الكِفاح المُسّلح والنِضَّال المّدني: كاتش 22! بقلم د. الواثق كمير

الكِفاح المُسّلح والنِضَّال المّدني: كاتش 22! بقلم د. الواثق كمير


01-20-2017, 01:19 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1484871545&rn=0


Post: #1
Title: الكِفاح المُسّلح والنِضَّال المّدني: كاتش 22! بقلم د. الواثق كمير
Author: د.الواثق كمير
Date: 01-20-2017, 01:19 AM

00:19 AM January, 20 2017

سودانيز اون لاين
د.الواثق كمير-تورونتو Canada
مكتبتى
رابط مختصر







تورونتو، 17 يناير 2017



[email protected]

1.بعثتُ برسالةٍ مطولةٍ إلى رئيس الحركة الشعبية شمال، فى 23 أبريل 2012، تم نشّرها فى 2015 على نطاقٍ واسعٍ (Sudantribune.net، 8 نوفمبر 2015). إبتدرتُ الرسالة بأن إستمّرار القتال والمواجهات العنيفة بلا هوادة في المنطقتين، منذ 5 يونيو 2011، قد تترتب عليه آثار وخيمة وعواقب بعيدة المدى. يأتي على رأسها: فقدان الأرواح والإعاقات، مع أزمة إنسانية قاتمة ومؤلمة، وحالة مُروعة لحقوق الإنسان، وتدمير البنّية التحتية؛ وتهديد سُبّل عيش وحياة السكان على جانبي مناطق التمازج بين الشمال والجنوب. (وبعد خمسِ سنوات منذ ذلك التاريخ، للمرء أن يتخيل تزايد الضحايا ومُضاعفة المعاناة، وحرمان الأطفال من حقهم المشّروع فى التعليم والرعاية الصحية). وذلك، إضافة إلى تبيان الآثار السالبة للحرب على قواعد الحركة وهيكلها التنظيمي، مما عطَل عملية صياغة الرؤية والبرنامج الإطارى، وأفضّى إلى تفكك الحركة الشعبية-شمال، وتفرق سُبلها، إلى عددٍ من الفصائل على أُسس عرقية/إقليمية تتنافس على السّعى للإعتراف بها والتسجيل كأحزاب سياسية.

2.تتلخص فحوى الرسالة، وما تبعتها من مقالاتٍ، وخطاباتٍ إلى رئيس الحركة الشعبية-شمال، فى أن الكفاح المُسلح لم يعد الأداة المناسبة، أو الآلية الواعدة لتحقيق تطلعات الجماهير إلى التغيير الحقيقي فى حياتهم. فى نهاية المطاف، إن المهمشين هم حقيقةً وقوداً وضحايا الحرب، فى نفس الوقت، فإلى متى يظلوا صامدين، وإلى متى يدفعون تكلفتها الباهظة؟ فإن كان العمل المُسّلح، الذي إستمر لعقودٍ من الزمان، قد أثمر حينئذ فى تحقيق الإنفصال للجنوب، فليس أبداً بالضرورة أن ينجح هذه المرة فى تحقيق أهداف الحركة، تحت ظروف موضوعية وذاتية مختلفة تماماً. إن التغيير المنشّود قد يُصعب، إن لم يسّتحيل، تحقيقه فى ظل هذا الوضع غير-المتكافئ (asymmetrical) ، فيما يخص وسائل التغيير، بمعنى معارضة حاملة للسلاح، من جهة، ومقاومة مدنية سلمية، من جهة أخري.

3.وفى مقالٍ سابقٍ، قلت أنه منذ إنطلاقة مبادرة "العصيان المدني"، فى نوفمبر 2016، لم تبخل الحركات المسلحة، خاصة الحركة الشعبية، فى دعمها ومؤازرتها للحراك السلمي الشبابي، كوسيلة ناجعة للتغيير. بل، إنتقلت الحركة من مربع مجرد المؤيد للحراك السلمي إلى خانة تقديم إقتراحات مُحددة فى ساحة العمل المدني. فقد طالبت قيادة الحركة "حملة الجوازات الأجنبية لتنظيم حملة دخول جماعية الي السودان وتحدي النظام" (الحركة الشعبية شمال: الدعوة إلى النضال المدني، (صحيفة اليوم التالي، 3 يناير 2017).

4.وفى تحولٍ لافتٍ، وربما لأول مرة، تُقر قيادة الحركة الشعبية شمال، على الملأ، بأنه "كان الكفاح المُسّلح هو وسيلة النضال الرئيسية خلال السنوات الأولى لدكتاتورية المؤتمر الوطني". جاء ذلك فى المُحاضرة التي قدمها الأمين العام للحركة فى مركز( الدورادو) للكتاب، أوسلو، النرويج، 10 يناير 2017. ويضيف، بيد أنه "في هذه اللحظة، حدث تحولٌ نوعي وقد أخذت حركة المقاومة الجماهيرية السلمية زمام القيادة. يمكننا القول بثقةٍ بأن المقاومة السلمية للشعب السُّوداني قد ولدت من جديد وأن المشهد السياسي في حالةِ مخاضٍ ويتوقع ولادة جديدة". لا شّك، أن هذا الإعلان يُعد خطوة متقدمة ويبعث برسالة إيجابية للداخل والخارج بتحولها نحو تبني الوسائل المدنية السِّلمية، إن أحسنت قيادة الحركة إدارة هذا التوجه الجديد.

5.ومع ذلك، إستعّصى عليّ فهم أن سبب اللجوء للنضال المُسلح هو قيام نظام الإنقاذ (بتحطيم الوسائل السلمية بشكل منهجي في إطار ما أسموه ب"سياسة التمكين")، كما ورد بالنص فى محاضرةٍ للأمين العام للحركة. فمن المُسلمات أن العمل المُسلح هو الطريق الذي إتخذتهُ الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السُّودان منذ تأسيسها فى مايو 1983، مُستلهمة من التجارب السّابقة للمقاومة فى جنوب السُّودان، تحت زعامة الراحل د. جون قرنق. وذلك، فى أُخريات سنوات نميري فى الحكم، مع الإستمّرار فى الكفاح المُسلح طوال فترة الحكم النيابي-الديمقراطي (1986-89)، بينما أُبتدعت "سياسة التمكين" فى أعقاب إستيلاء الجبهة القومية الإسلامية فى يونيو 1989. ومن ثم، إنتهجت الحركة الشعبية-شمال نفس الوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية، منذ إشتعال الحرب فى جنوب كردفان، فى الخامس من يونيو 2011. ثِمة تساؤل آخر: هل يُعنى ربط العمل المُسّلح بالمرحلة الأولي لنظام الإنقاذ، أن مرحلة سياسة التمكين قد ولت وخبأ عهدها، مما فتح الباب للحركة الجماهيرية لتأخذ زمام المبادرة والقيادة؟

6.ملاحظة هامة، أنه، وفى زحمة الإحتفّاء بمولدِ الحركة الجماهيري، لم تُوضح المُحاضرة، بصورةٍ مباشرةٍ، دور العمل المُسّلح، فى أُتون المعركة السّياسّية المدنية من أجلِ التغيير، وأين موقعها من قوى التغيير السِّلمي؟ ذلك، بإستثناء إشارةٍ خجولةٍ فى سياقِ عرض المحاضرة لجهود تجديد الحركة الشعبية- شمال، ومن ضمنها أن "نتفحص نقدياً إخفاقات ونجاحات حركات التحرر الوطني ووسائل الكفاح التي نستخدمها". وذلك، بدون توضيح الطريقة التي سيتم من خلالها هذا الفحص أو تحديد سُقُوفات زمنية له. ومع ذلك، فمن الواضح أن الحركة تسعي لبناء قاعدةٍ سياسيةٍ واسعة، لقيادة هذه "الحركة الجماهيرية الجديدة"، بعد أن حددت المحاضرة كل مكوناتها. وتشمل الحركات المهنية والمجموعات الجديدة و التي تشمل الأطباء، المحاميين، الصيادلة، أساتذة الجامعات، وإتحادات المعلمين، الحركة الإجتماعية الجديدة للشباب، النساء، الطلاب، الحركات التي تناضل من أجل هدف مميز: كنزع الأراضي، السُدود، المزارعين، النازحين، ثم مجموعات وسائط التواصل الإجتماعي، والذين لعبوا دوراً رئيسياً في العصيان المدني في نوفمبر وديسمبر 2016.

7.فى النسخة الأولي من الكفاح المسلح، 1983-2005، كانت الحركة الشعبية/الجيش الشعبي بمثابة القوة الدافعة للمعارضة، ولو من وراءِ ستار، تحت مظلة التجمع الوطني الديموقراطي. وكان الجيش الشعبي يمثل القوة العسكرية الضاربة، التي تنازل الحكومة فى الميدان، مما أكسبها نفوذاً وتأثيراً ملحوظين على مجمل العملية السياسية، خاصة على خلفية تمتعها بسندٍ إقليمي ودولي. أما سَّعي الزعيم الراحل، جون قرنق، للتحالف مع جميع القوى السياسية المعارضة لم يكن من أجل الإطاحة بالنظام، وحسب، بل دافعه الإستراتيجي تمثل فى حاجتهِ المُلحة لكسب تأييد ودعم القوى السياسية الشمالية لحق تقرير المصير للجنوب. لكن، يبدو هذه المرة، أن هدف الحركة من التحالفات مع القوى المدنية يفتقر إلى التعريف الدقيق، فى إنتظار نتائج البحث المضني عن آليةٍ مفقودةٍ لتجميع وتوحيد "قوى المعارضة بخلفياتها المُتعددة حول حد أدنّى خطة عمل لإزالة حكومة المؤتمر الوطني"، خاصة إذا نظرنا إلى طبيعة القوى التي تسعى الحركة إلى تجميعها فى مركزٍ موحدٍ. فأغلب هذه القوى (التي تم تصنيفها أعلاه) غير مُنظمة بل مُبعثرة ومُتنوعة الأطياف ومتعددة الطوائف، ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل إنخراطها فى أي هيكلٍ تنظيميٍ، ولو كان فضفاضاً. كما، أن سِجل ورصيد الحركة الشعبية شمال فى التحالفات غير مُبشر، إذ لم يصمد تحالفها طويلاً مع الحركات المسلحة الدارفورية، بل إنقسمت الجبهة الثورية إلى فصِّيلين مُتشاكسين.

8.فإن كانت الحركة جادة فى تبني النضال المدني، فكيف تكون طبيعة وشكل مساهمتها، بينما كل قياداتها إما خارج البلاد أو فى مناطق العمليات؟ فهل تكتفي بإصدار البيانات المروجة والمشجعة للنضال المدني السِّلمي، أو تُناشد عضويتها المتبقية للمُشاركة فيه، والتي لا يجمعها هيكل تنظيمي معلوم، وفى ظلِ غيابٍ للقيادات؟ وفوق ذلك كله، ما هو مصير مئات الآلاف من أبناء وبنات المنطقتين، الذين يعانون من ويلاتِ الحرب، ويتعرضون للقصفِ بالطائرات، ويقدمون الضحايا ثمناً لقتالٍ مجهول الأجل؟ خاصة، وأن محاضرة الأمين العام للحركة تنبه إلى أن الطريق نحو التغيير ليس مفروش بالورود، بل هو مسّار شائك، "يتطلب مجهودات عديدة في ظلِ وضعٍ مُعقد كهذا"، مما يستحيل معه تحديد سقفاً زمنياً للإطاحة بالنظام، مما يُضّاعِف من فقدانِ الأنفس ويزيد من وتيرة النزوح واللجؤ.

9.وكأنما الحركة، ولو ليس عمداً، تُساهم فى تفاقم معاناة المدنيين فى مناطق سيطرة الجيش الشعبي والقوات الحكومية، على حد سِواء، برفضها للتفاوض على القضايا السياسية، إلا على ترتيبات إنتقال السُّلطة، بل حصره، فقط، على كيفية توصيل المُساعدات الإنسانية. وذلك، بينما تدرك قيادة الحركة جيداً، أنه لا يمكن تناول موضوع الإغاثة، بأي حالٍ من الأحوالِ، بمعزّلٍ عن القضايا السياسية وفقاً للخطوات المُضمنة فى خارطةِ الطريق، التي وقعت عليها كل الحركات المسلحة، ولو متأخراً. فالخارطة، المقدمة من الآلية الأفريقية رفيعة المُستوي، تظل هي الوثيقة الوحيدة التي توافقت عليها الأطراف الموقعة كمرجعية متكاملة لإدارة العملية السلمية. طبعاً، لا شك أن هناك خروقات وتجاوزات للخارطة من قبل الحكومة، فيما يتصل بالإجتماع "التحضيري" وقفل باب الحوار الوطني بمن حضر، ومع ذلك، ليس بالضرورة أن تقابل الحركة هذا الموقف بإغلاقِ الباب أمام تدفق المساعدات الإنسانية للمحتاجين، ووضع العصي فى دواليب وقف العدائيات وإنطلاق العملية السياسية السلمية.

10.أما إذا إختارت الحركة الشعبية شمال طريق إسقاط النظام كوسيلةٍ أفضل لتحقيق التغيير المنشود، فمن واجب قيادة الحركة أن تُجيب على سؤال مِفتاّحي: هل يملك الجيش الشعبي القُدرة، من منظّور المدييّن القصير والمتوسط، على إحداث تحول جذري فى موازين القوى على الأرض؟ وهل يبقى المواطنون فى المناطق المُتأثرة بالحرب رهينةٍ لتغييرٍ مُرتقب لا تملك الحركة أدوات وعوامل حدوثه، ولما لا نهاية؟

11.أخطأت قيادة الحركة الشعبية التقدير فى عدم القَّبول بالمبادرة الأمريكية (التي إطلعت عليها كاملة) لنقل وتوزيع الإغاثة، وفى إرجاء الإعلان عن موقفها إلى 13 يناير (وأيضا تحصلت على حيثيات هذا الموقف)، وهو الموعد الذي قطعت فيه الإدارة الأمريكية بصدور قرارها الخاص بشأن العُقوبات على السُّودان. وربما كانت القيادة تحسب أن إدارة أوباما على وشك الإنتهاء، ولذلك لن تجرؤ على رفع العقوبات، بل ستترك الأمر برمته لإدارة الرئيس المنتخب، دونالد ترمب، مما يسّمح للحركة بهامشٍ كبير للمناورة وتعطيل العملية التفاوضية، عسّى ولعل أن تتفجر الإنتفاضة أو يبدل المجتمع الدولي قناعتهِ لصالح المعارضة. إضافةً، إلى قرار رئيس الجمهورية، فى الأول من يناير، بوقف إطلاق النار لمدة شهر، الذي تبعه قرار مجلس الوزراء بتمديدهِ لستةِ شهورٍ أخري إعتبارا من 30 يناير الجاري، قد أربك حسابات الحركة الشعبيةـ شمال، والتي لا شك أنه سيجد تقريظاً من المجتمع الدولي، ويعمل على تضييّق خيَّاراتها خارج سياق المفاوضات.

12.من المهم، أن تنتبه المعارضة المدنية والمسلحة إلى الإشارات الضمنية التي إنطوى عليها قرار رفع العقوبات، ومغزى الجهود المتواصلة لضمان وصول المساعدات للمحتاجين فى المنطقتين، بل بإقتراح مشاركتها المباشرة فى نقلها بواسطة هيئة المعونة الأمريكية. فبهذين التدخلين، تبعث الولايات المتحدة برسائل إلى هذه القوى مفادها أن العمل لإضعاف النظام، ناهيك عن إسقاطه، فى ظل موازين القوى الراهنة، أمر لا تحبذه ضمن سياستها تجاه السُّودان. فمن مصلحةِ أمريكا، والإتحاد الأُوروبي، من منظورِ الأمن القومي، أن يظل النظام متماسكاً، ومسيطراً على الأوضاع الداخلية، حتى يستطيع القيام بالمهامِ الموكلةِ له فى مجالات مكافحة الإرهاب، الإتجار بالبشر، والتعاون فى التعامل مع النِزاعات الإقليمية، خاصة فى جنوب السُّودان.

13.على هذه الخلفية، وما لم تطرأ تغييرات دراماتيكية، فى رأيي أن مسؤولية قيادة الحركة الشعبية شمال عن مصير مئات الآلاف من المواطنين، وتعرضهم إلى أوضاع إنسانية مُزرية. هذه المسؤولية، السياسية والأخلاقية، تُملي عليها المُوافقة على الإقتراح الأمريكي، طالما قبلته الحكومة، والتوصل على أساسه إلى إتفاق لوقف العدائيات. هذه خطوة هامة لكي تتم إستعادة العملية السياسية ووضعها على المسّار الصحيح، بعد إنهيار جولة المفاوضات الأولي، التي عُقدت مباشرة فى أعقاب توقيع الحركات المسلحة وحزب الأمة القومي على خارطة الطريق، فى 15 أغسطس 2016.

14.ظللتُ أُردد، فى العديدِ من المقالات، أن معضِلة التباعُد في المواقف بشّأن “مدى” مواضيع وأجندة التفاوُض بين الحكومة والحركة الشعبيَّة/شمال، هي التي ظلَّت دوماً تهدِّد المُفاوضات بالإنهيار. فالجدل يدورُ حول: هل تقتصر المحادثات فقط على قضايا “المنطقتين”، كما تنظر الحكومة للأمر، أم مخاطبة النزاع من منظورٍ شاملٍ، بما في ذلك مناقشة المسائل القوميَّة الدستوريَّة، كما ترى الحركة. وكما في حالة الحوار السياسي العام، فلن يُكتَبَ النجاح لجولاتِ التفاوُض المرتقبة في الوصول لإتفاقٍ بدون توافُق الطرفين على طبيعة ومدى المُخرجات المتوقعة من المفاوضات. فلكُلِّ طرفٍ تصوُّره وتوقُّعاته لنتائج التفاوُض وطبيعة ومدى التغيير الذي سيُفضي إليه فى البنِيةِ السياسية والمؤسسية للدولة.

15.إذن، يدور الخلاف الإستراتيجي بين الحكومة والحركة الشعبية- شمال، وبقية الحركات المسلحة فى دارفور، حول من يأتي أولاً: الإتفاق على القضايا السياسية أم الإتفاق الأمني- العسكري. بمعنى آخر، الحركة تريد الإحتفاظ بجيشها وقواتها حتى تِطمئِن على تحقيق الأهداف السياسية التي رفعت السلاح من أجلها. بينما، تتمسك الحكومة بموقفها المُعلن أن يتم التوقيع على إتفاق الترتيبات الأمنية الشّاملة، بما يعنى وضع السلاح أرضاً، قبل الولوج فى التفاوض حول المسائل السياسية. أما على صعيد الحوار السياسي العام، تتجسد هذه الحالة فى إشاعة الحريات، خاصة حريتي التنظيم والتعبير، أولاً، حتى ترتب أوضاعها، بينما ترى الحكومة أن إطلاق الحريات رهين بوقف الحرب أولاً. ينطبق على هذه الوضع وصف كاتش catch 22. ويشير المصطلح إلى نوعٍ من الألغازِ المنطقية التي يصعُب حلها.

وبالتالي، لمحاولة حل هذا اللُغز، فإنه من الضرورة أن يتفق الطرفان على المحطَّةِ التي ستقود إليها رحلة التفاوُض في نهايةِ المطاف، فيُقبِلَ كلٌ منهُما على الحوار بعقلٍ مفتوح، وبثقةٍ فيما قد يُسفِرَ عنه من نتائج. هذا ما يجب على المؤتمر الوطني، والتحالف الحاكم فى البلاد، إدراكه. هذا، بدوره، يسّتدعى الشُروع مباشرةً، بعد وقف العدائيات، فى مفاوضات متزامنة وموازية تفضى إلى إتفاق سياسي شامل (مع ضمانات سياسية لتحول الحركة إلى تنظيم سياسي مشروع) والتوصل إلى إتفاقية للترتيبات الأمنية الشاملة، وذلك وفق جداول وسقوف زمنية محددة. والله أعلم.

د. الواثق كمير

[email protected]

تورونتو، 17 يناير 2017

أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 19 يناير 2017

اخبار و بيانات

  • بيان دعم وتأييد من منظمة جنوب كردفان لحقوق الانسان وتنمية جبال النوبة
  • في مؤتمر صحفي بطيبة برس أسرة المعتقل عبد المنعم عمر تطالب السلطات بإطلاق سراحه أو تقديمه للمحاكمة
  • المكتب القيادي لمؤتمر البجا يؤيد نداء ازرق طيبة ويناشد
  • العدل والمساواة.. الدعم السريع ورم في جسد الامة وأداة للتنكيل بالمواطن حركة العدل والمساواة السودان
  • صفقة بقيمة (4) ملايين دولار تطيح بمسؤولين كبار في (سودانير)
  • توقُّف طيران عالمي عن التزوُّد بالوقود بمطار الخرطوم الحكومة: زيادة جديدة في أسعار تذاكر الطيران ال
  • حسبو محمد عبد الرحمن يتفقد المباني الجديدة لأكاديمية الدراسات الإستراتيجية والأمنيةن
  • وزارة الدفاع: سودانير شغالة بالخسارة ومطالبة بالملاييين
  • أنصار السنة: رفع العقوبات يعزز من مكانة السودان ويجعله أكثر فاعلية في خدمة الإقليم والمنطقة
  • زيادة عدد المنح الدراسية للطلاب الجنوبيين في الجامعات السودانية
  • أحمد محمد محمد الصادق الكاروري: السعودية بذلت جهود كبيرة لرفع العقوبات الاقتصادية عن السودان
  • أنصار الجمهوري ينفذون وقفة بوسط الخرطوم إحياءً لذكرى مؤسسه
  • وزير المالية:2017 لن يكون عام رمادة بعد رفع العقوبات
  • أبو كشوة: الطالب الحاصل على 50% يحق له المُنافسة للطب والهندسة
  • مباحثات سودانية سعودية بشأن استغلال ثروات البحر الأحمر
  • إبراهيم غندور: داون داون أميركا شعار بايخ رفعه الحزب الشيوعي السودانى
  • (80%) من المواطنين يتعالجون خارج المستشفيات
  • جوبا :المنهج السوداني لا يزال يدرس بالجنوب زيادة عدد المنح لطلاب جنوب السودان بجامعات الخرطوم
  • كاركاتير اليوم الموافق 19 يناير 2017 للفنان عمر دفع الله

    اراء و مقالات

  • لن أكون راعياً في المرة القادمة (العقل الرعوي 9) بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • المرجع الصرخي .. التيمية يدعون التوحيد و يكفرون كل مَنْ يخالف توحيدهم التجسيمي ! بقلم احمد الخالدي
  • الذي لا يُصلَّي يقول للناس: صلُّوا فإنكم لا تصلُّون! بقلم محمد وقيع الله
  • خطوات متقدمة للوزير مبروك في صراعه مع الفريق طه بقلم صلاح سليمان جاموس
  • الحرب خدعة بقلم المثني ابراهيم بحر
  • إلى عشب قلبي بقلم حسن العاصي كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك
  • لسنا متسولين لكن ماذا أعدتم لنا ؟ بقلم عمر الشريف
  • الطريقة الأفضل لصنع منتخب لا يهزم بقلم اسعد عبد الله عبد علي
  • موسم الهجرة إلى (بلادك حلوة).. بقلم عثمان ميرغني
  • تابان: شاعر فحل من جنوب السودان بقلم الفاضل عباس محمد علي
  • اما آن للإمام ان يستجم بقلم د.علي السيد
  • قوات الدعم السريع : الماضى – الحاضر و المستقبل .... أرى تحت الرماد ! بقلم فيصل الباقر
  • العقوبات الأمريكية التى خُفِّفَت على السودان من الذى تسبَّبَ فى توقِيعِها ؟ بقلم عبد العزيز عثمان
  • صلف المكابرة : أمين حسن عمر والتمكين بقلم بابكر فيصل بابكر
  • يوم للشجن الأليم بقلم فيصل محمد صالح
  • إلى المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات.. بقلم عثمان ميرغني
  • (عَمَلَا ظَاهرة)..! بقلم عبد الله الشيخ
  • الآن ــ الجراحة دون بنج بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • قبل وقوع الفأس ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • الاستاذ محمود محمد طه ،الذي يضئ.. بقلم حيدر احمد خيرالله
  • مواصلة درْش بُريش وجرْشه! بقلم محمد وقيع الله
  • نسبية مضامين الشجن و الشوق .. !! بقلم هيثم الفضل

    المنبر العام

  • وفاة شقيقة الاستاذة رشا عوض لها الرحمة وأحر التعازي
  • انباء عن اعتقال مجموعة من شباب 27نوفمبر بشارع النيل
  • ابتسامه الخميس مع ابو صالح والجماعه الكان كافلهم
  • مصادر تلفزيونية: قناة الهلال طلعَت كاميرا خفية
  • خلف الأسوار / مقال سهير عبد الرحيم
  • بعد اتهامه بالفساد المالي.. مجلس المريخ يعقد مؤتمراً صحفياً يوضح فيه الحقائق ويقاضي موقع إلكتروني
  • الكاردينال والمستشارة فاطمة الصادق يسجلان زيارة لمنزل الراحل محمود عبد العزيز
  • جكومة الوفاق بين النظام الخالف والرئيس الخائف
  • خلافات وضغوط في اجتماعات قوى نداء السودان بباريس
  • لماذا لم يبارك السيسي للسودان رفع العقوبات! .. بقلم الكاتبة المصرية صباح موسى
  • في ذكرى اعدام زعيمهم : الجمهوريون يتظاهرون احتجاجا على رفض تسجيل حزبهم
  • تقرير دولى يكشف عن تهريب ذهب بقيمة (4,6) مليار دولار من السودان الى الامارات خلال أربع سنوات
  • الاستاذ العظيم +-الرحمة للمفكر محمود محمد طه
  • غندور (داوان داون أميركا) شعار ( بايخ) رفعه الشيوعيون
  • يناير .. الشهر الذي يبكي فيه الجمهوريون على موت فكرهم ..
  • هبط مع آدم وحواء أبناؤهما الذين ولدوا في الجنة
  • دور المعارضة السودانية فى الفترة القادمة
  • سؤال للجمهوريين: كيف يصلح قطع اليد لانسان القرن السابع ولا يصلح لانسان القرن العشرين؟
  • كيلو القُونقوليس يصل 100 دولار في السويد (صورة)
  • ليبيا فتحت - أدونا كدة معاكم
  • سقظ هبل وتحرر الاهوت من الناسوت
  • في الخالدين محمد زكريا ترقوني رحلت عنا جسدا ولكنك باق فينا روحا
  • من هو ليشكرهم علي الدفاع عن النبي (ص)
  • ايد تطبيق اللائحة على خالد كودي، و رفض تطبيقها على عثمان م. صالح!
  • للقصة بقية-جنوب السودان.. حلم تحول إلى كابوس.. قناة الجزيرة
  • كيري يودع الخارجية بإعتذار واتصال هاتفي بالقصر الجمهوري
  • وصلت للدرجة دي؟
  • تصدير بترول وتسول بترول.سبحان الله
  • ضربة اخرى للدولار
  • إنبهلت إماراتيا
  • ارتفاع أسعار كاشف الذهب الأمريكي
  • الترزي الاطرش...ما هو بن ادم يا وزير الداخلية ؟؟؟؟
  • بصراحة يا هايجين ومايجين في موضوع المسىء المع والضد
  • مقومات نجاح أي بوست بسودانيز اون لاين الحزب الشيوعي السوداني
  • الشاعر النوبي جلال عمر(دمنقي وليسي)
  • وصول أول رحلة لقطار "طريق الحرير" من الصين إلى بريطانيا
  • مقال أعجبني.. (طبعا منقول حيكون شنو يعني)
  • اِرتِشافُ الموسيقى
  • الم تجف اقلامكم بعد؟؟ والي متى يظل صيوان العزاء على تراجي مصطفى منصوبا ؟؟
  • قدلة مجيهة لسيدي الرئيس للشقيقة السعودية.....
  • تصريحات المبعوث الامريكي للسودان...صفعه مؤلمه...ارجو ان يفق على اثرها من وجهت إليه.
  • أول متحول من دولة جنوب السودان ينشر صوره في مواقع التواصل بعد تحوله لأنثى .. (صور) ..!!
  • لمن الرسالة ايها العنصرى المقزز النتن؟؟ّّّ!!!
  • لفض الإشتباك ...
  • الا رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم( ان شانئك هو الابتر )
  • لماذا نكتب و لمن و ماذا نكتب: هل نقول كل ما بداخلنا حينما نكتب
  • هذا و نشكر كل من دافع عن الرسول الكريم .. شاتماً و مهاتراً .. والعاقبة عندكم في الملمات ..
  • سقوط الشيوعيون وأتباعهم من آل اليسار في مستنقع عثمان محمد صالح
  • ...........المستعمر السري*.......
  • الجالية السودانية بإييو تنال شرف تسجيل أول جالية أجنبية
  • تعزية الدكتور عزالدين قمر في وفاة شقيقته.. الدوام لله
  • بقوا علينا اتنين...اللهم لا اعتراض على حكمك.
  • إحتفال أبناء الجالية السودانية بإيوو بذكرى الإستقلال المجيد
  • تلجة كبيرة خلاااااص اتكسرت! (فيديو)
  • فيما يخص إيقاف عثمان ومن مارسوا العنف اللفظي على عثمان
  • نرحب كثيراً بانضمام الأستاذ (بدوي محمد بدوي)

  • Post: #2
    Title: Re: الكِفاح المُسّلح والنِضَّال المّدني: كات�
    Author: Omer Abdalla Omer
    Date: 01-20-2017, 09:00 AM
    Parent: #1

    كالعادة لا جديد و واقف في نفس المحطة منذ 2011.
    لا رؤية- مجرد نقد!
    أزمه حقيقية كامنة و متجددةز خلق عبارة و غياب ريادة.. هي مشكلة الصفوة !
    الثورة مستمرة رغم جراحها و هي كالكلب تماما تعلق جراحها و تعالجها و لكن لا تنظر للوراء! مستمرة.. أكتفوا بالجلوس على مقاعد المتفرجين Just Watch
    هل حال المناطق التي ليس بها كفاح مثلث أحسن حالا اليوم؟ لا، و لا كرامة.