحكوم عليه بالغرامة التي تُفرض عليه، يُنبذ اجتماعياً.. ينعقد مجلسهم من أجل السمر، ومن أجل إصلاح ذات البين، ومن أجل الانبساط، ولمحاكمة المخالفين لقوانين البرمكة، لا يُقدم في مجلسهم غير الشاي، لمجلسهم شيخ تقابله شيخة، وعمدة وناظر وبيه وسيِّد وسكرتير.. للنساء نصيبهن كما للرجال.. نفس المهام وذات المقام.. لكل وظيفة دور وسلطات.. للنساء شأنهن الشدو، وليس من شأنهن إعداد الشاي. للبرامكة خزينة تُجمع فيها أموال الغرامات والتبرعات ومساهمات الأعضاء، تُسخّر تلك الأموال لمساعدة ذوي الحاجة والمتضررين من نكبات الدهر.
من قوانينهم: يُمنع وضع الكوب على الأرض قبل ارتشاف الشاي كاملاً، يُمنع ترك ولو قدر يسير منه في الكوب.. يمنع اللهو، أو الدخول والانصراف من المجلس دون إذن.. يُمنع شُرب الخمر وتعاطي التبغ أو التمباك في المجلس. تُحاكم (الفنجرية) إذا أكلت طعاماً في السوق، ويُحاكم الرّجُل إذا لبس ملابس متسخة أو غير لائقة، أو دخل أماكن الشبهات.. فتأمّل!
akhirlahza


أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 22 يناير 2017

اخبار و بيانات

  • التهامي يلتقى بالجاليات السودانية في مصر ويطلعهم على المستجدات في السودان
  • شعرة مُعاوية المُنقِذة المُهلِكة - التطرّف داخل جامعة مأمون حميدة بقلم أُسامة محمود
  • ادم عيسي ابراهيم حسابو امين اقليم كردفان ونائب رئيس حركة العدل والمساواة السودانية في لقاء صحفي مع
  • الحزب الشيوعي السوداني: أزمة البلاد عميقة ولن تحل برفع العقوبات
  • هيئة محامي دارفور تنعي أحد مؤسسيها الناشط الحقوقي الأستاذ النبيل/ محمد علي حسن قاسم (الفنان)
  • في مؤتمر صحفي بمنبر طيبة برس منظمة الشفافية السودانية تستعرض تقرير النزاهة الوطني
  • كاركاتير اليوم الموافق 21 يناير 2017 للفنان عمر دفع اللهعن المشروع الحضارى
  • وفد برلماني يزور واشنطن مطلع فبراير ويلتقي بالكونغرس
  • الاتحادي (الأصل) يهنئ ترامب ويأمل في رفع كامل للعُقُوبات
  • ضبط قوات تابعة لليوناميد حاولت تهريب أسلحة
  • السودان: دول أفريقية تحدد أربع جرائم على صلة بالهجرة غير الشرعية
  • سفارة جوبا بالقاهرة: تردي أوضاع الجنوبيين بمصر
  • حزب الأمة القومي يستنكر منع الحكومة الاحتفال بالمهدي في حوش الخليفة
  • السودان ينفي دعم أيّة جماعات مُتطرِّفة وإرهابية في مصر
  • المؤتمر الوطني: اجتماع باريس (تحصيل حاصل)
  • المقرر الخاص لحقوق الانسان يرحب برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان
  • تحوّلت ليلة الحناء إلى مأتم وعويل طلق ناري يُنهي حياة عريس عشية زواجه بالروصيرص
  • الصين تلتزم بإتمام مطار الخرطوم الجديد
  • كوريا تتوقع انتعاش صادراتها مع السودان
  • إمام وخطيب المسجد الكبير بالخرطوم الش: باطن الأرض خيرٌ من ظاهرها إذا مسَّ التطبيع مع أميركا العقيدة

    اراء و مقالات

  • عودة الوعي .. (2) بقلم الطاهر ساتي
  • تصفير العدَّاد أم تغيير العربة ؟ ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • مساكين نحن !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • آن الأوان للتفاؤل؟ بقلم الطيب مصطفى
  • الإنتقاص من الحقوق الدستورية مرة أخرى بقلم نبيل أديب عبدالله
  • لماذا رفعت الولايات المتحده الأمريكيه الحظر عن السودان ( 1 ) بقلم ياسر قطيه
  • واشنطون تظاهرات وحرائق تعترض مظاهر الفخامة ومراسم تنصيب الرئيس بقلم محمد فضل علي ... كندا
  • صحراء النقب المنسية فلسطينية الهوية وعربية الانتماء 2 صدى المهباش وصوت الربابة والماء في عمق البئر
  • معضلة التفكيك في فقه التغيير .. !! بقلم هيثم الفضل
  • ساسة اليوم لماذا لا يتعلمون المصالحة و الصلاح و الاصلاح من الخلفاء الراشدين ؟ بقلم احمد الخالدي

    المنبر العام

  • الأستاذ محمود محمد طه أعدم ظلما وكفى
  • افخم مبني حكومي في السودان : مدير جهاز الامن يتفقد اكاديمية الامن العليا(صور)
  • الى عناية الكاتبة ليزلي ليفكو
  • الحكومة رابطة ليها اسبير
  • برافو للجيش الغامبي هكذا يكون الانحياز للوطن
  • إحباط
  • داون داون يو اس ايه وخيبر خيبر يا يهود
  • صحي انبهلت في الطيران يا ود الباوقة؟؟؟
  • ليثُ البصائرِ
  • عهد ترامب ..!
  • لماذا ضاقت نفوس النساء؟ هل حان وقت الرحيل: دعوات فض عقد الزواج
  • روايتي (التعاريج) عن دار اوراق للنشر..!
  • عبدالحفيظ ابو سن
  • حركة الاصلاح الآن تحذر الحكومة من التضييق على الاسلاميين(صور)
  • لاتنسوا "قطر"..وإحذروا "مصر"...وافتحوا ابواب الإستثمار لليهود الأمريكان.
  • يا كبر .. بتعرف الأغنية دي ؟
  • ذو الفقار حسن عدلان الخروج من باب الإبداع (خبر الرحيل الحزين)
  • السيالة وابن إدريس .. ورحلة العلم القديمة
  • ثورة النساء اليوم حول العالم و ذكرى ثورة نساء فرنسا ...التحية لكن جميعا
  • مصر توسط السعودية لدى السودان لوقف مطالبته بحلايب وشلاتين لأسباب محددة.
  • Google Translate App ... إبداع جديد من قوقل ... ( فيديو تعليمي لإستخدامه )
  • مئات الآلاف من النساء يشاركن في مسيرات نسائية في واشنطن ومدن أخرى حول العالم ضد الرئيس الأمريكي دون
  • Trump presidency: a setback for climate change agenda؟
  • داون داون يو إيس إيه حق الكيزان (فديو)
  • تراجي تتلب من فوق وحرامي حمير يبقي لواء !!

  • Post: #2
    Title: Re: البحث عن دولة ضائِعة! بقلم عبد الله الشيخ
    Author: طه داوود
    Date: 01-23-2017, 12:45 PM
    Parent: #1

    الأستاذ عبدالله الشيخ،، تحية طيبة.

    يا سلام على هذه الصورة القلمية الرائعة عن أهلنا البرامكة في ربوع دارفور..

    وصف وتوثيق جميل لقيم وعادات نبيلة ما تزال راسخة في هذا الجزء من العالم رغم

    المحن والإحن التي يقاسيها الأهالي في دارفور..

    واصل هذا الرصد عن مجتمع دارفور الذي ما زال مجهولا للكثير من الناس حتى داخل السودان.

    التحيـــة..