28 زائر 29-07-2016 admin *أحاول الهرب من السياسة كعادتي اليوم الجمعة.. *ولكن أشياء كثيرة تصطخب في رأسي على نحو لم آلفه من قبل.. *هي أكثر من قدرتي على لملمة أطرافها.. *فحين تكون الأشياء في حدود المعقول تضحى لملمتها ضرباً من الفن.. *وأنا هنا فشلت في لملمة (أشيائي) بفن.. *ولكن عندما تتجاوز حد المعقول تصير مثل مسلسل (أوشين).. *فهو مسلسل يُنسيك بعضه بعضا لتبعثر خيوط حبكته.. *وعكسه تماماً ما فعل أسامة أنور عكاشة في (ليالي الحلمية).. *فهناك - مثلاً- حديث والي الخرطوم عن (الإنذار المبكر).. *فهل الخريف يأتينا فجأة مثل (طائرات إسرائيل)؟!.. *وهل سحبه محتاجة إلى (رصد بالنظر)؟!. *ثم هل المشكلة في الرصد أم (ما بعد الرصد)؟!.. *ونغالب شهوة قلمنا ونقف به عند هذا الحد وفي حلقه غصة.. *ونجد كمال عبد اللطيف في عزاء الزميل الراحل حسن البطري.. *ونتذكر إعراضنا عن دعوات منه سابقات.. *دعوات إلى ولائم سمك بأم درمان رغم حبنا للحوت.. *فقد ظننت- بكل إثم- أن تقربه إلى الصحافيين هو (لشيء في النفس).. *نفس الوزير أو المسؤول أو الوالي ، لأغراض الدعاية.. *ثم ألاحظ أن علاقاته الصحافية لم تنقطع رغم انقطاع صلته بالحكم.. *فهو دائم التواصل الاجتماعي معهم في كل المناسبات.. *وفي مناسبة عزاء البطري يتلقى العزاء ، منهم ومعهم وعنهم.. *ويتضح لي أن التبسط (طبع) فيه لا (تطبع).. *ونواصل في مسعى يائس للملمة الأشياء ، ونعجز.. *ويجاورنا الزميل عبد الباقي الظافر.. *ويسألنا إن كنا رفعنا عن أنفسنا (الحظر التلفزيوني) أم ما زال سارياً.. *فهو يريد استضافتنا في برنامجه الناجح.. *ولا نصفه كذلك من باب التملق وإنما لأنه ناجح فعلاً.. *وسبب نجاحه بساطته وعفويته وتلقائيته.. *فهو يتميز بالذي تفتقر إليه البرامج المماثلة كافة في زماننا هذا.. *ونعطيه موافقة مبدئية وفي النفس شيء من تردد.. *فليس لدينا ما نضيفه ويمكن أن يمثل إضافة ذات فائدة.. *ومن قبل قدمت سهرة تلفزيونية لم أحس بأنها حوت (قيمة مضافة).. *ودخلت الإشادات بأذن وخرجت من الأخرى.. *بما فيها التي كانت من تلقاء صديقي مخرج البرنامج أنس العاقب.. *ونقفز إلى (أصل) أشياء كلمتنا المبعثرة هذه.. *إنه (الأصيل) البطري الذي نعيته البارحة على صفحتي في الفيس.. *وما زلت أذكر صوته (الهامس) وهو يهاتفني ذات مساء.. *ويقول بأدبه المعروف (أنت مطلوب حياً أو ميتاً).. *و(أحيا) معه زمناً جميلاً في "الصحافة".. *ويبقى هو جميلاً (حياً أو ميتاً !!!).