*وكما توقعنا تماماً، ها هي الحكومة (تتبلد وتسخر).. *وكما توقعنا أيضاً، ها هو العصيان المدني دون المستوى.. *أو على الأقل هو كذلك البارحة ولكنه حتماً سيتصاعد.. *ولكن - حسبما ذكرنا قبل يومين- هناك (شجر يقترب).. *بل هو يقترب بشدة دون أن يشعر به الذين (يتبلدون) و(يسخرون).. *وأخشى ألا يشعروا به إلا حين تنتفي الفائدة من (الشعور).. *أي مثل اللحظة التي قال فيها بن علي (الآن فهمتكم).. *وقلنا إنه سيأتي وقت لا يجدي فيه بمبان ولا رصاص ولا مكافحو شغب.. *وذلك ببساطة لأن الناس سوف (يعتصمون).. *ورويداً رويداً سيصيب الشلل أوجه الحياة كافة.. *وهي الوسيلة (السلمية) التي قلنا إنها عجلت بسقوط مايو.. *وذكرنا بالحرف الواحد (وحينها سيُسقط في أيدي المراهنين على القوة).. *وأشرنا إلى أن على الحكومة إثبات جديتها (فوراً).. *ونعنى جدية البدء في شد الحزام حول (وسطها المترهل).. *وتلقف دعوتنا هذه كثيرون من علماء الدين.. *العلماء الذين كانوا حتى الأمس القريب (يتهيبون) نقد الحكومة.. *وها هو إمام المسجد الكبير يطالب بتقليص الدستوريين.. *بل ويطالب بدمج كثير من الوزارات، وإلغاء مناصب وزراء الدولة.. *ويرى أن على الحكومة بيع فائض سياراتها لدعم الخزينة.. *ولكن الحكومة فضلت أن تتبلد، وأن تسخر.. *فضلت أن تمضي في طريق أنظمة الربيع العربي ذاته حتى (النهاية).. *فكل هذه الأنظمة كانت (تتبلد وتسخر) في عز الأزمة.. *ثم حين استشعرت (الجد) بدأت مسلسل التنازلات في الزمن بدل الضائع.. *وللأسف حينها سيرتفع سقف مطالب الشعب كل يوم.. *بل في كل ساعة، وكل دقيقة، وكل ثانية، إلى أن يبلغ حد (زوال النظام).. *وهنا في السودان تبلدت مايو ، ثم سخرت ، ثم تنازلت.. *وأصدر نائب نميري بياناً بشر فيه الشعب بتراجع ، ثم تنازل ، ثم (خير).. *قال للناس إن نميري قادم من أمريكا بـ(خير كثير لكم).. *ولكن الناس ما عادوا يستمعون في تلكم اللحظات سوى لـ(صوت التغيير).. *والآن أمام الإنقاذ فرصة (أخيرة) لسماع أنين الناس.. *الناس أنفسهم الذين فاخرت بصبرهم عليها طوال سنواتها العجاف.. *ولكن ألا يعلم أهل الإنقاذ أن للصبر (حدوداً)؟.. *فقد صبر الناس عليهم في (كل شيء) إلى أن بلغ الأمر الآن حدود (صحتهم).. *ولن يسكت غضبهم التضحية بـ(العكد الواحد).. *بل لابد من التضحية بعشرات مثله، ثم وزارات ووزراء ووزراء دولة.. *ثم بامتيازات ومخصصات ونثريات وسفريات وفارهات.. *اللهم إلا كان الشعار(كل شيء أو لا شيء!!!). assayha