زلزال.. بريطانيا!! بقلم عثمان ميرغني

زلزال.. بريطانيا!! بقلم عثمان ميرغني


06-25-2016, 03:12 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1466863933&rn=0


Post: #1
Title: زلزال.. بريطانيا!! بقلم عثمان ميرغني
Author: عثمان ميرغني
Date: 06-25-2016, 03:12 PM

02:12 PM June, 25 2016

سودانيز اون لاين
عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر


حديث المدينة السبت 25 يونيو 2016
20 رمضان 1437 ه

زلزال أصاب العالم أمس بتصويت الشعب البريطاني (بفارق طفيف) لصالح قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي.. أول آثار الزلزال الاستقالة الفورية لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون..
رغم أن غالبية رد الفعل ظهر في الاهتزازات الاقتصادية وتوتر الأسواق العالمية، إلا أنني مُوقن أن قضية بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أمر أعمق من السياسة والاقتصاد معاً.
واحد من أهم الخصائص التي تتميز بها المنظومة الغربية في أوروبا وأمريكا.. إنها رغم الحداثة والمواكبة العصرية إلا أنها تتحرك وتتطور عبر الزمن ككتلة تاريخية هائلة.. تتحكم فيها الجينات الوراثية التي تصنع مستقبلها.
وأوروبا الغربية بالتحديد رغم تقاربها الوجداني والجغرافي، إلا أنها هبة صراع إمبراطوري مديد عبر التاريخ الإنساني، هو الذي صنع مجدها بل وترفها الاقتصادي.. هذا الصراع (الأوروبي - الأوروبي) رغم أنه انعكس خارج أوروبا في ألوان الخارطة الاستعمارية في العالم خلال القرون الماضية، إلا أنه ظل عميقاًBuilt in في النفسية والمزاج الأوروبي إلى اليوم.. ليس على مُستوى التنافس (الأوروبي) السياسي والاقتصادي فحسب، بل حتى في الرياضة كما يظهر في بطولة كرة القدم الأوروبية الجارية الآن في فرنسا.
ولئن كان العالم اليوم يعترف ويحجز مقاعد الصدارة ليميز (الدول الكبرى).. فيمنح خمس دول مقاعد دائمة في مجلس الأمن وحق الفيتو.. ويحدد (8) دول "كبرى" هي الأولى صناعياً. فإن في أعماق الضمير البريطاني دائماً أن هناك درجة تاريخية أرفع منسية أو مسروقة من قائمة التميز الدولي هي درجة (العظمى) التي ظلت جزءاً من اسم بريطانياGreat Britain طوال تاريخ طويل.
فإذا كان في العالم (8) دول كبرى، فإنه فيه دولة واحدة في درجة (عُظمى).. مُستحقة تاريخياً..
في أعماق البريطانيين الذين صوتوا بنعم لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي أنهم ليسوا مجرد دولة في منظومة أوروبا، كما تقتضي عضوية الاتحاد الأوروبي.. وربما لهذا يخشى البعض أن تنتقل العدوى لمكونات بريطانيا نفسها التي قد لا ترضى أن تكون مجرد (جوهرة) في التاج الملكي.. اسكتلندا مثلاً..
خلال فترة انضمامها للمنظومة الأوروبية اجتهدت بريطانيا في (تمييز) عضويتها باستثناءات كثيرة .. جعلتها أقرب إلى (عضو خاص).. يضع رجله داخل القطار والأخرى خارجه.. ولهذا ربما لن يتأثر الاتحاد الأوروبي – عملياً - رغم الهزة المعنوية المحبطة..
بكل يقين لن يتأثر الاتحاد الأوروبي كمنظومة.. لكن دوله ستُعاني من (عدوى) اليمين المتطرف الذي اعتبر خروج بريطانيا هدية السماء.. فيبقى مصير أوروبا مُعلقاً في مصير وقدرة اليمين المتطرف استثمار هذا الحدث مُستقبلاً.. لتفكيك الوحدة الأوروبية..

altayar

أحدث المقالات



  • قبيلتي الحداربة وبلي في التراث الشعبي المحلي بقلم د أحمد الياس حسين
  • مرحباً بمباحثات الدوحة لتحقيق سلام السودان بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • ثم ماذا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي ؟؟ تحليل بقلم صلاح الباشا
  • السُّودَان سَنَة 2100 مُجْمع غبيش الْعَالَمِيَّ لِلْحُبوبِ الزَّيْتِيَّة! بقلم محمد عبد الرحيم سيد
  • أهم مراجعات حركات الاسلام السياسي!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • جو كوكس .. اقتلاع الزهرة بقلم أحمد الخميسي. كاتب مصري
  • سلاطين باشا وغرائب الاخبار عن المجتمع السوداني بقلم سعد عثمان
  • الوطني والشعبي :اللعبة المكشوفة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • وزير العدل .. وهوس المنافقين !! بقلم د. عمر القراي
  • كوكو وأبوعركي بقلم حامد بشرى
  • خسائر كبرى لأصحاب الملايين! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • كيف نمنع السقوط الحر لمصر ؟؟؟؟ بقلم جاك عطالله
  • وثائقيات ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • التحالف الأعرج بقلم فيصل محمد صالح
  • استثمارات السعودية!! بقلم عثمان ميرغني
  • ولكنا نسيناه !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • ويل لنا من التقنيات الجديدة! بقلم الطيب مصطفى
  • مدينة بني ملال بما لا يخطر على بال بقلم مصطفى منيغ
  • هل من تحالف ثوري حقيقي؟؟؟ بقلم عبد الباقي شحتو علي ازرق
  • حوار حول التوافق على دستور دائم للبلاد ورقة بعنوان: مبادئي الدستور الإنساني المرتقب.. بقلم شعراني
  • واذا اهل دارفور سئلوا باي ذنب قتلوا الحلقة ( 5) بقلم / الاستاذ ابراهيم محمد اسحق
  • إسرائيل إذ تعترف بجريمتها وتقر بخطأها بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • نعمة الباقر:- صحفية سودانية لم يشدها لون بشرتها إلى الوراء.. فنالت جوائز عالمية! بقلم عثمان محمد حس