*هاتفني ناطق باسم جهة- ليست (الأمن)- محذراً.. *أو في الحقيقة هو استخدم أقل كلمات التحذير غلظة ، وأكثرها أدباً.. *كان ذلك مساء الأول من أمس وأنا أتأهب للنوم.. *وطار النوم من عيني تفكراً في الموضوع الذي حذرني من تناوله.. *فما أجملها من فكرة هذه التي حُذرت منها.. *بل هي في جمال التي خطرت لجرير وهو يهجو غريمه (الراعي).. *ولم يكن في ذهن جرير عدوه اللدود الفرزدق وقتذاك.. *ولكن الفرزدق هو الذي أوحى إليه بالفكرة عبر (حركة) قصد عكسها.. *فجرير لما بلغ بيتاً بعينه غطى الفرزدق عنفقته.. *فاسترعت الحركة انتباه جرير فسكت بعد قوله (بها برص بجانب.....).. *والكلمة التي وضعت مكانها نقاطاً سكت عنها عمداً.. *أما العنفقة فهي الشعيرات التي بين الشفة السفلى والذقن.. *ثم مضى قائلاً (كعنفقة الفرزدق حين شابا).. *وحل شطر البيت المرتجل هذا محل الذي في أصل القصيدة.. *فندم الفرزدق على حذر أتى بنتيجة عكسية.. *ولكن اليوم هو بداية النهاية لفعاليات الحوار الوطني.. *النهاية التي قد تفضي إلى وضع سياسي جديد في البلاد.. *أو قد يكون نهاية البداية كفيلم يوسف شاهين الذي أعجب النقاد.. *وما أعجبهم فيه هو كلمة (البداية) عوضاً عن (النهاية).. *فمجريات أحداث الفيلم - كما في الحياة- قد تكون ذات بدايات متجددة لنهاياتها.. *وكذلك فيلم الحوار الوطني لا ندري كيف تكون نهايته.. *أهي نهاية سعيدة لسنوات أسيفة؟.. *أم بداية فاصل جديد من مسلسل (نقض العهود والمواثيق)؟.. *ومن ثم أكون محقاً في وصفي له من قبل.. *وأعني حين وصفته بأنه (الحمار الوطني) في مستهل انعقاد جلساته.. *الحمار الذي علمه (التكرار) إلى أين تنتهي خطواته.. *ولكني بدلت رأيي عندما تلمست قدراً من الجدية لم أعهده في الإنقاذ قبلاً.. *جدية لا دخل للمعارضة بها.. *جدية سببها كثرة (الضغوطات) الخارجية لا الداخلية.. *وتخطئ المعارضة إن ظنت أنها تشكل أي قدر من الضغط على الإنقاذ.. *هي فقط الوسيلة التي تقود إلى الغاية.. *والغاية هي استرضاء المجتمع الدولي ليخفف من حصاره الخانق.. *فالجنيه يترنح ، والاقتصاد ، والصناعة ، و(الحال).. *وإن لم تقابل المعارضة هذه الجدية بمثلها فستكون مثل الحمار (إياه).. *الحمار الذي ظن أن الأسد هرب خوفاً منه فطارده.. *ولم يدر أنه إنما خاف من صليل أجراس مثل التي يقرعها الغرب الآن.. *وحمار المعارضة لا يتعلم من كثرة أخطائه و(أوهامه).. *وهذه فرصته الأخيرة بعد أن بلغ (الميس!!!).