*سخر الأستراليون- وصحافتهم- من رئيسة وزرائهم.. *أو بالأحرى، سخروا من غرابة مفاهيمها للعيب والصح.. *فجوليا ضُبطت (تمارس) فعلاً فاضحاً داخل مكتبها الذي (تمارس) منه مهامها.. *وحين تحدث الإعلام بذلك- والناس- تعاملت مع الحدث ببرود.. *بل قالت في سياق ردة فعلها ما معناه (عادي، إيه يعني؟).. *ولكن عندما أتى محمد مرسي بفعلته تلك- داخل المكتب نفسه- قالت (هذا عيب).. *وكان رئيس مصر السابق يصلح من وضع بنطلونه عند الجلوس.. *وهو تصرف مرفوض وفقاً للأعراف الدبلوماسية.. *ولكن في عرف جوليا هذا (اللمس) أقبح من (ملامستها) هي رجلاً في مكتبها.. *وسخر الأستراليون من مفاهيمها الشاذة للصح والغلط.. *فالمعايير الاجتماعية تكاد تكون واحدة- في حدها الأدنى- بين جميع الأمم.. *وفي الفيلم الأمريكي (الطيار) نرى شيئاً من ذلك.. *وهو- للعلم - سرد فني لسيرة ذاتية حقيقية بكل تفصيلاتها ، حتى المملة منها.. *فأسرة خطيبة الطيار تدعوهما لحضور مناسبة خاصة.. *وهناك يُفاجأ بطليق خطيبته يلبي دعوة الأم- أيضاً- بحجة استلطافها له.. *فيخرج من البيت مغاضباً تتبعه خطيبته وهي أشد غضباً.. *فالغربيون- إلا من شذ- يقاسمون العرب والمسلمين والشرقيين المشاعر ذاتها.. *ولديهم - كذلك - من يسخر من أصحاب المعايير الشاذة.. *و ميرفت أمين تصرخ فرحاً لحظة زواجها من (الواد التقيل).. *وزوجها حسين فهمي يصرخ غضباً- بعد ذلك - من مكالماتها الليلية.. *وتبرر هي هذه المكالمات بأنها من- وإلى- زملاء مهنة.. *وعندما يفعل هو الشيء ذاته تصرخ ميرفت من وطأة الغيرة هذه المرة.. *فهي (الأنثى) تسوغ لنفسها ما تحرمه على زوجها (الرجل).. *ويسخر العالمون بأصل الخلاف من هذا الشذوذ في فهم العيب والصح.. *ويرفض حسين فهمي أن يعيش مع ذات معايير (شاذة).. *ومن قبل سخر ابن عمر- رضي الله عنه - من شذوذ الفهم الديني لدى الخوارج.. *فقد أتاه بعضهم يسألونه عن دم البعوض في الثوب.. *فقال ساخراً: تستحلون دم ابن بنت نبيكم- والمسلمين- وتستفتون في دم البعوض؟.. *وللخوارج أشباه- إلى يومنا هذا- في شذوذ المعايير الدينية.. *والبارحة سخر المصلون- بمسجد في العاصمة - من (شذوذ) إمامهم.. *شذوذه (الجنسي) - والفكري- على حد سواء.. *ففي خطبة الجمعة كان يحذرهم من (مجرد التفكير الشهواني) في الجارة.. *وبعد يوم كان يجترح الفاحشة - فعلاً لا تفكيراً- مع (طفل) جار.. *وكل الشاذين لديهم ازدواجية (شاذة) في المعايير حيال العيب والصح.. *وما يليهم من عيب (عادي، إيه يعني ؟!!). assayha