*سمية كانت تحتفظ بالمعدات الطبية لليوم الأسود.. *واليوم الأسود هو مثل أن يضرب الأطباء فيصبح تهديداً سياسياً.. *وكأن إنقاذ (الإنقاذ) أهم عندها من إنقاذ المرضى.. *فهنالك مرضى كانوا في أمس الحاجة لهذه الأجهزة ولم يجدوها.. *ولم يجدها الأطباء كذلك لعمل اللازم تجاههم.. *ولم تجدها وزارة صحة ولاية الخرطوم أيضاً لإسعاف الموقف.. *فكانت النتيجة أن مات مرضى لعدم إسعافهم.. *وتعرض أطباء للضرب بمظنة تقصيرهم في أداء واجبهم الإنساني.. *فكان من الطبيعي أن يعلنوا إضراباً (مشروعاً).. *وهنا استشعرت الحكومة الخطر فعملت على تحريك وزارة الصحة الاتحادية.. *واستشعرت الوزارة الخطر فعملت على تحريك سمية.. *واستشعرت وزيرة الدولة الخطر فعملت على تحريك الأجهزة بليل.. *فأن يموت أناس جراء نقص الأجهزة (ما مشكلة).. *وأن يتعرض أطباء لاعتداءات بسبب هذا النقص (ما مشكلة برضو).. *ولكن أن تتعرض (الكراسي) للخطر فهذه مشكلة كبيرة.. *رغم أن الأطباء- كما وضح بعد ذلك - لم تكن لهم أجندة سياسية.. *ولم تفلح كل محاولات المعارضة لامتطاء ظهورهم.. *ولم تحد مطالبهم عن توفير الأجهزة وتحسين الأوضاع ووقف التعدي.. *فلماذا لم تلتفت الدولة إلى الأطباء إلا بعد أن أضربوا؟.. *لماذا لم يحرك فيها ساكناً تعرضهم لضرب متواصل من تلقاء نظاميين؟.. *ولماذا لم تتأثر لوفاة مواطنين بسبب نقص الأجهزة؟.. *لا إجابة منطقية عن هذه الأسئلة سوى أن الحكومة فاقدة للشعور.. *فهي لا تحس ولا تشعر ولا تهتم سوى بنفسها.. *وأي اهتمام تبديه نحو الآخرين - عند الضرورة- هو محض تمثيل.. *وكمثال على ذلك هرولة بعض المسؤولين تجاه المشافي.. *وتظهرهم الكاميرات وهم يتظاهرون بالاستماع إلى شكاوى المرضى.. *وهم يتحدثون مع نفر من الأطباء باهتمام مصطنع.. *وهم يؤكدون للإعلام حرص الدولة على صحة المواطن بعبارات جوفاء.. *وتهرول سمية يميناً وشمالاً لتوزع الأجهزة الطبية.. *ولا تخبرنا أين كانت مخبأة طوال فترة مأساة (المرضى والأطباء).. *فمن المؤكد أنها لم تُستورد بين عشية وضحاها.. *وأن من كان يعلم مكانها هي وزيرة الدولة بوزارة الصحة الاتحادية.. *وانها لم تكن تعاني عطباً بدليل أنها اشتغلت (طوالي).. *وعندما أضرب الأطباء تذكرت سمية أكد الأجهزة المكدسة فهرولت.. *فالإضراب قد يأخذ منحى سياسياً يهدد الكراسي.. *ومن هذه الكراسي (الحلوة) كرسيها هي ذاتها.. *وبدلاً من أن تُساءل عن هذا التقصير تجد ثناءً من بعض الزملاء.. *والذي يستحق الثناء إنما هو (اليوم الأسود!!!). assayha