في رسم القرآن بقلم فيصل محمد صالح

في رسم القرآن بقلم فيصل محمد صالح


07-03-2016, 03:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1467557330&rn=0


Post: #1
Title: في رسم القرآن بقلم فيصل محمد صالح
Author: فيصل محمد صالح
Date: 07-03-2016, 03:48 PM

02:48 PM July, 03 2016

سودانيز اون لاين
فيصل محمد صالح-sudan
مكتبتى
رابط مختصر



أفق بعيد

مشاغل الدنيا وزحمة الحياة لا تتيح للإنسان العادي الفرصة للقراءة المتمعنة في القرآن الكريم وأصول الكتب الدينية، إلا في هذا الشهر المبارك، حيث درج الناس على اقتطاع جزء من وقتهم وتخصيصه لقراءة كتاب الله.
في كل عام وخلال شهر رمضان المبارك يقفز إلى ذهني سؤال، أقرر البحث فيه، ثم تأتي هذه المشاعل مرة أخرى فيختفي السؤال. عزمت عليه هذه المرة وتوكلت على الله لأطرحه للنقاش.
هناك كثير من الكلمات في القرآن الكريم يأتي رسمها في المصحف مخالفاً لقواعد اللغة التي درسناها وعرفناها، فما هي المرجعية التي تستند إليها، خاصة إذا كان العلماء قد اتفقوا على أن المصحف قد تم جمعه وكتابته في عهد سيدنا عثمان بن عفان، وما قبل ذلك كان سماعياً. ويمكن رصد كثير من مثل هذه الكلمات.
في سورة الغاشية، وفي الآية "فذكر إنما أنت مذكر* لست عليهم بمصيطر" حيث تأتي مصيطر بالصاد، بينما هي في قواعد اللغة بالسين. وتكتب ينشأ في سورة الزخرف "ينشؤا"، وفي نفس السورة تكتب تسألون "وسوف تسئلون".
وفي سورة الروم تأتي الآية "فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون" حيث تكتب فطرت، وهي اسم، بالتاء المفتوحة بدلاً من التاء المربوطة حسب القواعد المعروفة للغة. وهناك كثير من النماذج الأخرى.
هذه الطريقة مربكة في القراءة وفي فهم قواعد اللغة وحجيتها، وإن كانت قواعد الرسم العثماني للقرآن تعلو على قواعد اللغة، فيفترض تضمينها ضمن القواعد.
بالبحث في بعض المراجع حول مدى إلزامية وحجية الرسم العثماني الذي تكتب به المصاحف ، وجدت أن هناك ثلاثة آراء:
المذهب الأول: أنه توقيفي لا تجوز مخالفته، وذلك مذهب الجمهور. وتوقيفي هنا تعني إلزامي
المذهب الثاني: أنه اصطلاحي فتجوز مخالفته، وعليه ابن خلدون في مقدمته ، والقاضي أبو بكر، ودليلهم: أن الله سبحانه وتعالى لم يفرض على الأمة شيئاً في كتابته، ولم يرد في السنة والإجماع ما يوجبه. ولقد نوقش هذا المذهب بأدلة تضعفه وتقلل من منطقيته.
المذهب الثالث : تجب كتابة المصحف للعامة على الاصطلاحات الشائعة عندهم، ويجب - في ذات الوقت -المحافظة على الرسم العثماني بين الآثار الموروثة عن السلف. وهذا الرأي : يحتاط للقرآن الكريم من ناحية إبعاد الناس عن اللبس، ومن ناحية إبقاء الرسم المأثور ليقرأ به العارفون به.
وتقول بعض التفسيرات إن المصحف تمت كتابته على أكثر من لغة وقراءة، بينما تذكر أخرى أنه تمت كتابته على لغة قريش.
أظن أن هذا الموضوع يحتاج لنقاش وتوضيح وتفسير من المتخصصين في الأمر، كما يحتاج - قبل ذلك - سعة أفق تستهدف التيسير على الناس في أمور دينهم، ومواكبة العصر.
altayar


أحدث المقالات
  • قطار الوالي ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • بطاقات عيد سنة وشيعة بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • أخلاق أنبياء !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • التديّن المنقوص بقلم الطيب مصطفى
  • الزمن الجميل: بتاع الساعة كم! بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • مهلاً مجلس الصحافة بقلم نبيل أديب عبدالله
  • الاسلام والحكم بقلم * د بابكر اسماعيل