*قبل أكثر من (25)عاماً صرخنا (دنا عذابها).. *والآن نصرخ - وأمامنا خارجيتنا - (أرفعوا العقوبات).. *والفترة الزمنية بين الصراخين شهدت تحدياً وعناداً ومكابرة.. *كنا نصر على أن العقوبات الاقتصادية لا تؤثر فينا.. *وأن أمريكا لا تستطيع أن تُملي علينا ما يمس سيادتنا الوطنية.. *وأننا أحرار نفعل ما نراه مناسباً لوطننا دون تدخلات.. *وكتبنا نحن كثيراً نطالب بضرورة التخلي عن نهج (اتحادات الطلاب).. *فأمريكا ليست نميري الذي كنا نفاخر بعنترياتنا ضده.. *وقبل أيام عرضت (الجزيرة الوثائقية) جانباً من مواجهات الطلبة معه.. *وتحدث بعض قادة العمل الطلابي من الإسلاميين.. *وحكى الجميعابي كيف إنه صرخ في وجه نميري خلال لقاء طلابي.. *وروى آخرون نماذج مماثلة أغضبت زعيم (مايو) جداً.. *ولكن الغريبة إنه لم يأمر بإطلاق رصاصة (حية) واحدة تجاه الطلاب.. *كل الذي يفعله أنه يترجل عن المنصة ، ثم يذهب مغاضباً.. *فلما دانت السلطة لهؤلاء- من بعد- أرادوا إدارة السياسة بالعقلية ذاتها.. *عقلية اتحادات الطلبة التي قوامها التحدي والتآمر و(الفهلوة).. *والآن يدفعون ثمناً غالياً جراء هذا (اللعب مع الكبار).. *وصحيح أن العقوبات يقع أثرها المباشر على المواطن السوداني المسكين.. *ولكنها مست (عصب) النظام نفسه- هذه الأيام- و(عظمه).. *وتدهورت أوضاعنا إلى حد تعالى معه همس عن (تعويمنا للجنيه).. *وفشلت كل معالجاتنا الاقتصادية في احتواء آثار الكارثة.. *ومعالجة الاقتصاد إنما تبدأ بمعالجات سياسية لا نحب استحقاقاتها.. *وإنما نكتفي فقط بـ(شوية رتوش) ثم ننتظر نتائج (فهلوتنا).. *وحكومات الغرب لا تتعامل بأمزجة ساستها ، وإنما دراسات مؤسساتها.. *والدراسات تغوص في عمق التفاصيل ولا تأخذ بالشكليات.. *ففي هذه الدول لا فرح لمسيرات تأييد، ولا غضب من هتاف (حكومة الجوع).. *ثم لا أماني معلقة في الهواء يبشر بها المسؤولون الشعب.. *ووزير ماليتنا السابق كان قد بشرنا بقرب إلغاء الديون على بلادنا.. *وكتبنا حينها نتساءل (بأمارة إيه؟) ، وصدقت توقعاتنا.. *ثم بشرنا وزير المالية الحالي برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان.. *وتلفتنا نبحث عن مؤشرات (واقعية) فلم نر سوى (أمنيات).. *فنحن ما زلنا نعمل بذهنية اتحاد طلاب (الجميعابي) أيام نميري.. *وأول العاملين بها وزارة خارجيتنا التي لم يتجن عليها حسن عابدين.. *فقد وصف السفير السابق دبلوماسيتنا بالسذاجة.. *فهوجم بحسبانه من أتباع الرئيس المخلوع جعفر نميري.. *الرئيس الذي كان (يتقبل) هتافات طلاب الأمس، قادة اليوم.. *فهل يتقبلون هم الآن الهتاف نفسه في (زمن البوش)؟.. *هتاف (لن تحكمنا حكومة الجوع؟!!). assayha