كنت سعيداً غاية السعادة عقب رفض ( نداء السودان) التوقيع على خارطة طريق ثابو أمبيكي، رغم الضغوط التي مورست من كل الاتجاهات على المعارضة للتوقيع على الخارطة.. فكتبت مقالاً أؤيد فيه موقف ( نداء السودان).. و لكن..
إما أن يكون المقال الذي كتبت عن التوقيع على خارطة الطريق مقالاً غير واضح الافصاح عن رأيي في موضوع الخارطة بما فيه الكفاية، أو أن تكون قراءة الأستاذ/ أبوبكر القاضي للمقال لم تكن قراءة دقيقة للمقال، ففهم أني أخوِّن من يوقعون على خارطة الطريق بأي شكل من الأشكال.. و هذا ما لم أقله.. بل ذكرت عند استهلال المقال، و بالحرف:
" نقول، ابتداءً، أن قلوبنا مع ( نداء السودان).. و لهم التقدير، لعلمنا أن الإرادة ( القوية) لم تنكسر.. و أن الأفق السياسي حاضر."
و قلت:- "... التوقيع على ( شيك) أمبيكي، على بياض، كان سيفضي إلى خيانة عظمى لا تحتاج إلى شهود اثبات.. بما يعني القبول بسيطرة المؤتمر الوطني لمئات السنين، كما تنبأ بلة يوسف أحد ( أراذل القوم) بوقاحة.. و يعني استمرار الفساد و الفوضى المنظمة إدارياً في اتفاقٍ وتناسقٍ مع الفوضى المنظمة اقتصادياً تسوقهما الفوضى المنظمة سياسياً.. و الحوار (الوطني) المزعوم جزء من تركيبة الفوضى السياسية الواضحة لكل ذي بصيرة........ "
أي أن التوقيع لم يحدث، و أنه، إن حدث، ( كان) سيفضي إلى خيانة عظمى.. و لكن عدم التوقيع، على الخارطة بهيئتها المرفوضة، أبعد الخيانة العظمى عن ممارسات المعارضة..
و لأني خشيت أن يفهمني البعض، خطأً، و يرميني بتخوين المعارضة، فقد قلت قبل الختام:- " إن مخرجات الحوار ( كلام ساكت) و خارطة طريق ثابو أمبيكي لا يمكن تمريرها و لا يوقع عليها سوى غبي أو متغابٍ ذي غرض.. و ندعو، مع ( نداء السودان)، إلى اعتماد ملحق للتوقيع على خارطة الطريق، إذا أريد للحوار أن يكون ذا قيمة.."
أي أنني أعضد دعوة ( نداء السودان) في حالة رفض التوقيع على خارطة ثابو أمبيكي و في حالة الحاق الخارطة بملحق تقدمه المعارضة..
فعلت كل ذلك درءً لتهمة التخوين التي لم يتوانَ الاستاذ/ أبوبكر القاضي أن يرميني بها قائلاً:-
يعتقد قطاع معتبر من قوى نداء السودان ( و منهم الاستاذ الكاتب / عثمان محمد حسن ) الذي سطر مقالا بعنوان : ( التوقيع علي خارطة الطريق خيانة عظمى ، و تقنين لمغانم الفاسدين ) ، يعتقدون ان التوقيع علي خارطة الطريق (يطيل عمر النظام ) ، و بالقطع هذا التحليل ينطوى علي قدر كبير من الوجاهة و المنطق ، و الصحة ، و لكنه بالقطع لا يمثل كل الحقيقة ، فخارطة الطريق هي ترتيبات لوقف الحروب عبر التفاوض ، بدءا بوقف العدائيات ، ثم و قف اطلاق النار الشامل و الترتيبات الامنية اللازمة لذلك ، ثم الانخراط في التفاوض ، بالتوازي مع الدخول في الحوار الوطني الشامل الذي يفضي الي وضع انتقالي و مؤتمر دستوري .. و السير في مسار التحول الديمقراطي .. و بالتالي نستطيع وضع معادلة مقابلة تقول : ( رفض خارطة الطريق ، و استمرار حروب الاطراف ، و المعارضة من الخارج هي التى تطيل عمر النظام ). .
هذا ما لزم توضيحه للأستاذ الكاتب أبوبكر القاضي و آخرين مما التبس الأمر عليهم.. و لهم التحية و كل عام و الجميع بخير..