النخبة السودانية و صراع المصالح بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن

النخبة السودانية و صراع المصالح بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن


11-15-2016, 03:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1479218963&rn=0


Post: #1
Title: النخبة السودانية و صراع المصالح بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
Author: زين العابدين صالح عبد الرحمن
Date: 11-15-2016, 03:09 PM

02:09 PM November, 15 2016

سودانيز اون لاين
زين العابدين صالح عبد الرحمن-سيدنى - استراليا
مكتبتى
رابط مختصر



كان الراحل الأستاذ محمد علي جادين عليه الرحمة رئيس حزب البعث السوداني، يردد قبل رحيله مقولة " إن الحل السياسي في السودان يتم بتسوية الضعفاء" و كان يعتقد إن ضعف الحكومة ناتج عن ضعف نخبتها في التفكير العقلاني، الذي يبحث عن مخارج و حلول حقيقية للأزمة، و إذا كانت تملك تلك العقليات المنفتحة، كانت استطاعت أن تفتح منافذ للتواصل مع الآخرين، ليس بشروط حزبية، أنما بشروط وطنية تؤسس لمرحلة جديدة للوطن. و أيضا كان يعتقد، إن ضعف المعارضة ناتج عن طريقة التفكير لقيادة المعارضة، و هو تفكير رغم إنه يدعو في خطابه إلي الديمقراطية و الحرية، و لكنه تفكير إقصائي، تريد المعارضة ذهاب السلطة، لكي تتربع هي علي العرش، و هؤلاء أيضا كانوا سوف يسيرون علي خطي سابقيهم، باعتبار أنهم فشلوا في وضع برنامج سياسي يتفقون عليه و يكون حكما علي أعمالهم.
هذا الحديث الذي عجز الأستاذ جادين أيقنع قوي المعارضة أن تتبناه، هو نفسه الذي يشكل عائقا لتحرير العقل السياسي من تراثه، فالنخب السودانية، ليست النخب التي قال عنها الدكتور منصور خالد إنها أدمنت الفشل، بل هي نخب متناقضة، بمن فيهم كاتب " النخبة السودانية و إدمان الفشل" هو نفسه متناقضا في مواقفه السياسية، يدين الديكتاتوريات و العقليات الشمولية، و لم يوظف قدراته الذاتية إلا لخدمة النظم و الأفكار الشمولية، و لذلك نجد إن النخب السودانية جميعها لديها موقفين في مساراتها التاريخية، و ظلت تتوارث هذه المواقف كأن جيناتها ذات تركيبة واحدة، تساند الشمولية و عندما تسقط، دون حياء ترفع الشعارات الديمقراطية و هكذا دواليك.
الإنقاذ كانت عملية مركبة بين عقلية إسلامية، كانت شحيحة في إنتاجها المعرفي و الفكري و الثقافي، و عجزت أن تتصالح مع الديمقراطية، و ظلت حبيسة لعقل واحد، هو الذي يفكر نيابة عن عضويتها، دون أن تخوض في نقد هذا العقل، لكي تخلق وعيا جديدا، قائم علي المجهود و الفكري و النشاط العقلي و الفقهي، و صنعت شعاراتها التي تتلاءم مع هذا الخط الفكري، عطل طاقات كبيرة داخل التنظيم، الأمر الذي خلق حالة من التناقض في المنهج بين الممارسة و التطلعات، مما أدي في المدى المتوسط لتشقق داخل التنظيم، و عقلية عسكرية ذات ثقافة واحدة، تؤمن أن تأتي الأوامر من أعلي إلي أدني فقط للتنفيذ دون أية حوار أو تناصح، هذه العقليات كان لابد أن تصطدم مع بعضها البعض، الأمر الذي أدي لفرز لصالح العقلية العسكرية، التي بدأت تبحث عن مناصرين آخرين في المجتمع، فجاءت بعناصر من القوي التقليدية، هؤلاء القادمين الجدد من تيارات سياسية أخرى إضافة للعقلية التنفيذية التي بقيت من الحركة الإسلامية، كانوا في خدمة التيار العسكري، و العناصر التي غادرت أحزابها لكي تشارك في السلطة، لم يغادروا أحزابهم بحثا عن الديمقراطية، إنما كان بحثهم عن تحقيق رغباتهم الذاتية، لذلك لم ينشغلوا كثيرا بقضاء الحرية و الديمقراطية، و كما قال الدكتور الصادق الهادي في ندوة لحزبه " إن المعارضة تعتبرنا انتهازيين و بعض قيادات المؤتمر الوطني تعتبرنا عربة مقطورة" و ذات الدكتور إذا سألته إذا كان هذا القول غير صحيح، ماذا قدمتم؟ لا تجد عنده ردا شافيا إنما يدخل في دوامة التبرير التي أدمنتها النخب السياسية، كأنما تبنت ، إذا المجموعة التي جاءت من تنظيمات أخرى لكي تدعم مجموعة العسكريين، كانت خالية الوفاض، لذلك كانت القاطرة لابد أن تسير علي هدي المنهج السابق.
ظلت هناك عقليتان في الساحة السياسية، عقلية في السلطة ترفض أن تتنازل إلا بالشروط التي تفرضها، و يجب أن يقبلها الجانب الأخر، فهو تحالف قائم علي توسيع في الحقائب الدستورية لترضية كل الأحزاب التي تشارك، دون أن يكون لهؤلاء رأي في السياسة الجارية، لأن الاستيعاب تم علي فعل التنفيذ فقط، أي أن تعطل هذه العناصر عقلياتها تماما، بهذه السياسة يحافظ النظام علي طابعه العام، و هذا لا يؤدي لحلول للمشكلة القائمة، و أنما يزيد في تعميقها، و هو الحادث الآن. و عقلية تعتبر نفسها وريث لهذا النظام، و لكنها لم تحدد برنامجها السياسي الذي يخلف الشمولية، لذلك فشلت في تعبئة الجماهير و حشدها، لكي تناصرها في عملية التغيير، فالناتج العقلي واحد، و طريقة التفكير واحدة، رغم تعدد الشعارات و اختلافها في بعض المصطلحات، و لكنها شعارات لا تنزل إلي الواقع، و ليس لأصحابها تصور للواقع، فظلت الأزمة في مكانها دون تحريك، فجاء الحوار الوطني و صدرت مخرجاته، و وضعت بعض المخرجات في منضدة البرلمان، لكي تضمن في الدستور، و لكن ظلت العقلية تسير في منهجها بذات الفكرة القديمة دون أن يحدث هناك تغييرا، حتى أمال المستقبل ظلت محصورة في بعض القيادات، كخطاب يردد دون أن ينعكس في قضايا الحريات و الممارسة الديمقراطية، فالواقع بعيدا عن الأحلام.
لذلك ليس غريبا أن يخرج وزير الإعلام الدكتور أحمد بلال، لكي يؤكد في مؤتمر صحفي، إن الحكومة لن تسمح للأحزاب السياسية أن تقيم ندوات و نشاطات خارج دورها، و الغريب في الأمر إن الدكتور بلال من المؤلفة قلوبهم، و لكنه أحد أعضاء لجنة التنسيق العليا للحوار " 7+7" المناط بها أن تكون أكثر العناصر المتمسكة بالمخرجات و تنفيذها، و أولها حرية النشاط السياسي للقوي السياسية، و لكن علمتنا القيادات السياسية أن تمارس الشيء و نقيضه في ذات الوقت، دون أن يكون لها حرجا في ذلك، رغم إن بعض الصحافيين يعتقد إن الدكتور بلال يجب أن يكون استثناء لأية قاعدة، باعتبار إنه يفضل أن يكون ملكا أكثر من الملك، و البعض الأخر يقول إنها رسالة بأنه من المدافعين علي بقاء جوهر النظام، و بالتالي لابد أن يكون عنصرا أساسيا في تشكيل أية حكومة قادمة، هذه أمنيات غدت بعيدة المنال، رغم إن حزبه الاتحادي الديمقراطي قد تعطلت حركته بفعل الصراع الداخلي، و غياب أمينه العام الذي فضل مجاورة السيد الميرغني في عاصمة الضباب، بسبب هذه الخلافات التي لم يجد لها حلا، و فشل في مقابلة الرئيس، حتى يضع حدا لتيار الأستاذة إشراقة محمود عبر قرار بعيدا عن مسجل الأحزاب. فحديث الدكتور بلال بمنع نشاطات الأحزاب خارج دورها تعد أكبر ضربة توجه إلي عملية الحوار الوطني، رغم أن الدكتور بلال ردد في ذات المؤتمر الصحفي، إن 90% من الأحزاب شاركت في الحوار و تدعم مخرجاته، و أيضا قال أن الحوار يجد إجماعا بنسبة 94% من الشعب، إذا لماذا يخاف، إذا كان يمتلك نسبة 94% من الشعب السوداني، و إذا كانت هذه النسبة صحيحة، كان هو الذي يطلب من الأحزاب المعارضة أن تقيم نشاطاتها خارج دورها، لكي يكشف للشعب إنها أحزاب دون قواعد جماهيرية. لكن للأسف كما ذكرت إن الشخص يقول الحديث و نقيضه في ذات الخطاب.
و السؤال هل الدكتور بلال بالفعل ينتمي إلي حزب اتحادي ديمقراطي، يعتبر الديمقراطية قاعدة أساسية لمنطلقاته الفكرية، أم أن السلطة لها أثرها في تغيير القناعات؟
حديث الدكتور احمد بلال، يعتبر نموذجا للنخب التي تفشل حتى في التعبير لكي تدافع عن مصالحها الخاصة، كما يعبر عن العقليات التي لا تجد حرجا أن تكون المصالح الخاصة فوق المصالح الوطنية، لذلك لا يفكر في أنه ينقض الغزل الذي نسجه بيده، فالحوار في العرف الدولي بين قطبين يعد نقلة، و الوصول فيه لنتائج، تغير من الوضع القائم، إلي وضع جديد يعبر عن توافق يرضي القطبين، و لكن الدكتور وزير الإعلام ما يزال يتمسك بخطاب ما قبل الحوار، لكي يؤكد إن الحوار لا يغير من الواقع شيئا، لذلك دائما عند انتهاء أية حوار بين مجموعتين مختلفتين في أية منطقة في العالم، يأتي الاتفاق بعقليات مغايرة، هي العقليات المؤمنة بالحوار و نتائجه، لكي تستطيع أن تنفذ مخرجاته دون الرجوع للوراء، أو التأثير بثقافة ما قبل الحوار. هذا من جانب الحكومة و من جانب المعارضة إن العقليات التي تعتقد أن السلاح هو الوسيلة التي تؤدي للتغير هي نفسها عقليات لا تساعد علي عملية البناء و التنمية، لأنها عطلت عقلها في فترة تاريخية، و ستظل تؤمن إن أية تغيير يحدث في المجتمع، لابد أن تدعمه القوة، لذلك ستظل أسيرة لهذه الثقافة، و إذا وصلت لقمة السلطة فليس أمامها غير أن تسير علي ذات المنهج الشمولي، أي أن تعلي من الأجندة الأمنية، فتتبدل الشعارات من شعارات ديمقراطية تنادي بحق الحرية إلي شعارات تنادي بالتأمين الأمني، و تصادر الحريات و تعطل الممارسة الديمقراطية.
صحيح في أية مجتمع تتباين المصالح، و يصبح الصراع دائرا علي هذه المصالح، و لكن هناك المصالح الذاتية، و المصالح العامة التي تقوم علي شروط تتفق كل القوي عليها، و تكون في وضع احترام من الجميع، و هذه لا تحصل إلا بتوازن القوة في المجتمع، و لكن أية خلل في توازن القوة سوف يؤثر علي أية اتفاق و احترامه. نسأل الله حسن البصيرة.



أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 15 نوفمبر 2016

اخبار و بيانات

  • احتفال مجموعة دعم جامعة الأحفاد بلندن
  • المنتدى الثقافي السوداني بالرياض يقدم محاضرة عن الرواية السودانية
  • بيان ادانة هجوم الاجهزة الامنية على طلاب دارفور بجامعة امدرمان الاسلامية
  • إبراهيم محمود:السودان اصبح رمزاً في رفض الظلم
  • الحزب الإتحادي المــُوحـَد : كامل التضامن مع ُطلابِنا من دارفور
  • بيان هيئة دفاع المحكوم عليهم من الجنوبيين المنسوبين لحركة العادل والمساوة دبجو حول قرار الدائرة ال
  • السينما الأوروبية تحتفل بثمانية سنوات في السودان
  • جهاز الأمن السوداني يُصادر عدد صحيفة (الوطن) والنيابة تُحقق مع الصحفية (تسنيم عبد السيد)
  • كاركاتير اليوم الموافق 14 نوفمبر 2016 للفنان عمر دفع الله
  • بيان شجب وإستنكار من جبهة القوي الثورية المتحدة بخصوص اعتقال الزعيم العمده مصطفي الدود مهدي
  • جهاز الأمن يعتقل الصحفي بـ(الصيحة) محمد أبو زيد
  • حفل تدشين السَّايكوباتية بين الطب النفسي والقانون لشعراني..
  • الصادق المهدي:مبارك الفاضل في وزن الريشة ويلعب دوراً تشويشياً بائساً بمعاونة الوطني
  • قوى (نداء السودان) تتبنى خطة تصعيدية لمواجهة رفع الدعم
  • منح الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي درجة الدكتوراة الفخرية من مجلس علماء ومبدعي مصر

    اراء و مقالات

  • الرفع بالقانون ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • هل نحن في حرب مع العالم؟! بقلم عبدالباقي الظافر
  • القرارات الاقتصادية ومشرط التجاني الطيب بقلم الطيب مصطفى
  • سقطة الراكوبة!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • صدى الذكريات الحلقة الثانية بقلم صالح إبراهيم أنجابا
  • الرحيل الصعب بقلم بدرالدين حسن علي
  • المحقق الصرخي ..يا داعش توحيدكم لله توحيد جسمي اسطوري بقلم احمد الخالدي
  • إرتفاع الدولار .. وواقع الحال.. بقلم محمد سليمان
  • الأمانة العامة لمجلس الوزراء, كيان يحتاج لثورة تنظيف بقلم اسعد عبدالله عبدعلي

    المنبر العام

  • سقطة (الراكوبة)!!
  • تحقيق- محل للحلاقة يعج بالزبائن وجثث في الشوارع مع تراجع الدولة الإسلامية في الموصل . رويترز
  • البشير: لا حوار مع الحركة الشعبية ولن يتم استيعاب قواتها في الجيش بعد اليوم
  • مريسة تام زين/ تام زينو
  • استكة كلام الله
  • لعناية إلياس فتح الرحمن!
  • اللص حمد ابراهيم محمد لايستحي بالثابتة من الصحفي صابر حامد
  • عاجل... حملة أمنية كبيرة ضد شبكة للإسلاميين في عشر ولايات ألمانية
  • الاستراتيجيات العشرة للحكومات لنشر الخوف في صفوف الجماهير
  • ستعود أمريكا لتحالفها الحربي مع السعودية في صراعاتها في المنطقة
  • كان استلمتوا الحكم تعال قابلني ....
  • يا جماعة عبد القادر سالم دا نصيح ؟؟؟؟
  • خفايا مخطط إضراب الأطباء !
  • البشير من القسم الغليظ بعدم تسليم (الكديسة) إلى إعتقال و تسليم (الداعشي) ..
  • الي ناصر حسين وآخرين
  • واجاز البرلمان اجابة وزير المالية بشأن القروض الاجنبية بالإجماع.يا خيبة حكومتك ياسودان
  • لُغةُ التائهِ
  • شاهد وأضحك على دونالد ترمب وهو على مقعد الشوي، خصوصا مداخلة Snoop Dog
  • إختفاء طفلة سودانية في ظروف غامضة بالدمام (صورة للمساعدة في البحث ) ..
  • فيديو (دقيقتين!) مع سهير البابلي يلخص ما فعلته الانقاذ في ٢٧ عام!
  • هل الرجل هو فعلا هو صنيعة المرأة؟
  • في إطار الدعوة للتدوين: وعظتنا النملة في صالون تجميل!
  • نقابة المهن العلمية بجمهورية مصر تكرم النابغة ايلاف صلاح غريبة.
  • أذكي الخطب الانتخابية
  • بالصور طلبة جامعة الخرطوم يعلنون تضامنهم مع دكتور عصمت
  • صحيفة أسترالية: ألمانيا تخطِّط لإرسال المهاجرين لأوروبا إلى مصر.. والقاهرة تفاوض للحصول على امتيازا
  • مشنقة "شوق الدرويش" مقال لأستاذي فيصل محمدصالح
  • الله يرحمك يا قوين اييفل Gwen Ifill
  • طلب مساعدة: بريطاني يبحث عن أسرة صالح عبد الله سلطان بالسودان
  • رأي هوربوست: تقرير حقوقي شهري يخلص إلى تدهور مُريعٍ في الأوضاع السودانية
  • يا كبارالمعلمين وأئمة التائهين بالاسافير ومحبي الجمال في ليلة القمرة الكبيرة
  • أتدخل الحركةالشعبيةالقصر(حاكمة)كما دخلته أول مرةسواءتظاهر(أهل السودان)أم تكهفوا؟
  • السجن أو الإعدام لمحترفات "الخرفنة" جدل في السعودية حول عقوبة الفتاة التي تخدع شاباً على الإنترنت
  • أنت الفشل -مقال سهير عبد الرحيم
  • 95 قرشاً مع العشاء الفاخر .. فرقة الأفارقة بقيادة كيلة العظيم ..