تماهي السودانيون في ثقافة الشعوب الاخرى و أسبابه. بقلم معتصم أحمد صالح

تماهي السودانيون في ثقافة الشعوب الاخرى و أسبابه. بقلم معتصم أحمد صالح


12-29-2016, 01:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1482972259&rn=0


Post: #1
Title: تماهي السودانيون في ثقافة الشعوب الاخرى و أسبابه. بقلم معتصم أحمد صالح
Author: معتصم أحمد صالح/ نيويورك
Date: 12-29-2016, 01:44 AM

00:44 AM December, 29 2016

سودانيز اون لاين
معتصم أحمد صالح/ نيويورك-نيويورك
مكتبتى
رابط مختصر


من الملاحظات الغريبة جدا أن السودانيين غالبا ما يتنازلون و بكل سهولة عن ثقافاتهم ( اللغة، العادات ، التقاليد...الخ) لصالح ثقافة الآخرين، و يرى البعض أن ذلك ( ذكاءا) و اخرون يرونها شطارة أو مهارة و هكذا دواليك.
و التماهي الثقافي سمة سودانية بجدارة مقارنة بالشعوب الاخرى التي تتحدث نفس اللغة .
و قد عرّف علماء النفس التماهي الثقافي بأنه:
سيرورة سيكولوجية، تبدأ من المحاكاة اللاشعورية و تتلاحق بالتمثيل ثم الاجتياف او التقمص ( الاستدخال) للنموذج او للثقافة المعينة.
و بالنظر إلى وضع السودانين في الدول العربية تجدهم يتبارون في محاكاة لسان الغير لدرجة الذوبان، فالسوداني في السعودية مثلا يتحدث السعودية بشكل رهيب و في الامارات نفس الشئ و كذلك في مصر أو لبنان، و أينما أجتمع (متحدثين بالعربية) في مكان ما إلا و تجد أن كلا منهم يتحدث بلهجة بلده( ماعدا) السوداني ( غالبا) ما يسعى للتحدث بلهجة ذلك البلد أو لهجة الأكثرية من بين الحاضرين و يجتهد في ذلك اجتهادا رهيبا، إما اعتقادا منه ان لغته غير مفهومة أو لتوضيح أنه ايضا مثلهم في كل شئ !.
فالمصري و الشامي و الخليجي و المغاربي و اليمني يتحدث بلهجته الخاصة مع أي إنسان يتحدث العربية غير آبه.
و اعتقد أن السبب هو عدم الثقة بالنفس و الشعور بالدونية الذي يجعل الفرد يعتقد أنه أقل درجة من الآخرين و يحمله ذلك الإعتقاد و الشعور الى الإجتهاد لتقمص ثقافة الغير حتى لا يُوسم بالتخلف الثقافي او الاجتماعي.
و اذا سحبنا هذا الأمر الى السودان لوجدنا أنه ينطبق تماما على المجتمع السوداني، ما يؤكد ان السبب هو عدم الثقة بالنفس و الشعور بالدونية عند المقارنة بالغير.
فقاطن المدينة مثلا غالبا ما يوسم قاطن الريف بالتخلف الثقافي و الجهل أو العشوائية و يمعن في ذلك الإضطهاد الثقافي بنعته بنعوت لتأكيد ذلك التخلف او العشوائية مثل ( القروي) او ( القوّازي ) من القوز اي إبن القرية كوصف لحالة تخلفه، رغم ان كلمة القروي تعني الانسان الذي يقطن القرية او ينحدر منها، لكن المعنى الاصطلاحي هنا غير المعنى اللغوي. و لذلك يجتهد ( القروي ) لتقمص شخصية قاطن المدينة لغة و سلوكا و هيئة، فيتماهى تماما في ثقافة المدينة حتى لا يستطيع أحد أن يميز بينه ( كقوّازي ) و بين ( ود المدينة) أو ( بنت المدينة).
نفس السلوك يمارسه سكان العاصمة على القادمين من الولايات الأخرى ، فينعتوهم بمصطلحات تدل عليهم و تميزهم مثل ( ناس الأقاليم )، ( غرابة) ،( عرب جزيرة) ( كردافة) ...الخ، ما يجعلهم يجتهدون في تقمص شخصية ( العاصمي) او (.الأم درماني) في الكلام و اللبس و السلوك و مختلف التصرفات و بذلك يتماهون تماما في ثقافتهم ، و تنسحب ذلك حتى في الأغاني لتصبح أغنية أم درمان هي ( الأصلية) و لن يستطيع الفنان القادم من الأقاليم أن يطل على المستمعين إلا إذا تغني بالأم درمانية و تنازل قهرا عن غنائه او غناء المنطقة التي ينحدر منها، بل أن أغاني الثقافات الأخرى غير معترف بها البتة و غير معتمدة.
و الغريب ان هذا القهر الثقافي الذي يمارسه السودانيون ضد بعضهم لا و لم يجد مقاومة مطلقا في أي مستوى كان من المستويات المذكورة و عادة ما يستسلم المرء لهذا القهر و يقبل به، بل و يتعايش معه، ليبدأ هو الاخر في ممارسته ضد غيره من أفراد مجتمعه ( السابق) و هكذا دواليك و ( سكان العاصمة و ناس أم درمان كانوا في الاصل سكان أقاليم).
هذا السلوك جعل السوداني قليل الثقة بنفسه ( ثقافة، و سلوكا ) ما دفعه للنظر الى الغير بأنه أرفع مقاما و أسمى ثقافة .
و قد يعود السبب في ذلك الى أزمة الهوية التي يعيشها الانسان السوداني، الذي حار بين الأمم لتحديد هويته، و أصبح بين مطرقة العروبة التي عرَّفها معتقدوها من أهل السودان بأنها ( التحدث باللغة العربية و التدين بالإسلام ) حتى تنطبق على السودانيين لطالما يتحدثون العربية ( معظمهم) و يدينون بالإسلام ( أغلبهم )، و بين سندان الأفريقانية التي تفرضها عليهم بشرة ألوانهم السوداء أو السمراء و سحنات وجهوهم، و لأن دعاة العروبة هم الممسكون بزمام الأمور في السودان ( السلطة و مناهج التعليم ) صوّّروا للسودانيين أن الثقافة العربية هي السامية و الراقية بين جميع الثقافات المحلية الأخرى و أن تلك الثقافات غير العربية إنما هي رمز للتخلف و الرجعية و أن النسب العربي يعني السمو ( النقاء) العرقي ( حدوتة الأشراف)، و لذلك صار الجميع يتقمص الثقافة العربية من طريقة الكلام الى ربط الاجداد السابقين بآل البيت النبوي، و يجبرون التلاميذ الناطقين بغير العربية في المدارس على عدم التحدث بلغاتهم التي أطلقوا عليها إستعلاءا ( رطانة)، و ربطوا بين التحدث باللغات المحلية و التخلف، و ذلك بغرض تكوين رأي عام مجتمعي أن اللغات الاخرى غير العربية رمز للرجعية و التخلف، كما صوّروا لهم أن من يجيد العربية ( نسخة المدينة) هو الإنسان المثقف و المتحضر حتى يستعربوا. و شكل دعاة العروبة ضغط رهيب على أهل السودان لتبني العروبة هويةً لهم و رسموا في أذهانهم أن العربي و ثقافته هو المثال الذي يجب أن يُحتذى به.
و بذلك اصبح السوداني يتقمص شخصية الغير اعتقادا منه في سموّه عليه، و يتجلى ذلك في مختلف المستويات كما أوضحنا سلفا بين (القرية و المدنية) و بين (الاقاليم و العاصمة) و بين (السودان و الدول العربية).
أثر هذا الفهم سلباً على إنتشار الثقافة السودانية وسط المجتمعات العربية و المنطقة، وذلك بسبب التنازل المجاني للسوداني عن ثقافته ( الدنيا) في إعتقاده لصالح الثقافات العربية الأخرى ( العليا) في نظره، فلم تنتشر الدراما السودانية خارج حدود السودان ( لغياب الرسل) و لا يسعى العرب للاستماع إلى الأغنية السودانية لعدم وجود مروّج لها. لدرجة ان الخليجي قد يطرب للأغنية المغربية باللغة الامازيغية رغم اختلاف السلم و اللغة أكثر من طربه للأغنية السودانية الا في إطار المزح و السخرية، و ظلت تقاليدنا السمحة حبيسة داخل حدودنا بل وصلت لدرجة استبدال طقوس الزواج بطقوس غيرنا و يخاطبنا العائدون من الخليج بلغة أهل تلك البلاد متسامين علينا ( ظناً) منهم ، و ما قصة العائد من دبي الذي تقمص شخصية الإماراتي ( لغة) عندما أستأجر تاكسي من المطار الى داره حتى فاجئه أو (فجعه) السائق بقيمة المشوار فتنازل بسرعة البرق من مقام صاحب السمو الى ود البلد .

معتصم أحمد صالح
نيويورك
٢٨/١٢/٢٠١٦





أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 28 ديسمبر 2016

اخبار و بيانات
  • مخاوف من تجفيف مدرسة بنات فى وسط بورتسودان
  • حوار مثير مع القيادى الجنوبى المعارض جمعة زكريا دينق!
  • كاركاتير اليوم الموافق 28 ديسمبر 2016 للفنان عمر دفع الله عن الفساد فى السودان
  • بيان صحفي سلطات الأمن تعتقل الأستاذ/ عز الدين جعفر من مكان عمله
  • مفتاح التغييرالسوداني(2) اصدارة دورية لتغطية اخبار المعارضة السودانية
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان إدعاءات مبارك الفاضل مغلوطة وتدعم مواقف النظام
  • شاهد يتهم متهمي مركز تراكس لتنمية الموارد البشرية بفبركة تقارير ضد الرئيس
  • رئيس المجلس الانتقالي لحزب الأمة مبارك الفاضل : الحكومة وافقت على نقل (20%) من الإغاثة عبر أثيوبيا
  • تفاصيل اعتداء أفراد شرطة على محامية
  • أسامة عطا المنان: إتهامي بالفساد مكايدات نافذين
  • عمر البشير يتهم المعارضة بتشوية صورة السودان بالخارج
  • عمر البشير يترأس اليوم الاجتماع التشاوري حول الحكومة المُقبلة
  • حسبو محمد عبد الرحمن يؤكد خلو جبل مرة من السلاح ودعاوى وجود أسلحة كيميائية
  • علي أبرسي يدعو البشير لحل الحكومة وتشكيل مجلس عسكري
  • عبد الرحيم مُحمّد حسين: العام القادم سيشهد أكثر من (50) ألف معلم جامعي

    اراء و مقالات

  • عبد الخالق محجوب والبادية: نحو دماثة ثورية (العقل الرعوي 6) بقلم عبد الله على إبراهيم
  • الحكم باعدام قاتل 300 طفل سوداني بعد اعترافه فوق المنصة وتحويل أوراقة للمفتي بقلم محبوب حبيب راضي
  • ماذا يتوقع المنجمون للعام 2017؟ بقلم د. فايز أبو شمالة
  • مات السر الناطق: مات الشيخ الصمودي بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • أم عقولنا نصاح..؟ بقلم فيصل محمد صالح
  • تعليق صُدور "التيار".. أيضاً.. بقلم عثمان ميرغني
  • حزب علي عثمان ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • الشاكوش ..!!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • هل عاصمتنا (حضارية)؟! بقلم الطيب مصطفى
  • تقنين الشريعة .. اضافات على منشورات د.عبد المؤمن إبراهيم بقلم د.آمل الكردفاني
  • ( ح يكون كيف ؟) بقلم الطاهر ساتي
  • من تغريبة بني هِلال بقلم عبد الله الشيخ
  • المسيرية والآخرون (3) بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • ما الذي يمنع خفض الدستورين و وقف الوظائف العليا ؟ بقلم عمر عثمان - الى حين
  • لتطرق الحقيقة ضمير بوتفليقة (4 من 10) بقلم مصطفى منيغ
  • الجنقو في الميزان .. رؤية نقدية (1/2) بقلم ابراهيم سليمان
  • شهادتي للتاريخ وبوابة حمد النيل العتيقة بقلم بدرالدين حسن علي
  • شاهبندر الفُجَّار .. !! بقلم هيثم الفضل
  • الصراع في السودان أصله صراع ثقافة إسلاموعروبية ضد سودانوإفريقية! بقلم أحمد حسين سكويا
  • النظام السعودي : صقر بن قيماص.. لا قَدهَا ولا قدُودها!! بقلم د.شكري الهزَيل

    المنبر العام

  • الكوز الشفيع وراق، أنت رجل منافق.
  • هذيان في الرمق البعد الاخير
  • "حسين خوجلي" مستودع الأسرار.....هذا ما نخشاه.
  • توفي هذا الصباح هذاالجراح القدير دزاكي الدين احمد حسين له الرحمة
  • عمود الاسبتالية
  • مبارك الفاضل: الخرطوم قبلت بنقل الإغاثة عبر (أصوصا) بواسطة المعونة الأميركية
  • مسؤول حكومي: الإتحاد الاوروبى يسعى لتحويل السودان إلى سجن كبير للمهاجرين
  • تراجى مصطفى لبوة فى وجه الخنازير
  • اليومين ديّل في موضة اللّت حردآب. والله صحي...
  • السعودية تعتقل الدفينة
  • ماذا يحدث داخل حزب الأمة القومي؟
  • إلى الخبيث الشفيع وراق عبد الرحمن: بخصوص قناتك في اليوتيوب
  • الحركة الشعبية: إدعاءات مبارك الفاضل مغلوطة وتدعم مواقف النظام
  • رصِيفٌ مُتقرفِصٌ
  • ...
  • ............خيال مآتة برتبة جنرال............
  • *من اجمل حكم و اقوال الكاتب الصحفي الساخر / جلال عامر (أمير الساخرين )*
  • نادو لينا البناي يبني لينا الجنة .. يبني طوبة حُب و يرمي مونه محنه ...
  • حزموني و لزموني وخلوني النغادر المنبر ...
  • هموم الحزب الشيوعى السودانى هى القضايا الكبرى التى تهم الشعب والوطن .
  • مع السلامة يا إخوة الوطن الإسفيرى