ستظل راية إستقلالنا مرفوعة..... بغنائنا الوطني الخالد بقلم صلاح الباشا- الخرطوم

ستظل راية إستقلالنا مرفوعة..... بغنائنا الوطني الخالد بقلم صلاح الباشا- الخرطوم


01-02-2017, 04:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1483370996&rn=0


Post: #1
Title: ستظل راية إستقلالنا مرفوعة..... بغنائنا الوطني الخالد بقلم صلاح الباشا- الخرطوم
Author: صلاح الباشا
Date: 01-02-2017, 04:29 PM

03:29 PM January, 02 2017

سودانيز اون لاين
صلاح الباشا-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر


تعيش بلادنا هذه الايام زخما اعلاميا كبيرا إحتفاءً بذكري الاستقلال الواحد والستين بعد رحيل الحكم البريطاني والذي غادر بلادنا طواعية ولم تسل فيه دماء مطلقا ، أي كان استقلالا انسيابيا كمياه الري بمشروع الجزيرة التي تنطلق عبر الترعة الرئيسية من خزان سنار الي داخل المشروع لتتفرع منها الترع والقنوات حتي جداول ( أب ستة ) الصغيرة التي تسقي الحقول وتجري داخل سرابات القطن طويل التالي الفاخر والذي هو الآخر غادرنا وربما الي غير رجعة مثلما غادر الاستعمار بلادنا في اول يناير 1956م . والفرق بين المغادرتين هو ان الاستعمار غارد بلادنا بفضل نضال قيادات العمل السياسي حينذاك ، اما مغادرة القطن لبلادنا كان بفضل ( دقسات ) قيادات العمل السياسي حينذاك ، فأولئك قد زادوا نهارنا سطوعا ، أما خبراء الخصصة قد أنهوا أجمل مشاريع العالم المروية فصار ليل الجزيرة اكثر سواداً ، ثم إختفوا وذابوا حين فشل قانون المشروع للعام 2005م .
فالكل يعلم بأن السودان قد نال إستقلاله من الإستعمار الإنجليزي تنفيذا لقرار البرلمان السوداني الصادر بإجماع نوابه في جلسة 19/12/1955م التاريخية ، حين سار النواب من مبني البرلمان القديم بشارع الجمهورية الواقع مقابل القنصلية المصرية - مقر المجلس التشريعي لولاية الخرطوم حاليا - ساروا في موكب مهيب يتقدمه الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري وزير الداخلية وقتذاك وبجانبه الأستاذ محمد احمد محجوب المحامي وزعيم المعارضة في البرلمان ، حيث لم تصبح الحكومة السودانية مستقلة بعد ، حتي وصلوا إلي قصر الحاكم العام البريطاني والذي يسمي الآن بالقصر الجمهوري ، لتقديم مذكرة له ويخطرونه بقرار مجلس النواب بإعلان إستقلال السودان من داخل البرلمان ، فماكان من الحاكم العام إلا أن يستلم المذكرة ويرفعها إلي حكومة جلالة الملكة اليزابيث في بريطانيا ، فقررت بريطانيا الموافقة علي منح شعب السودان إستقلاله بأغلبية مطلقة بمجلس العموم البريطاني ( البرلمان) ، وقد تحدد تاريخ الفاتح من يناير 1956م لإعلان الإستقلال وإنزال علمي دولتي الحكم الثنائي ورفع علم السودان السابق بألوانه الثلاثة علي سارية القصر الجمهوري ، وقد ظل التلفزيون يبرز ذلك الحدث في كل عام تخليدا لتلك الذكري نقلاً عن أرشيف وحدة أفلام السودان التي كانت تتبع لوزارة الإستعلامات . .
ولكل ذلك ، فإننا نخصص هذه الصفحة لعرض ملامح طفيفة علي أناشيد الحركة الوطنية التي كتبها شعراء السودان في زمان الإستعمار الإنجليزي ، وأيضا بعدما نالت البلاد إستقلالها مستصحبين معنا حلو الذكريات العطرة ، ومبتدرين الذكري بشريط ذكريات منذ زمان سابق مع صاحب نشيد الإستقلال الأستاذ الدكتور محمد وردي – عليه الرحمة - والذي كان ان سرد لنا بعض ذكرياته حول نشيده الخالد حين سألناه أن يتحدث عن قصة النشيد المعروف والذي يتم بثه دوما في الذكري السنوية لإستقلال البلاد ، فذكر بأنه كان يلتقي كثيرا ومنذ سنواته الأولي في طريق الفن بالأدباء والشعراء من طلاب جامعة الخرطوم في ذلك الزمان إلي ان أعطاه ذلك النشيد أحد أولئك الشعراء من طلاب الجامعة وهو د. عبدالواحد عبدالله ، وهو من أبناء القضارف وقد كان طالبا بكلية الآدب ، وكان ذلك في العام 1961م ، إبان فترة الحكم العسكري الأول بقيادة الفريق إبراهيم عبود التي إمتدت من 17/11/1958م وحتي قيام إنتفاضة أكتوبر الشعبية في 21/10/1964م حيث تنازل عن الحكم بخطاب معروف ومتوازن ووطني جداً في أمسية الأربعاء 28/10/1964م .
وحين سألنا الأستاذ وردي عن الطلاب الشعراء بالجامعة وقتذاك من هم ؟ أفاد بأنهم الذين شكلوا فيما بعد بسنوات قليلة مجموعة الغابة والصحراء كنموذج لإنصهار الثقافة السودانية التي تجمع مابين العروبة والأفريقانية ، وأضاف وردي : أذكر منهم محمد المكي إبراهيم الذي أعطاني بعد إنتفاضة أكتوبر نشيد ( اكتوبر الأخضر – ومن غيرنا يعطي لهذا الشعب) وكذلك أذكر الشاعر الراحل والطالب وقتذاك ( علي عبد القيوم ) الذي تغنيت له بنشيد ( نحن رفاق الشهداء واغنية بسيماتك تخلي الدنيا شمسية ) .
وعن الشاعر صاحب نشيد الإستقلال والمشهور بمقدمته ( اليوم نرفع راية إستقلالنا ) وهو الدكتور عبدالواحد عبدالله فإنه قد سبق له أن عمل بوزارة الإعلام ، وقد تم إختياره كمدير عام للإذاعة السودانية في فترة السبعينات في زمان حكم الرئيس الراحل جعفر نميري ، وبعد أن نال الأستاذ عبدالواحد درجة الدكتوراة ، إلتحق بهيئة اليونسكو UNESCO التابعة للأمم المتحدة في مقرها الدائم بباريس ، وإصطلاح يونسكو هو إختصار لإسم المنظمة الطويل وهو ( منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ) . وبعدها إنتقل الدكتور الأديب عبدالواحد عبدالله من اليونسكو بباريس للعمل خبيرا باحدي دول الخليج حتي اللحظة ..
فالتاريخ السياسي السوداني ومنذ العشرينات من القرن العشرين ظل يكتنز بالعديد من الاعمال الشعرية التي تمجد نضال الشعب ضد المستعمر وتعلي من قيمة الروح الوطنية ، وقد ظلت الأحداث السياسية منذ بزوغ فجر الحركة الوطنية قبل وبعد الفتح الإنجليزي للسودان في العام 1898م تلهم أهل الفن شعراء ومطربين منذ قديم الزمان ليوظفوا مواهبهم الفنية لخدمة قضايا هذا الشعب والوطن ، وفي مقدمة أولئك يأتي الفنان الوطني الكبير حسن خليفة العطبراوي وقد وضع تلك القضايا الوطنية نصب عينيه وهو يري منذ ريعان شبابه وبحسه الوطني العالي كيف كان عمال السكة الحديد في عطبرة يسيرون التظاهرات في ميدان المولد هناك ضد المستعمر الذي أرهق مناضلي المدينة وأهلها كثيراً ، فكانت تلك التظاهرات هي التي ألهمته عند توظيفه لموهبته الغنائية والموسيقية توظيفاً متقدماً ليخرج للجماهير تلك الأناشيد الخالدة التي سكنت الوجدان تماماً من خلال أكبر مجال وهي الليالي السياسية والإجتماعية بعطبرة والدامر .
وحين تأسس مؤتمر الخريجين ، ظلت عطبرة تحتفي بذلك الحدث الوطني ضد المستعمر ، والتظاهرات تلهم الجماهير الثبات والنضال ، فأخرج حسن خليفة من خلال تلك الأجواء الوطنية الباهرة تلك الأنشودة الرائعة والصامدة حتي اللحظة ، والتي ستحافظ علي ذات ألقها وقوة طرحها بما ظلت تكتنزه مفرداتها من إفتخار بالحس الوطني عالي المقام ، فجاءت إلي الوجود في العام 1943 والحركة الوطنية تتوثب إلي إثبات ذاتها في خارطة السياسة السودانية ، جاءت أنشودة ( أنا سوداني أنا ) والتي كتبها الشاعر الأستاذ محمد عثمان عبدالرحيم الذي رحل قبل سنوات معدودة بمدينة رفاعة بعد عمر طويل و شيخوخته هادئة بين ابنائه واحفاده وحفيداته ، حيث أطلت القصيدة وهي تمتليء بمفردات كبيرة المعني ، قوية الطرح ، تلهم الروح الوطنية لكل من يستمع لها بلحن حسن خليفة وبصوته الواضح المعالم والمتمدد عشقاً لتراب هذا الوطن وقد كان التركيز في مخارج الصوت واضحا
كل اجزائه لنا وطنٌ..
إذ نباهي به ونفتتنُ
نتغني بحسنه ابداً..
دونه لايروقنا حسنُ
لو هجرناه فالقلوب به ..
ولها في ربوعه سكن ُ
نتملي جماله لنري..
هل لترفيهِ عيشه ثمنُ
غير هذي الدماءِ نبذلها..
كالفدائي حين يُمتـَحنُ
بسخاءٍ بجرأةٍ بقويً..
لا يني جهدها ولا تهـِنُ
تستهينُ الخطوبُ عن جلدٍ..
تلك تنهالُ وهي تتزنُ
أنا سوداني أنا ، أنا سوداني أنا
نعم ... أتي ذلك النشيد يهز أركان الوطن كله بما طرحه من مضامين تخاطب الروح الوطنية في ذلك الزمان الذي شهد بدايات حركة الخريجين ، ماقاد إلي إنتباه السلطات البريطانية لمتابعة مايفعله إنشاد ذلك الشاب – حسن خليفة - المتفجر وطنية وقوة بأس وعدم تردد في زمن كانت الكلمة الرمزية الواحدة يعمل لها الإستعمار ألف حساب منذ عهد صاحب شعر الرمزية الأول فنان الشعب ( خليل فرح ) . فكان لابد من أن يدخل بسببه العطبرواي سجن المديرية في الدامر ... وبعد رحيل العطبراوي ظلت الفنانة أسرار محمد بابكر تؤدي ذات النشيد عبر الإحتفاليات القومية وبطريقة رائعة جداً .
كان للسودان دورٌ مشرفُ في مناصرة شعوب العالم المستضعفة وقد ظل يجاهر بذلك دون تحفظ أو وجل . فلذلك ليس من المستغرب أن تقف كل شعوب قارة أفريقيا والأمة العربية والدول اللاتينية معجبة بدور السودان في المنطقة في ذلك الزمان الوضيء من تاريخ مع السودان .
لذلك لا غرابة في أن تندهش شعوب العالم العربي والأفريقي والأسيوي وأمريكا اللاتينية وهي تري بلادنا تفتقد ذلك الالق الكبير الذي عرفت به وسط شعوب المنطقة العربية والافريقية وحتي العالمية . حيث ظلت الحروب الأهلية تضربه في خاصرته من كل جانب.
والآن لابد من تبيان دور الفن السوداني الأصيل في خدمة قضايا شعوب العالم المستضعفة لنري كم كان أهل السودان ومبدعوه ينشدون ويتغنون لتلك القضايا منذ عقود طويلة .. مايؤكد علي حيوية الشعب السوداني وتميز مبدعيه منذ قديم الزمان .
وقديما في سنوات تفاعل الخريجين في اربعينيات القرن الماضي ظهر مايسمي بنشيد المؤتمر الذي كتبه ضابط شاب يكتب الشعر وينتمي لقوة دفاع السودان وهو الصاغ ( الرائد ) محمود ابوبكر وقد قام بتلحينه الموسيقار الراحل اسماعيل عبدالمعين .. إنه نشيد ( صه يا كنار .. وضع يمينك في يدي) .. ثم جاء العميد الفنان احمد المصطفي عميد الفن السوداني بأغنيتي (أنا ام درمان مضي امسي بنحسي ... غدا وفتاي يحطم قيد حبسي) ... ثم ( لي غرام وأماني في شموخك ومجدك .. عشت يا سوداني ) وقد انتشرتا مع مشارف الاستقلال ورقع العلم .. وكيف ننسي رائعة الفنان الذري ابراهيم عوض ( أعز مكان عندي السودان ) ... وايضا انشودة العطبراوي الضخمة ذات الحس الوطني العالي التي الفها الشاعر الراحل محي الدين فارس وقد كان طالبا بالقاهرة وقتها ( لن أحيد... وهناك اشباح الضحايا الكادحون .. العائدون مع الغروب من المزارع والحقول .. ملأوا الطريق يتهامسون ... وأقول لا .. لااااا ) .
كما كتب في ذات الفترة الأستاذ المعلم والذي التحق بسلك الخارجية بعد الإستقلال السفير يوسف مصطفي التني اغنية وطنية تغني بها مطربو فن الحقيبة وقد حياها لاحقا الفنان الراحل بادي محمد الطيب ( في الفؤاد ترعاه العناية ... بين ضلوعي الوطن العزيز ).
وكيف لنا أن ننسي رائعة الأستاذ الشاعر والدكتور د. تاج السر الحسن استاذ الأدب بالجامعات والذي رحل قبل عدة سنوات عن الدنيا والتي كتبها في زمان باكر وقد كان شاباً في مرحلة الطلب الجامعي بالقاهرة وقتذاك ويعيش إنتشاءات وآمال ومفاصل نضالات حركات التحرر الوطني من ربقة الإستعمار إبان سنوات الخمسينات من القرن المنصرم .
وقد تغني بتلك الأنشودة الخالدة الأستاذ الدكتور عبدالكريم الكابلي- رد الله غربته البعيدة - في زمان باكر أيضاً من مسيرته الفنية الطويلة بالمسرح القومي بام درمان ولأول مرة أمام الرئيس عبدالناصر في عام 1960م حين زار السودان في زمان حكم الرئيس الراحل الفريق إبراهيم عبود .. فجاءت هذه المقاطع المتميزة :
عندما أعزف ُ ياقلبي.. الأناشيد القديمة ..
ويطل الفجر في قلبي.. علي أجنح غيمة
سأغني آخر المقطع للأرض القديمة
للظلال الزرق في غابات كينيا والملايو
لرفاقي في البلاد الآسيوية
للملايو ولباندونق الفتية
ليالي الفرح الخضراء في الصين الجديدة
والتي أعزف في قلبي له الف قصيدة
******
يا صحابي فأنا .. مازرتُ يوما أندونيسيا
أرض سوكارنو .. ولا شاهدتُ روسيا
غير أني والسنا .. في أرض أفريقيا الجديدة
والدُجي يشربُ .. من ضوء النجيمات البعيدة
قد رأيتُ التاسَ في قلب الملايو..
مثلما شاهدتُ جومو ..
ولقد شاهدتُ جومو ..
مثلما إمتد كضوءِ الفجر يوم ُ
فالملايو هي ماليزيا الحالية وسوكارنو هو الرئيس احمد سوكارنو محرر اندونيسيا وجومو هو محرر كينيا الرئيس جومو كينياتا ( إبنه الآن قد فاز رئيسا لها مؤخراً ) .
والآن يعيد التاريخ نفسه وبذات الملامح .. ليتمدد عطاء الفن لخدمة قضايا السودان وهو يخوض أشرس المعارك للحفاظ علي وجوده .. لذلك كان الفن .. وكان الإبداع .. وكان المبدعون الذين يلهمون شعبنا الصمود والتحدي والتصدي معاً .. لتجيء إحتفاليات ابناء شعبنا للحفاظ علي السيادة الوطنية وشرف أهل السودان والتي أثبتت علي حيوية الشعب السوداني .
وبمناسبة حيوية شعبنا هذه والتي ظل يتمتع ويتميز بها .. تستحضرني هنا مقولة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حين زار الخرطوم عقب نكسة حزيران/يونيو 1967م لحضور مؤتمر القمة الذي خرج بلاءاته الثلاثة المعروفة ( لا صلح ولا تفاوض ولا إعتراف بإسرائيل إلا بعد خروجها من الأرض المحتلة ) .. فقال ناصر للصحافة العربية والعالمية : بأن حيوية الشعب السوداني قد أدهشته وشدت من أزره تماماً برغم أن الصحف العالمية كانت تقول أن الخرطوم قد خرجت لإستـقبال القائد المنهزم .. فكتب له وقتذاك أبوآمنه حامد وتغني ايضاً كابلي:
وإلتقت نهضتنا بالعرب ِ ..
يوم صافحنا جمال العرب ِ ..
أنت ياناصر في أرضي هنا ..
لست بالضيف ولا المغترب .
ألم يكتب الصحافي والشاعر الراحل النوبي مرسي صالح سراج في زمان بعيد مضي ليتغني بها وردي ذات يوم ( نحن في الشدة ِ بأسُ ُ يتجلي .. وعلي الود نضُّم الشملَ أهلاً .. ليس في شرعتنا عبدُ ُ ومولي ) .
إذن .. فلنردد مع الفيتوري ووردي تارة أخري غنائنا القديم العريق الخالد ونحن نشهد الآن صمود الخرطوم كعادتها عند الشدائد :
أبداً ما هـُنت يا سوداننـَا يوماً علينا
بالذي أصبح شمساً في يدينا ..
وغناءً عاطراً تعدو به الريح ...
فتختال الهوينا يابلادي..
من كل قلب يابلادي
ولودالقرشي والشفيع عليهما الرحمة إسهامهما الواضح في الغناء ضد المستعمر
فمن منا لايذكر ذلك النشيد الذي لازالت أصداؤها تتردد حتي بعد إنتقال صاحبيه إلي الرفيق الأعلي ، وقد كتبه الشاعر والملحن في ذات الوقت ( محمد عوض الكريم القرشي ) الذي كتب أكثر من 95% من غناء عثمان الشفيع ، وقد أدي الشفيع ذلك النشيد إبان سطوة الإستعمار الإنجليزي في الحفلات العامة وفي المدارس إلي أن تم إعتقاله في نهاية أربعينات القرن الماضي وتم إنذراه رسميا بتعهد منه بعدم ترديده ، تماما مثلما كان قلم المخابرات البريطانية في السودان يتتبع أي أعمال غنائية تتحدث عن الوطن والوطنية وتشحذ الهمم علي مقاومة الإستعمار .
فقد كان نشيد ( وطن الجدود .. نفديك بالأرواح نجود .. وطني ) يعمل فعل السحر في أوساط شعب السودان ومثقفيه وطلابه وعماله ومزارعيه ، لذلك ظلت تجمعات الطلاب في الثانويات وفي الجامعة تنشده بلا تحفظ داخل أسوار معاهدها في مهرجاناتها العامة السنوية
كما أردفه ودالقرشي والشفيع بعمل وطني آخر هو ( جنود الوطن ) ، غير أن قوة نشيدهما الأول ( وطن الجدود ) كان الأكثر إنتشاراً حتي اللحظة .
وخليل فرح قد سبق الجميع ... والبلابل يعدن مجد نشيد الشرف الباذخ للخليل.
كان ذلك النشيد وبلغته البسيطة يعبر عن آمال وطموحات الشعب السوداني في الإستقلال ، لكن إرادة الله شاءت أن يرحل الفنان الوطني الخليل قبل أن يري بلاده التي أحبها قد نالت الإستقلال بعد 24 عاما من رحيله ( توفي في العام 1932م ) . ولنا أن نعيد بعض مقاطع ذلك النشيد الذي يشتمل علي شحنات عالية من الحس الوطني الدفاق :
نحن ونحن الشرف الباذخ
دابي الكر شباب النيل
**
من تبينا .. قمنا ربينا
ما إتفاسلنا قط بقليل
ده ود عمي ... وده ضرب دمي
إنت شنك .. طفيلي دخيل
**
قوم وقوم كفاك يانايم
قوم وشوف حداك ياهايم
مجدك طلَّ .. وشرفك ولـّي
وإنت تزيد ... زيادة النيل
**
إذن .... كان الخليل وبحسه الوطني المتقدم ، يري ملامح الصمود سوف تشتعل ، حيث شهد عهده قيام جمعية اللواء الابيض في العام 1924م ، برغم أن الخليل كان من مؤسسي جمعية الإتحاد السوداني في الأعوام 1920/1921م كإنعكاس وتأثر بثورة عام 1919م بالشقيقة مصر ضد الوجود البريطاني في مصر وبقيادة زعيمها الوطني سعد زغلول زعيم الوفد في ذلك الزمان.
ومنذ ذلك الحين .. بدأ المبدعون الوطنيون من أهل السودان يحثون علي رفع وتيرة الإحساس الوطني لدي الجماهير بإنشادهم الوطني عالي المقام . ورويدا رويدا ، تكونت الجمعيات ومؤتمرات الخريجين وتشكلت التكوينات الأولي للأحزاب السودانية ، فالنقابات المهنية ، حتي تحقق إستقلال السودان في 1/1/1956م فأتي الإستقلال سالما ً تماماً والذي جاء ( كالصحن الصيني.. من غير شق أو طق ) كما قالها الزعيم الأزهري في خطاب الإستقلال .
وكل عام وأهل السودان في الدنيا كلها بألف خير وعافية وأمان

أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 02 يناير 2017

اخبار و بيانات

  • حزب الأمة القومي الإمانة العامة بيان حول جريمة جديدة لميشيات النظام بمنطقة نيرتتي
  • حركة تحرير السودان للعدالة بيان إدانة المجزرة الجماعية للمدنيين العزل في مدينة نيرتتى و تعلن خروج
  • إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة - حكومة البشير ومجزرة واحد واحد ٢٠١٧ في نيرتتي، إقليم دارفور
  • اسماعيل ابوه القيادي في حركة تحرير السودان للعدالة يدين المجزرة البشرية و يطالب بالتحقيق العاجل في

    اراء و مقالات

  • السودان بين الصراع السياسي و مؤسسات الدولة بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • عندما يُدافِع «الشعبي» عن الحريات! بقلم عبد الله الشيخ
  • 1990 ــ 2017م والشمبانيا المثلجة بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • ومشى معنا (العنب)!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الرئيس والمهمة التاريخية بقلم الطيب مصطفى
  • لابد من صنعاء السودان وإن طال السفر بقلم نورالدين مدني
  • كبير المتعصبين ينصح الآخرين بقلم حيدر احمد خيرالله
  • كبير المتعصبين ينصح الآخرين بقلم كمال الهِدي
  • دمج الكهرباء أم خصخصتها ؟ أتبع الدلو الرشاء و من الأشياء مالا يوهب ؟5 من 5 بقلم بروفيسور محمد ال
  • ما قاله الامام الصادق المهدى هو علر عليه عبر راديو دبنقا (1) بقلم محمد القاضي
  • لتطرق الحقيقة ضمير بوتفليقة (8 من 10) بقلم مصطفى منيغ
  • الأسرى الفلسطينيون ورقةٌ قذرةٌ للضغط وأسلوبٌ رخيصٌ للابتزاز بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • عفواً زهير .. عُذراً شبونه .. !! بقلم هـيثــم الفضل
  • في الذكري ال61 لدولة الجلابي؛ دولة أولاد عرب التي عاشت دويلة عبيد العرب بقلم منعم سليمان عطرون
  • الإستقلال بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات
  • هذا .. بدلاً من الأماني والأحلام .. (3) بقلم عمر منصور فضل
  • دوار الحركة .....مرض من أعماق التاريخ بقلم د.محمد فتحي عبد العال

    المنبر العام

  • الإعلام - محسن خالد
  • مُلاحقةٌ
  • إلى دار الخلود ورحاب الله الكريم إنتقل الأخ اللواء الركن صلاح مصطفى الأغبش
  • اغتيال الفنان خوجلي عثمان من قبل عمر البشير هو اغتيال للإنسانية
  • ي مواهيم حوار الوثبة "من يظن بان الانقاذ ستفكك نفسها فهو واهم"
  • سجناء سعوديون بالسودان علي ذمة قضايا إستثمارية
  • كاشا يقول لكم خسئتم من أنتم فهل فهتم؟.. بقلم تاج السر
  • سائقون يتهمون النقابة بتزوير ويقول- لا استحضر كل ما حدث خلوني أتذكر!
  • شُكر وتقدير
  • “النقد الدولي”: السودان لا يزال في وضع مديونية حرج
  • اختيار السوداني (الزين عبد الله) رئيساً لشركة بيبسي العالمية- نبارك
  • نقلت إلى سجن بورتسودان وأنا مكبل اليدين والرجلين بالقيود الحديدية
  • الفة الفصل ومساعده في المدرسة
  • الصورة التي أبكت – لاحقاً – الملايين!
  • لو رجعانكم سنة 89 حتمشو المقابر (وثائق)
  • قراءة تحليلة موجزة للعدد (192) من مجلة الشيوعي!!
  • **** رحبوا معي بابن عطبرة البار الدكتور هشام عباس ****
  • من التاريخ القريب.. كاتب سعودي يكتب عن السودان إبان انتفاضة سبتمبر 2013
  • لماذا التفاعل و الاستنكار ضعيف تجاه احداث نيرتتى؟!
  • خط استوا الطعم المريح
  • كع كرع انبهلت... انجاز جديد للحكومة
  • الاجتماع التأسيسي لرابطة محبي الهلال بمنطقة واشنطون الكبرى
  • ابتسمي لتعيدي ضبط ايقاع الدليب السوداني من تاني
  • الاستهبال السياسي لا يبني دولة..
  • عضو جديد ... مع العام الجديد
  • احتفالا بالذكرى 32 لاستشهاد الاستاذ محمود محمد طه تقام ندوة ومعرض بواشنطن
  • توضيح بخصوص ما نشرته صحيفة ( الوطن ) عن نجاة طائرة سودانير من التحطم بمطار القاهرة
  • هل بقِي من الحِوار مُزعة ورقة بعد اليوم ؟...