الصادق المهدي ..لماذا يربك الجميع.. ومتى يستقر على طعام واحد ..! بقلم مبارك ابراهيم

الصادق المهدي ..لماذا يربك الجميع.. ومتى يستقر على طعام واحد ..! بقلم مبارك ابراهيم


06-25-2016, 03:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1466865299&rn=0


Post: #1
Title: الصادق المهدي ..لماذا يربك الجميع.. ومتى يستقر على طعام واحد ..! بقلم مبارك ابراهيم
Author: مبارك ابراهيم
Date: 06-25-2016, 03:34 PM

02:34 PM June, 25 2016

سودانيز اون لاين
مبارك ابراهيم-
مكتبتى
رابط مختصر


1
لا احد ينكر بان السيد الصادق المهدي سياسي من العيار الثقيل يجيد فنون المناورة والتكتيكات السياسية ويتمتع بقدرات مذهلة في تحريك البرك الراكدة وايضا يتمتع بقدرة فائقة ومدهشة في ارباك المسرح السياسي بصناعة كم هائل من المبادرات المطاطية والمفخخة في آن واحد مما يصعب على الآخريين سواء اكانوا في صف المعارضة او الحكومة في فهم نوايا والابعاد الخفية من وراء حراكه الكثيف وعدم استقراره على طعام واحد على الرغم من انه تمرمغ في نعيم الجاه والسلطة والصولوجان سنين عددا وها هواليوم يبلغ من العمر عتيا ..!
فبعد كل هذا المجد وهذه الشهرة الواسعة التي تعانق عنان السماء ..يا ترى ! لماذا لا يصبر الصادق المهدي صبراً جميلاً ويستقر على طعام واحد ..! ولماذا يعشق ارباك الجميع ويتفنن في استنزاف قدراتهم الذهنية ويشتت تفكيرهم فيما لا طائل من وراءه ..؟! ماذا يريد الامام على وجه التحديد لنفسه وماذا يريد حلفاءه ..؟
2
لا شك ان خروج الامام من السودان عقب اطلاق سراحه مقابل صفقة "الاعتذار المهين" على خلفية انتقاداته اللاذعة لما يسمى بقوات "الدعم السريع"..فاقاموا الدنيا ولم يقعده حتى رضخوا لحمرة احمرار عين قيادات" الدعم السريع" فقام النظام باعتقال الامام مكرهاً وعلى مضض .. وعلى يبدو وفي محاولة من النظام لامتصاص غضب قيادات هذه القوات تم اعتقال الامام على وابقاءه رهن الاعتقال لعدة اشهر من دون اكتراث بمآلات اعتقاله الذي ما زال النظام يعاني من تداعياته ممثلا في دور الذي لعبه السيد الصادق المهدي بعد خروجه من السودان غاضبا وقرر في قرارة نفسه تلقين النظام درساً لن ينساه..
وبالفعل وفي اطار " فش غبينه " تمكن بمهارة فائقة يحسد عليها بتفعيل العمل السياسي للمعارضة في الخارج وتمكن ايضا ببراعة في اضفاء زخم سياسي واعلامي للمعارضة وهي كانت فعلاً في امس الحوجة اليها من اي وقت مضى وذلك لتفاقم حجم التحديات والاستحقاقات العمل الثوري نتيجة لتقلبات ومتغيرات اقليمية ودولية بدات تفرض شروطها على الجميع بما في ذلك الاطراف الدولية الممسكة بملف الازمة السودانية وإضطرارهم طوعاً او كرهاً لإعادة النظر في سياساتها تجاه النظام في الخرطوم اي بمعنى اخر تهدئة اللعب وتجميد خيار " اسقاط النظام " الي اجل غير مسمى وافساح المجال لخيار ايجاد التسوية السياسية بين اطراف الصراع في السودان ..
3
عموماً خروج الامام الحبيب كان بكل المعايير يُعد مكسباً كبيراً للمعارضة لانه تمكن في فترة زمنية وجيزة من توظيف حنكته السياسية المعهودة في إحداث حراك سياسي واعلامي مقدر في دهاليز المعارضة بشقيها المدني والمسلح وتكلل جهوده بإحداث حالة من التكافؤ والندية بين المعارضة والحكومة سياسيا واعلاميا فضلا عن دوره المقدر في توسيع دائرة التاييد وتفعيل تعاطف واهتمام المجتمع الدولي بقضايا السودان بشكل عام وقضايا دارفور بشكل خاص بعد ان انحسر الاهتمام بها اقليميا ودوليا لاسباب معروفة لدى الجميع ..
4
ومن المعروف ان الصادق المهدي عندما خرج من السودان في غفلة من النظام لم يكن هدفه الذهاب للاستجمام او الترفيه من متاعب السياسة كما يعتقد البعض بل خرج ليرد "الصاع الصاعين " ويفّش غبينه من النظام وذلك بإحداث ديناميكية في اوصال المعارضة ولا سيما المسلحة منها وبالفعل تمكن من انجاز هذا الهدف الاستراتيجي بإمتياز وتكلل جهوده بتوقيع سلسلة من التفاهمات السياسية مع الجبهة الثورية في باريس واديس ابابا وايضا نجح في احداث ربكة وازعاج وصداع مُزمن للنظام في الخرطوم بسبب تحركاته وحراكه الكثيف في كل المحاور الحيوية وبرهن عمليا بكفاءته السياسية وتاثيره القوي في تحريك البرك الساكنة وفي صناعة الاحداث وتوجيه الرسائل القوية لنظام المؤتمر الوطني مفادها بان الامام الصادق المهدي رقم صعب لايمكن تجاوزه في اي معادلة سياسية شاخصة او في الطور النشؤء وهذا هو الامام الحبيب يعشق الاضواء والسلطة حتى الثمالة ودائما تحركاته محسوبة بدقة ويعرف من اين ومتى تُاكل لحم الكتف وياخذ اكثر مما يعطي وهكذا شبّ على هذا المنوال والسؤال إذن :
ماذا يريد الامام وماذا يتوقع منه في الايام القليلة القادمة.. دعونا نتظر لنرى ماذا سيحدث ..هل سيعيد الحبيب تجربة "المفلحون " لتصبح " المفلحون2 " ..هل سيبرهن مجددا للجميع بان الصادق المهدي هو الصادق المهدي المعروف الذي الفاه يتقن فن التلون ويجيد إمساك العصا من الوسط.. وان من شبّ على شئ شاب عليه. وان السياسية لعبة قذرة لا مجال فيها للعواطف واحترام العهود والمواثيق ما ظهر منها وما بطن ..
مبارك ابراهيم
[email protected]




أحدث المقالات


  • مرة واحد شايقي..... بقلم فيصل محمد صالح
  • زلزال.. بريطانيا!! بقلم عثمان ميرغني
  • دماء في ليلة الزفاف ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • و(دا لوحده) !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • عمر مصطفى المكي تحت الأرض (1958-1964): أبارو مر من هنا بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • الشرطة الكندية توجه اتهامات لطبيب بيطري بالاعتداء علي بعض الكلاب بقلم محمد فضل علي ..كندا
  • الحلو مر أشهر المشروبات الرمضانية في السودان بقلم نورالدين مدني
  • حكومة المؤتمر الوطني تذبح العدالة في قضية الطالب بقاري. بقلم محمد نور عودو
  • الإعلام السوداني و غياب الاستنارة بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • التكرار لن يفيدك شيئا أيها العرَّاب المريب حامد فضل الله! (2) بقلم محمد وقيع الله
  • ربيع اوروبي بنكهة بريطانية بقلم سميح خلف