*كثيرون يقرأون القرآن ولا يفهمونه.. * وإن فهموه لا يتدبرون آياته.. * وإن تدبروها لا يعملون بها .. *فمن حكامنا من يقرأ آيات النهي عن القتل.. * وأعني حكام المسلمين في عهود ما بعد الخلافة الراشدة.. * يقرأون عن قتل النفس في غير حدود الله.. * يقرأونها آناء الليل وأطراف النهار أثناء صلواتهم.. * أو يسمعونها وهم يصلون في المساجد.. * يصلون وأمارات التقوى (ترتسم) على وجوههم.. * ورغم ذلك يقتلون من أجل كراسي السلطة.. *يقتلون ببساطة دون أن (يسهر) لهم جفن.. * فشهوة الحكم تلغي عقولهم .. * ولكن هنالك شعوباً تلغي عقولها أيضاً .. * يلغي أفرادها عقولهم ليصير عقلاً جمعياً مغيباً.. * يلغونها بلا سبب سوى داعي الكسل عن (إعمالها).. * فما دام هنالك من يفكر بالنيابة عنهم فلماذا يجهدون عقولهم؟.. *أو من يُنجز عوضاً عنهم.. *وبهذا يصنعون فراعينهم وكبراءهم و(شيوخهم).. *ويحكي لنا القرآن قصة فرعون مع قومه.. *كيف أنه استخف قومه فأطاعوه.. *ويبلغ الاستخفاف حد إيهامهم بأنه لا يعلم لهم إلهاً غيره.. *ويصدقونه مثل تصديق المريد لشيخه.. *فهو الذي يضر وينفع، ويُشقي ويُسعد، ويُفقر ويُغني.. *بل هو الذي يهب الذرية لمن كان عقيما.. *ويكاد الناس يسيرون بلا رؤوس فوق أكتافهم.. *أو بلا عقول داخل هذه الرؤوس.. *وفي بلادنا نوشك أن نكون (شعب كل حكومة).. *وفي أرشيف التلفزيون صور حشود جماهيرية لكل رئيس.. *الأزهري، عبود، نميري، الصادق.. *بل حتى ملكة (الاستعمار) حظيت بحشود خرافية عند زيارتها الخرطوم.. *فإن جاء من (يستخفنا) بحشد مضاد (انحشدنا) له.. *و(ننحشد) كذاك وراء ما جرت عليه العادة.. *فهي (تستخفنا) بحسبانها خلاصة ما توافق عليه من هم أفضل منا.. *هي شيء مثل تجنب الاجتهاد الديني.. *فهو قد توقف عند حدود (الجمهور) الذين لا أحد منهم حياً بيننا الآن.. *هو مات بموت جمهور العلماء هؤلاء.. *ولكن الله يريد منا أن نتدبر، أن نتفكر، أن نتبصر.. *ألا تكون على قلوبنا أقفالها.. *ومما نتدبره أن القتل والظلم والقهر باسم الدين حرام.. *وإن اتباع (سادتنا) بغير وعي لا يعفينا من المساءلة يوم الحساب.. *وإن (استخفافنا) لا يتم إلا بسبب (خفة عقولنا).. *وإنه لولا خفة العقل هذه لتفكر الناس في مصير (المستخفين) بهم.. *فهم تزول (عظمتهم)- أياً كان نوعها- بزوالهم.. *وأين هي (عظمة مايو) الآن؟!! assayha