· المحيطون بالبشير يبالغون في احتفائهم برفع الحظر الاقتصادي عن السودان.. يحتفون بشكل مخزٍ.. و لا يتورعون عن الكذب.. و الكذب.. ثم الكذب.. و التحليلات الكاذبة.. كبيرهم يكذب و صغيرهم يكذب.. إعلامهم و أعلامهم يكذبون.. و يستمرئون كذبهم.. يشترونه و يبيعونه فيما بينهم.. و من ثم يتبادلون التهاني و التبريكات..
· أيها الناس!
· قال د. غندور، وزير الخارجية أن رفع الحظر تم ( بالاتفاق) مع فريق الرئيس المنتخب رونالد ترامب.. و كرر قوله للتأكيد، بينما ذكر مسؤول كبير بإدارة أوباما أنهم ( أطلعوا) فريق ترامب الانتقالي على خطوة رفع الحظر.. و صاحب العقل يميز بين ( الاتفاق).. و ( الاطلاع)!
· و أكد المسئول الكبير بإدارة أوباما أن الإجراءات المتعلقة برفع الحظر لا تمس تصنيف السودان كبلد راع للإرهاب و لا تؤثر على العقوبات المفروضة على النظام بسبب دوره في مشاكل دارفور...!
· لسنا ضد فك الحظر الاقتصادي عن السودان.. أما رفع العقوبات ذات الصلة بمآسي دارفور، فلا نقبل بالمساومة حولها.. و جرائمها جرائم لا تسقط بالتقادم حتى و إن رأت أمريكا غير ذلك ...!
· و كلنا نعلم أن حميدتي لعب دوراً خطيراً في المآسي التي اجتاحت دارفور.. و مع ذلك له يد لا يجب اغفالها في فك الحظر الاقتصادي عن السودان.. بل و يده هي الأطول في ذلك.. و يا لتزاحم الأضداد في السودان ( حيث ضحك القدر)..!
· و العلاقة واضحة بين ما جرى من ( إخراج) متسارع لتقنين وجود الجنجويد في البرلمان و بين فك الحظر الاقتصادي عن السودان بعدها بيوم أو يومين.. و الرابط بين الفعلين هو رغبة الأمريكان في أن يواصل السودان محاربة الهجرة غير الشرعية و الاتجار بالبشر شريطة ( تنظيف) الأجهزة التي تحارب التهريب و الاتجار من شبهة الانتماء إلى أي ميليشيات عنصرية غير منضبطة.. و بموجب ذلك يتطلب ( التنظيفُ) شرعنة وجود ميليشيا الجنجويد كقوات نظامية يمكن الحديث عن انتصاراتها ضد التهريب و الاتجار بالبشر دون أي حرج أمام العالم المتحضر..
· لقد فرض النظام على البرلمان تمرير قانون ( تنظيف) ميليشيا الجنجويد دون تجريدها من صفتها الحقيقية.. و قام بإلحاقها بالقوات المسلحة مع الابقاء على صفة العصابات التي تتميز بها دون غيرها من القوات النظامية في العالم.. و تم منح أفرادها تراخيص مفتوحة بالقتل.. سواء أكان القتل عمداً أو عن طريق الخطأ أو بسبب الاغتصاب الجماعي لصبايا دارفور و أماكن أخرى في السودان..
· لم يهتم النظام بشرعنة ميليشياته الأخرى و المنتشرة في الأحياء و الجامعات كما شرعن ميليشيا الجنجويد، الأكثر سوءَ سمعةٍ في التنكيل بالمواطنين قتلاً و سحلاً و حرقاً.. و ما ذلك سوى لأنها هي ( أقوى الميليشيات مكسراً) أمام أي فورة في الشارع السوداني.. و كلما كادت الفورة ترقى إلى مستوى ثورة عارمة، إستطاع الجنجويد اطفاءها.. و فوق هذه الميزة المحلية ميزة عالمية لأن شرعنة ميليشيا الجنجويد مطلوبة أمريكياً لحماية أوروبا من الهجرة غير الشرعية بقوات شرعية..
· و هذا ما يجعل هذا الزمان زمان حميدتي.. بلا منازع!
· مخطئ من يعتقد أن تطلعات اللواء/ حميدتي سوف تتوقف عند منصب اللواء ( الأعظم).. إن تطلعاته تتعدى منصب اللواء.. و تتعدى منصب الفريق/ طه عثمان، مدير مكتب البشير .. فعينا حميدتي تحدقان في منصب المشير الرئيس مكان البشير.. و في ذلك لن يستطيع الفريق/ طه أن ينافسه لأن ( سلاح) حميدتي و ليس ( كاش) طه هو الذي سوف يحسم النقاش إذا احتدم بين اللواء و الفريق..
· و نظل نحن حينها ( قاعدين فراجَى).. بعضنا يشجع حميدتي و بعضنا يشجع طه.. و بعد انتهاء المعركة نبدأ البحث عن و سيلة لاسقاط نظام حميدتي.. !
· إن حميدتيّ طالع فوق الكفر هذه الأيام.. إنه زمن حميدتي.. و هو طالع فوق الكفر بمزاج..!
· في أواخر أكتوبر 2016 زار مسئولون أمريكان قوات الدعم السريع في الصحراء حيث ترابط تلك القوات بغرض تقديم دورات تدريبية وإنشاء خدمات لتلك القوات، و يُعتقد أن الزوار الأمريكان ينتمون إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية ( السي آي إي).. و أن الزوار عرضوا على حميدتي إقامة مطارات ونصب أجهزة مراقبة في مواقع بالصحراء..
· جلس حميدتي على كرسي وزير الخارجية، و هو في عرينه بالصحراء، ليفرر:- (ما دايرين منكم حاجة فقط ارفعوا الحصار عنا!).. و أوضح موقفه للصحافة بعد ذلك:- " نحن طلبنا منهم رفع الحصار والما داير يفهم فليفهم، وسنظل نطالب بذلك، والأمريكان هؤلاء وصلونا عبر الملحق العسكري و السي آي إي هي الحاكمة أمريكا.. !"
· و أكد تهديده بالبلدي القح:- " قلنا ليهم ارفعوا عنا الحصار، ولو ما رفعتوه نحن ما عندنا شغلة بمكافحة الهجرة غير الشرعية..".. !
· إتُّو فاكرين حميدتي بلعب زي ضباط الجيش السوداني الدايشين ديل و الا شنو؟ جيش حميدتي جيش صحراوي ضارب.. اعترف السيد وزير الدولة بوزارة الدفاع بقوة شكيمته اعترافَ خبيرٍ يحمل رتبة فريق في الجيش السوداني.. و اعتراف خبير بهذه الرتبة في الجيش اعترافٌ غير مجروحٍ.. اعتراف مسح بالجيش السوداني الأرض.. و رفع قوات حميدتي إلى العلالي.. مؤكداً أن بإمكان قوات الجنجويد التحرك في ظرف ساعة نحو الهدف، ما زي قوات الجيش المتلكئة! و أن قوات حميدتي قوات فوق العادة لا محتاجة حلل ولا صحانة..
· نعم! قوات الجنجويد لا تحتاج إلى صحون و لا إلى حلل لأنها تطارد الظباء في الصحراء و يزدرد أفرادها الظبية و هي جارية و لا تسمح لقطرة دم أن تنزل منها هدراً على الأرض.. و إذا لم يجدوا الغزلان، تهجموا على القرى.. و أخذوا من الماشية ما يتخيرون دون أن يدفعوا أي مقابل لأن فاتورة حساباتهم على البشير دفعها.. و فواتير حساب السودانيين التي على البشير على البشير دفعها فواتير حساب لن يتحصلوا على مقابلها إلا يوم الحساب..
· إننا في زمن أرعن .. زمن لا يطلع فيه على الكفر سوى أمثال حميدتي الذي صرح في اللقاء الذي أجرته معه الصحفية السودانية الجسورة/ نعمة الباقر أنه لولاه و لولا قواته، لسقط نظام البشير..
· صدَق حميدتي.. صدَق حميدتي!
· أيها الناس، نحن في بلد هامل.. بلد لا تظهر على سحجه سوى الثعالب و الورل.. و قديماً قالوا:- ( بلداً ما فيهو تمساح بقدل فيهو الورل).. و قدلة الجماعة هذه الأيام ما قدلة نصاح.. إنهم يرقصون.. و يرقصون.. و يرقصون فرحين في زمن حميدتي، في بلد البشير!