استقالة الدقير ..!! هي بقلم عبد الباقى الظافر

استقالة الدقير ..!! هي بقلم عبد الباقى الظافر


06-29-2016, 02:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1467205645&rn=0


Post: #1
Title: استقالة الدقير ..!! هي بقلم عبد الباقى الظافر
Author: عبدالباقي الظافر
Date: 06-29-2016, 02:07 PM

01:07 PM June, 29 2016

سودانيز اون لاين
عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


حينما مر موكب الرئيس رأى تجمعات احتجاجية في بعض الطرقات ..مرافق الرئيس يرد على استفسار الرئيس موضحاً بأن بعض الناس غاضبة من زيادة السكر ..غضب الرئيس من غضب الناس واستنكر احتجاجهم على تقديراته الرئاسية.. جمع الرجل قادة الاتحاد الاشتراكي وقدم لهم مبررات الزيادة ثم فتح باب النقاش.. انتصب الصحفي الراحل عبدالله عبيد معدداً سلبيات قرار زيادة السكر وآثاره على حماية مكتسبات الثورة ومطالباً الرئيس بإلغاء القرار قبيل مغادرة الاجتماع الصاخب.. انفعل نميري وأعلن من على المنصة استقالته من جميع مناصبه في الحزب والدولة.. حدث هرج ومرج.. صحفية شابة في تلك الأيام كاد أن يغمى عليها من فرط الصدمة..في اليوم التالي عاد نميري لممارسة عمله المعتاد ومرت الزيادة تحت وقع قنبلة الدخان التي صنعها المشير .
ربما التاريخ يعيد نفسه..أمس الأول حول الدكتور جلال الدقير حفل إفطار رمضاني قاد إلى حدث كبير.. الطبيب المتخصص في أمراض المناعة استشعر أن مناعة حزبه الذاتية بدأت تخور.. حيث أن في ذات التوقيت كانت مجموعة أخرى تقودها إشراقة محمود تنظم إفطاراً مشابهاً في ذكرى رحيل الشريف الهندي ..دون مقدمات أعلن الدكتور الدقير الأمين العام للحزب الاتحادي المسجل استقالته من كافة مناصبه بما فيها عمله كمساعد لرئيس الجمهورية ..تكرر ذات السيناريو فحدث هرج ومرج.. الدكتور أحمد بلال وزير الإعلام وأبرز مساعدي الدقير قاد هتافات الحب في وجه الدقير.. القيادات الممسكة بمناصب رفيعة أو غير رفيعة تبارت في بذل فروض الطاعة والإصرار على سحب الاستقالة التي لم تكتب بعد.
نجح الدقير في خطف الكاميرا من المجموعة المنافسة..كما كسب في ذات الوقت تعاطف الآخرين خاصة حينما تحدث عن ظروف صحية وراء الدفع بالاستقالة..لكن الدقير سياسي قدير ويعرف أن الاستقالة من العمل التنفيذي لا تطلق في الهواء الطلق ..وأن رئاسة الجمهورية لا تخاطب من موائد رمضان العامرة..حتى التنحي من زعامة الحزب لا يحدث بهذه الصورة الدرامية.. الدقير يدرك أن منصب رئيس الحزب شاغر منذ عشرة أعوام تزيد ولا تنقص..وأن المؤتمر العام للحزب الاتحادي ظل حلماً بعيد المنال.. لو أن الرجل جاد في مغادرة المسرح لشرع في إعادة البيت الاتحادي بهدوء وأعاد بناء المؤسسات الغائبة.
في تقديري ..سيستمر الدقير كأمين عام للحزب الاتحادي..بل من الممكن أن يرتقي لمنصب الرئيس الشاغر.. سيحدث كل ذلك برغبة الرجل ورضاء القاعدة الاتحادية ..البيئة السياسة في السودان لم تعرف أدب الاستقالة بشكل شفاف..في الأنظمة الشمولية قرار جمهوري يرفع أقدار رجال وآخر يرسلهم إلى كرسي المعاش غير المريح.. انفصل جنوب السودان ولم يدفع ثمن الخطأ الإستراتيجي أي مسؤول ..مولانا الميرغني يقيم منذ سنوات في شقة ضيقة في العاصمة البريطانية عاجزاً حتى عن أداء صلاة الجماعة رغم ذلك لا يقوى على اتخاذ القرار الصعب بتسمية ولي العهد زعيماً للحزب..لم تنته الحقبة الترابية في السودان إلا برحيل مؤسسها بغتة.
بصراحة.. ترسيخ أدب الاستقالة وتفعيل المحاسبة السياسية سيكون اللبنة الأساسية في مسار الإصلاح السياسي في السودان.



akhirlahza

أحدث المقالات

  • واذا اهل دارفور سئلوا باي ذنب قتلوا الحلقة ( 7) بقلم / الاستاذ / ابراهيم محمد اسحق
  • مشاكل اليوم ما بدها حل أمبارح دولة الحزب جنين الظاهرة الستالينية عرض محمد علي خوجلي
  • الجنجويد مروا من هنا! بقلم عثمان محمد حسن
  • مقتتطف من كتاب رواية ـ فتي وأختآن بقلم ه ل زاهر الساداتي
  • قنصليات وملحقيات تمثيلنا الدبلوماسي بالخارج فاشلة "سفارة السودان بمصر نموذج" ..! بقلم د. عثمان الوج
  • الحصاد المر للربيع العربي ( 4 ــــ 4) تحولات النخب وحراك اجتماعي جديد
  • الحكم للجمهور! بقلم كمال الهِدي
  • رداً على مقال الأستاذ أبوبكر القاضي بقلم عثمان محمد حسن
  • دعوني .. احلم كيف اشاء ..فالحلم ليس ( بفلوس) .!!؟؟؟؟؟؟؟ بقلم محمد فضل ........!!!!!!! - جدة -!!!
  • الى أمين حسن عمر ( عرضحال ) بقلم عصام جزولي
  • سلام هى حتى مطلع الفجر بقلم ماهر إبراهيم جعوان
  • هاروت وماروت، الهجان، كلينتون .. ومكشوفين الحال! بقلم رندا عطية
  • الترابيون : الخوض بجرأة لايملكها العارفون!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • موائد رمضان الدسمة في قصور حكام السودان للاتحاد الوطني للشباب بقلم جبريل حسن احمد
  • الشيخ الترابي يموت مرتين بقلم محمد الحسن محمد عثمان
  • ( زول ناجح ) بقلم الطاهر ساتي
  • الاتفاق التركي الاسرائيلي وتطلعات حماس بقلم سري القدوة
  • في مفترق الطرق بقلم فيصل محمد صالح
  • أجراس الإنذار.. قبل فوات الأوان!! بقلم عثمان ميرغني
  • دبلوماسية أبو شنب بقلم عبد الباقى الظافر
  • مقولات كاذبة !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • خواطر من وحي حريق مدينة واو بقلم الطيب مصطفى
  • رسالة تهديد : ما بين خراب ديار أهلكم .. ومضة عين .. ! بقلم لبنى أحمد حسين
  • أفي العراق الحق زهق ؟؟؟. من طنجة كتب مصطفى منيغ
  • حرب البسطات ومعارك الباعة الجوالة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • استمرار الحروب في الاطراف و المعارضة من الخارج هى التي ( تطيل عمر النظام ) !! بقلم ابوبكر القاضي