مقتتطف من كتاب رواية ـ فتي وأختآن بقلم ه ل زاهر الساداتي

مقتتطف من كتاب رواية ـ فتي وأختآن بقلم ه ل زاهر الساداتي


06-28-2016, 07:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1467139799&rn=0


Post: #1
Title: مقتتطف من كتاب رواية ـ فتي وأختآن بقلم ه ل زاهر الساداتي
Author: هلال زاهر الساداتى
Date: 06-28-2016, 07:49 PM

06:49 PM June, 28 2016

سودانيز اون لاين
هلال زاهر الساداتى-
مكتبتى
رابط مختصر


يصدر قريبا"
كصفحة السمآء الزرقآء الصافية كانت الع قة بين ا صدقآء ا ربعة يقطعها برق منذر أو يهزمها رعد قاصف و تنال منها تقلبات ا حوال وصروف الزمان ، كانوا أبنآء حي واحد وفي أسنان متقاربة وم ئمة في الميول أ قلي ، وفي تلك ا يام الخالية كان ما يجمع الناس من أواصر قوية تشد بينهم ما يشبه جذب المغناطيس الي ذرات الحديد وكانوا يفترقون أ عندما يحين موعد الهجوع الي النوم في شطر مقدر من الليل ، وأن غاب واحد منهم أو أثنان مر ما كان يبقي أثنان آخران أو ث ثة معا" ، ومع كل هذا ا نسجام في المزاج والميول فأنه لم يصل الي حد التماثل ، وكما يقول المثل السلئر ( يخلق من الشبه أربعين ) فقد يصدق هذا في م مح الوجه أو الجسد ولكن يختلف في الطباع والسلوك حتي بين التوائم .
كان صاحبنا صابر ورفاقه الث ثة في المرحلة الثأنوية من الدراسة ، واجتازوا مرحلة البلوغ ألي مرحلة المراهقة حيث تنبت ا ماني الجميلة وتنبثق التطلعات الرحيبة وتتفتح القلوب البكر كزهرة من أكمامها نحو الجنس ا خر وتغلب الرومانسية علي المشاعر ، ويظن الفتي أن بمقدوره أن يغير المألوف ويأتي بما لم تستطعه ا وآئل ،وتختلط أح م يقظة الصبية بأفعال الرجال ، وفي ذلك الزمان من منتصف القرن العشرين كانت أعراف الناس مرعية وكانت قلوب الناس عامرة بالثقة بين الجيران و بين ا قارب والغربآء حتي أن الجار يفتح فجوة في الجدار الذي يفصله عن جاره يسمي ( النفآج ) حتي يتم التواصل بين ا سرتين بدون حاجز ، وينتقل ا طفال مع بعضهم ، والنسآء للونسة أو أستعارة ماعون أوأخذ بصلة أو حفنة من الملح والبهارات أو قليل من الزيت أو السمن ، وفي هذا الجو المفعم بالود والبرآءة كان من الطبيعي أن يختلط البنآت الصغيرآت مع ا و د الصغار وأن تنشأ أنجذابات شخصية بين الطرفين ولكن تحف بها البرآءة والعفة .
كان صابر صبيا" حسن الصورة خفيف الظل صاحب شخصية قوية ذات منحي قيادي ، وكان يهتم بهندامه وأناقته ،فكان يرجل شعره ويدهنه بدهان معطر وربما يجعل فرقا" في جانب منه ، وكان يكوي قميصه وردآءه بالنشا ، وكان محبوبا" من رفاقه ومن أهل الحلة ، وكان هو وأقرانه من ا و د يشتركون في عصر كل يوم في لعب كرة القدم ويسمونها ( كورة الشراب ) وهي كرة يصنعونها من جورب قديم يحشونه بالقطن وخرق من الم بس القديمة ، وكان
ملعبهم في الشارع المقابل لمنزل أسرة ضابط جيش متقاعد له عدد من البنات الجمي ت ، والمنزل مثل جميع المنازل في الحلة له بابان أحدهما رئيسي في مقدمة الدار ويدخل منه الرجال والضيوف ، وبابآ آخر في جانب المنزل أقل حجما" لدخول وخروج النسآء ، ومن هذا الباب كانت الصبايا يتفرجن علي لعب الكرة بين الصبية من خ ل فتحات صغيرة أو شقوق في الباب ، وتحس كل واحدة منهن بخيط خفي من ا عجاب يربطها بأحد الصبية ، ومن الجانب ا خر كان كل واحد من الصبية يعرض مهارته في اللعب لعله يحظي بأعجاب أحداهن فلم يكن هناك أخت ط أو لقآء و من سبيل لتبليغ هذا ا عجاب مراعآة للعرف والتقاليد في المدينة ، بينما يسود هذا العرف في الريف والبادية حيث النسآء سافرآت الوجوه ويشاركن الرجال جنبا" الي جنب في ا عمال والغنآء والرقص ، ويحتدم لعب الكرة ويتصايح ال عبون وقبل غروب الشمس يصيحون قائلين قون (هدف) المغربية أخير من مية ) ويشتد اللعب حراز قون المغربية ، وعندما يحدث تعلو أصوات ا بتهاج من ال عبين الفائزين وينفض جمع الصبية آيبين الي منازلهم علي أن يعودوا عصر الغد للعب من جديد ، وكان الصبية في هذا الحي القابع في حضن النيل أو ضمه بالفعل جانب من ضفتيه يؤلف بين اهله وشائج منسابة أنسياب مياهه الحلوة النقية التي تغدق الحياة للخ ئق التي تعيش علي ضفافه ، وكانوا كجسد واحد أن أصاب عضو منه ضر تداعي له سائره با لم وكانوا يسارعون في ا فراح وا تراح يشدون من أزر بعضهم بعضا" ، وآية ذلك مصيبة الموت ، فتري الرجال يهرعون مسرعين الي بيت الميت ، ويخرج الجثمان المسجي علي العنقريب يتداول حمله المشيعون في لهفة وحرص وكل مشيع يريد أن يحظي بحمله حتي تخال أن العنقريب المتأرجح من جانب خر يوشك الميت المسجي عليه أن يقوم قاعدا"....
ه ل زاهر الساداتي 72 يونيو 7102


أحدث المقالات
  • قنصليات وملحقيات تمثيلنا الدبلوماسي بالخارج فاشلة "سفارة السودان بمصر نموذج" ..! بقلم د. عثمان الوج
  • الحصاد المر للربيع العربي ( 4 ــــ 4) تحولات النخب وحراك اجتماعي جديد
  • الحكم للجمهور! بقلم كمال الهِدي
  • رداً على مقال الأستاذ أبوبكر القاضي بقلم عثمان محمد حسن
  • دعوني .. احلم كيف اشاء ..فالحلم ليس ( بفلوس) .!!؟؟؟؟؟؟؟ بقلم محمد فضل ........!!!!!!! - جدة -!!!
  • الى أمين حسن عمر ( عرضحال ) بقلم عصام جزولي
  • سلام هى حتى مطلع الفجر بقلم ماهر إبراهيم جعوان
  • هاروت وماروت، الهجان، كلينتون .. ومكشوفين الحال! بقلم رندا عطية
  • الترابيون : الخوض بجرأة لايملكها العارفون!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • موائد رمضان الدسمة في قصور حكام السودان للاتحاد الوطني للشباب بقلم جبريل حسن احمد
  • الشيخ الترابي يموت مرتين بقلم محمد الحسن محمد عثمان
  • ( زول ناجح ) بقلم الطاهر ساتي
  • الاتفاق التركي الاسرائيلي وتطلعات حماس بقلم سري القدوة
  • في مفترق الطرق بقلم فيصل محمد صالح
  • أجراس الإنذار.. قبل فوات الأوان!! بقلم عثمان ميرغني
  • دبلوماسية أبو شنب بقلم عبد الباقى الظافر
  • مقولات كاذبة !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • خواطر من وحي حريق مدينة واو بقلم الطيب مصطفى
  • رسالة تهديد : ما بين خراب ديار أهلكم .. ومضة عين .. ! بقلم لبنى أحمد حسين
  • أفي العراق الحق زهق ؟؟؟. من طنجة كتب مصطفى منيغ
  • حرب البسطات ومعارك الباعة الجوالة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • استمرار الحروب في الاطراف و المعارضة من الخارج هى التي ( تطيل عمر النظام ) !! بقلم ابوبكر القاضي