*صدق الشاعر الذي قال : نعيب زماننا والعيب فينا‘ لأن بعض أولياء الأمور يظلمون الزمان أو البيئة المحيطة وينسون دورهم ومسؤوليتهم المباشرة تجاه تربية الأجيال القادمة وهم يلجأوون لإبعاد أولادهم وبناتهم عن مظلة الأسرة بطريقة غير مضمونة العواقب. *صحيح هناك دراسات ميدانية أكدت الاثار السالبة للحريات المفتوحة بل والمقننة في بعض البلاد‘ مثل الدراسة التي أثبتت زيادة عدد المتحرشين جنسياً وسط الشباب الذين يشاهدون الأفلام الإباحية المتاحة لهم عبر وسائط التواصل الإلكترونية العصية على الرقابة في كل بلاد العالم. * لكن هذا يؤكد الدور الكبير للأباء والأمهات وأولياء الأمور تجاه تربية أبنائهم وبناتهم وأنه لايجدي إبعادهم جغرافيا في ظل الإنفتاح التكنولوجي وتمدد المهددات والمخاطر في كل بقاع العالم. *نقول هذا بمناسبة الخبر الذي تناقلته بعض الصحف الأسترالية عن أولياء امور بعض الشباب من دولة جنوب السودان لجأوا لإرسال أبنائهم وبناتهم إلى بعض البلاد الافريقية لتلقي تعليمهم/ن هناك لإبعادهم/ن من مخاطر إرتفاع معدلات الإنحراف والجريمة وسط الشباب في استراليا. * للأسف هذا الإتجاه يجد القبول وسط قطاعات من الأباء والأمهات وأولياء الأمور في جاليات اخرى رغم أنه إتجاه هروبي غير مضمون العواقب‘ ليس فقط لأن المخاطر والمهددات موجودة في كل مكان وإنما لأن الشباب خاصة في مرحلة المراهقة في حاجة أكثر للرعاية الأسرية والقدوة الحسنة المباشرة. *قال بعض أولياء الامور هؤلاء في تصريحات لقناة ABC الأسترالية أن إرسال أبنائهم وبناتهم إلى المدارس في كينيا أو يوغنده أكثر أماناً من بقائهم للعيش في ضواحي ملبورن في ظل الحريات الممنوحة لهم والمحمية بالقانون. *رغم إتفاقنا معهم في خطورة الحريات المتاحة والمحمية بالقانون وأنه بالفعل يمكن إساءة إستغلالها بما يهدد مستقبلهم/ن لكن الإبعاد الجغراقي عن المناخ الأسري الطبيعي لن يحميهم/ن من المخاطر المحيطة بهم/ن. *لذلك ظللنا ننبه إلى ضرورة الحفاظ على درجة من التوازن التربوي بين الإرث الديني والمجتمعي و الإرث الثقافي والمجتمعي المحيط‘ منذ السنوات الأولى للتنشئة التربوية والأخلاقية بلا إكراه أو عنف لامبرر له. *التوازن التربوي يسهم في تنشئة أجيال متوازنة نفسياً وإجتماعياً تتمتع بالحصانة الذاتية التي تحميهم/ن من المهددات والمخاطر المحيطة التي لايجدي فيها إبعادهم/ن عن المظلة الأسرية مع ضعف حصانتهم التربوية والاخلاقية.