الاحزاب السياسية السودانية : جزء من الأزمة ام جزء من الحل ؟ بقلم عادل عبد العاطي

الاحزاب السياسية السودانية : جزء من الأزمة ام جزء من الحل ؟ بقلم عادل عبد العاطي


06-29-2016, 05:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1467217561&rn=0


Post: #1
Title: الاحزاب السياسية السودانية : جزء من الأزمة ام جزء من الحل ؟ بقلم عادل عبد العاطي
Author: عادل عبد العاطي
Date: 06-29-2016, 05:26 PM

04:26 PM June, 29 2016

سودانيز اون لاين
عادل عبد العاطي-
مكتبتى
رابط مختصر


يطرح بعض الناشطين اسئلة عن دور الاحزاب السياسية في الازمة السودانية ، وهل هي طريق لحل الازمة ام جزء منها ؟

من هذه الاسئلة ما طرحه الاستاذ الرفاعي عبد العاطي حجر حين كتب : ((هل وجود الأحزاب السياسية بهذا العدد الكبير في السودان ، ونعلم ان اغلبها حديث التكوين وآخر منسلخ من آخرين ، هل ذلك يصب في صالح الثورة المبتغاة والمنشودة ام يعيق ذلك ؟))
في تقديري ان الاجابة ان ذلك يعيق بكل تاكيد . فحال احزابنا لا يسر لا صليحا ولا قادحا . بعض هذه الاحزاب السياسية نشأت لمجد شخصي وبعضها واجهات قبلية او اسرية. بعض الاحزاب انتهازية تماما تسرق جهد غيرها واسمهم ونضالاتهم. بعض احزابنا هي مجرد واجهات او امتدادات لاحزاب خارجية قومية او اممية. بعضها يرى حل المشكلة السودانية في الخارج وباريس او لندن او برلين اقرب له من الضعين او طوكر او سنار.
بعض هذه الاحزاب متمترس ايدلوجيا بحيث لا يقبل اي تنازل للالتقاء والتوحد مع من هم اقرب اليه برامجيا . بعض الاحزاب مصنوع من طرف السلطة واجهزتها واموالها. بعضها الاخر مصنوع من احزاب اخرى تريد ان تكبر كومها باضافة احزاب هزيلة ومصنوعة لتحالفاتها ومرات تصنع احزاب على شخصية واحدة وتركب لها . كما ان بعض الاحزاب تعيش خارج التاريخ وتدير امورها بديكتاتورية منقطعة النظير لذلك حق التمرد عليها والخروج عنها كجزء من الواجب الاخلاقي والديمقراطي .
وفي الحقيقة ان الازمة ليست في كثرة الاحزاب وتشرذمها فقط ، وانما انها في غالبيتها العظمى تفتقد للمؤسسية والادارة الحكيمة وتفتقد الديمقراطية الداخلية وليست لها نظم حاكمة واضحة او برامج. وحتى تلك التي لها نظم او برامج لا تتقيد بها في عملها اليومي وتعيش وفقا لمبدأ رزق اليوم باليوم ووفق قواعد الانتهازية السياسية وتقلب المواقف والتحالفات. فالتشرذم عرض للمرض وليس سببا له.
ما هو الحل اذن ؟ الحل هو اجراء اصلاح ديمقراطي عميق في بنية الاحزاب السودانية وبناء ميثاق شرف لها وان تتوحد الاحزاب الاقرب برامجيا مع بعضها. الحل هو محاربة الانتهازية السياسية وعدم الكفاءة والتسلق السياسي وتسمية الاشياء باسمائها . الحل هو سيادة الشفافية في عمل الاحزاب وصدور تقارير دورية عن نشاطاتها بما فيها تقارير عن اموالها مصدرها وصرفها.
الحل يكمن في تحري المؤسسية وان يكون لنا رأي واضح كناشطين ومثقفين في الاحزاب المصنوعة او احزاب الرجل الواحد ( والمرأة الواحدة) واحزاب الطائفة والقبيلة والاسرة وان نعلنه بوضوح، ذلك حتى لا تختلط العملة الرديئة بالعملة الجيدة وحتى لا "تطم" بطن شعبنا من هذا العبث السياسي.
اخيرا فلنعلم انه لا نظام ديمقراطي مستقر دون احزاب سياسية ، ولكن الوصول لهذا النظام لن يتم وفق احزابنا الحالية . فلنقم بالاصلاح في داخلنا اولا لنقنع الجماهير اننا البديل الافضل. ففاقد الشيء لا يعطيه.
عادل عبد العاطي
امين امانة الاعلام المكلف
الحزب الديمقراطي الليبرالي
٢٩/٦/٢٠١٦
أحدث المقالات
  • جادين .. لماذا تركت الحصان وحيدا..!؟ بقلم ناصف بشير الأمين
  • الأغلبية المهمشة ومهام بناء الدولة الوطنية الحديثة بقلم الطيب الزين
  • اﺑﺮﺩ .... ﺃﺑﺮﺩﻭ ﺑـ ‏( ﻣﻮﻳﺔ ‏) ﻣﻦ ﻫﺒﻮﺏ ﺃﻭﻟﺆﻳﺎﺗﻨﺎ ﻭﻫﺒﻮﺩ ﺣﺎﺿﺮﻧﺎ ؟ . بقلم ﺃ . ﺃﻧــﺲ ﻛـﻮﻛــﻮ
  • ياوالي الشمالية : هل تسمعنا؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • الامارات العربية موقف عظيم لقادة عظام بقلم سميح خلف
  • الطرق أم البنطلون؟ بقلم فيصل محمد صالح
  • )تحت سمعي وبصري.. وعجزي(!! هي بقلم عثمان ميرغني
  • استقالة الدقير ..!! هي بقلم عبد الباقى الظافر
  • وهوامش حكاية الجمارك هي بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • إسرائيل وأولاد الصادق!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • دبلوماسية الرماد
  • رباعيات أخوان ألقمع ذكرى 30 يونيو1989 شعر نعيم حافظ
  • حكايات تحت الأرض الشيوعية: يا ولد ما تجيب الإبريق بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • عمالة اﻻطفال في السودان بقلم الاستاذة /تماضر عمسيب
  • تائه بين القوم/ الشيخ الحسين/ خواطر حول شهادة الدكتور الترابي علي العصر