الاتجاهات العالمية، تقرير يستحق التأمل!!! بقلم د. محمود ابكر دقدق

الاتجاهات العالمية، تقرير يستحق التأمل!!! بقلم د. محمود ابكر دقدق


06-22-2016, 09:33 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1466627607&rn=0


Post: #1
Title: الاتجاهات العالمية، تقرير يستحق التأمل!!! بقلم د. محمود ابكر دقدق
Author: محمود ابكر دقدق
Date: 06-22-2016, 09:33 PM

08:33 PM June, 22 2016

سودانيز اون لاين
محمود ابكر دقدق-الدوحه
مكتبتى
رابط مختصر




قد يصاب المرء بالدهشة اذا عرف أنه ومنذ نهاية عام 2005، سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نزوح 6 أشخاص كل دقيقة من ديارهم كمعدل، أما اليوم فقد أصبح ذلك العدد 24 شخصاً في الدقيقة ممن يفرون عن ديارهم تاركين وراءهم كل شيء، ويتملكهم الخوف وعدم اليقين، وهم يبحثون عن الحماية والأمن في أي مكان اَخر على وجه الكرة الارضي.
هذه الحقائق المحزنة يصورها لنا، "الاتجاهات العالمية" وهو أسم التقرير الذي نشرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بمناسبة يوم اللاجئ العالمي الذي يصادف 20 يونيو من هذا العام، وهو تقرير يصدر عن المفوضية يقيس الهجرة القسرية في كافة أنحاء العالم استناداً إلى بيانات من الحكومات والوكالات الشريكة، بما في ذلك مركز رصد النزوح الداخلي والتقارير الصادرة عن المفوضية وقد جاء التقرير مثيراً للمشاعر الانسانية، ومدعاة للأشفاق على الحالة التي وصل اليها بني البشر في هذا العالم المليء بالأحداث الاليمة والحروب والنزاعات، حيث يقول التقرير أن الصراع والاضطهاد تسبب بتصاعد الهجرة القسرية العالمية بشكل حاد في عام 2015 لتصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق، الأمر الذي يمثل معاناة إنسانية هائلة،
بحسب التقرير فأن 65.3 ملايين شخص نزحوا حتى نهاية عام 2015، مقارنةً بـ59.5 مليون قبل 12 شهراً. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تجاوز عتبة الستين مليوناً. ويشمل المجموع الـذي يبلغ 65.3 مليون منهم 3.2 مليون شخص في الدول الصناعية كانوا حتى نهاية عام 2015 ينتظرون قراراً بشأن اللجوء وهو أكبر مجموع سجلته المفوضية في تاريخها، و21.3 مليون لاجئ في كافة أنحاء العالم أكثر ب 1.8 مليون مقارنةً بعام 2014 وأعلى عدد للاجئين منذ أوائل تسعينيات القرن العشرين ، و40.8 مليون شخص أجبروا على الفرار من منازلهم لكنهم بقوا ضمن حدود بلدانهم وهو ارتفاع قدره 2.6 مليون مقارنةً بعام 2014 وهو الأعلى على الإطلاق.
وقياساً إلى عدد سكان كوكب الأرض البالغ 7.349 ملياراً تقريباً، تعني هذه الأرقام أن هناك شخصاً واحداً من أصل 113 على المستوى العالمي هو الآن يواجه إحدى الإحتمالات التالية:
1. إما طالب لجوء.
2. وإما نازحاً داخلياً.
3. وإما لاجئاً.
ويشكل ذلك مستوى من الخطر لم تعرفه المفوضية سابقاً. وفي الإجمال، هنالك نازحون قسراً اليوم أكثر من عدد سكان المملكة المتحدة أو فرنسا أو إيطاليا .
ومن الملاحظ بأن هناك تصاعد النزوح القسري منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين على الأقل في معظم المناطق، ولكن طوال الأعوام الخمسة الماضية ارتفع معدل التصاعد لثلاثة أسباب، وهي:
1. أن الحالات التي تسبب تدفقات كبيرة للاجئين تدوم لفترة أطول على سبيل المثال، النزاعات في الصومال أو أفغانستان هي الآن في العقدين الثالث والرابع على التوالي.
2. وأن وقوع أحداث جديدة أو تجددها في كثير من الأحيان، أكبرها اليوم في سوريا، ولكن أيضاً في غضون الأعوام الخمسة الماضية جنوب السودان واليمن وبوروندي وأوكرانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، وغيرها.
3. والسبب الثالث هو أن المعدل الذي يتم فيه إيجاد حلول للاجئين والنازحين داخلياً في اتجاه هبوطي منذ نهاية الحرب الباردة.

ويقول المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي: “ينزح المزيد من الأشخاص بسبب الحروب والاضطهاد، وذلك أمر مثير للقلق بحد ذاته، لكن العوامل التي تشكل خطراً على اللاجئين تتضاعف كذلك. في البحر، يخسر عدد مخيف من اللاجئين والمهاجرين حياتهم في كل عام. وفي البر، يجد الأشخاص الذين يفرون من الحرب الطرق مسدودة أمامهم بسبب الحدود المغلقة. وتتجه السياسة نحو معارضة اللجوء في بعض البلدان. إن استعداد الدول للعمل معاً ليس لصالح اللاجئين فحسب وإنما لمصلحة البشرية جمعاء هو ما يجري اختباره اليوم، ويجب أن تسود روح الوحدة هذه”.
ومن بين الدول التي شملها تقرير الاتجاهات العالمية تبرز كل من: سوريا التي أفرزت 4.9 ملايين، وأفغانستان 2.7 مليون والصومال 1.1 مليون شخص، وهي تستأثر مجتمعة بأكثر من نصف اللاجئين تحت ولاية المفوضية في العالم. وقد سجلت كل من كولومبيا 6.9 ملايين نازح داخلياً، وسوريا 6.6 ملايين، والعراق 4.4 ملايين، كالدول التي تضم أكبر عدد من النازحين داخلياً. وشكلت اليمن أكبر منتج للنازحين داخلياً الجدد في عام 2015 بـ 2.5 ملايين شخص، أو 9% من عدد سكانها.
استأثر صراع أوروبا من أجل إدارة أكثر من مليون لاجئ ومهاجر وصلوا عبر البحر الأبيض المتوسط بالاهتمام في عام 2015، وعلى الرغم من ذلك، يبين التقرير أن الغالبية العظمى من اللاجئين في العالم كانت في مكان آخر. ففي الإجمال، كان 86% من اللاجئين ممن هم تحت ولاية المفوضية في عام 2015 في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل القريبة من مناطق الصراع. ويرتفع هذا الرقم إلى أكثر من 90% من مجموع اللاجئين في العالم إذا تم شمل اللاجئين الفلسطينيين الذين تتولى مسؤوليتهم منظمة الأونروا الشقيقة. وعلى الصعيد العالمي، كانت تركيا أكبر دولة مضيفة حيث تستضيف 2.5 ملايين لاجئ. كما استضاف لبنان، في الوقت نفسه أعداداً من اللاجئين أكثر من أي دولة أُخرى مقارنة بعدد سكانه 183 لاجئاً لكل 1000 نسمة. ونسبةً إلى حجم اقتصادها، استضافت جمهورية الكونغو الديمقراطية أكبر عدد من اللاجئين 471 لاجئاً.
طلبات اللجوء في ارتفاع
ويصور التقرير أن العام 2015 سجل فيه عدد طلبات اللجوء الجديدة ارتفاعاً قياسياً في الدول الصناعية، حيث وصلت الطلبات إلى مليوني طلب، ما أفضى إلى 3.2 مليون حالة لا تزال معلقة في نهاية العام. تلقت ألمانيا طلبات لجوء أكثر من أي دولة في العالم 441,900 ، ما يعكس إلى حد كبير استعدادها لاستقبال الأشخاص الذي يفرون إلى أوروبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط. وتأتي الولايات المتحدة ثانيةً في أعلى عدد لطلبات اللجوء 172,700، وكثير من هؤلاء الأشخاص يفرون من عنف العصابات في أميركا الوسطى. وتلقت طلبات لجوء كثيرة أيضاً كلٌّ من السويد 156,000 وروسيا 152,500.
حوالي نصف اللاجئين في العالم من الأطفال
شكَّل الأطفال 51 في المئة من اللاجئين في العالم في عام 2015 وفقاً للبيانات التي تمكنت المفوضية من جمعها، لم تكن البيانات الديمغرافية الكاملة متوفرة لمعدي التقرير. ومما يبعث على القلق هو أن الكثيرين منهم فُصلوا عن ذويهم أو يسافرون بمفردهم. في الإجمال، كان هنالك 98,400 طلب لجوء من أطفال غير مصحوبين أو مفصولين عن أسرهم. ويعتبر ذلك أعلى مجموع تشهده المفوضية وانعكاس مأسوي لتأثير الهجرة القسرية العالمية غير المتناسب على حياة الصغار.
غير قادرين على العودة إلى ديارهم
ويمضي التقرير الى القول، في حين كانت مجاميع النزوح العالمية أعلى من أي وقت مضى، كان عدد الأشخاص القادرين على العودة إلى ديارهم أو إيجاد حل آخر (الاندماج المحلي في بلد اللجوء الأوَّل أو إعادة التوطين في مكان آخر) منخفضاً. تمكَّن 201,400 لاجئ من العودة إلى بلدانهم الأصلية في عام 2015 في أفغانستان والسودان والصومال بشكل خاص . كان ذلك أعلى من المجموع في عام 2014 (126,800)، لكنه ما زال منخفضاً مقارنةً بالأعداد المرتفعة في بداية تسعينيات القرن العشرين. أقرت 30 دولة إعادة توطين حوالي 107,100 لاجئ في عام 2015- يمثلون 0.66% فقط من اللاجئين تحت رعاية المفوضية وذلك مقارنة بعام 2014 حيث أقرت 26 دولة إعادة توطين 105,200 لاجئ يمثلون 0.73 في المئة من جموع اللاجئين تحت رعاية المفوضية. وأصبح 32,000 لاجئ على الأقل مجنسين على مدار العام، أغلبيتهم في كندا، مع أعداد أقل في فرنسا وبلجيكا والنمسا وغيرها.
أما عن حالة النزوح حسب المناطق فنجد أن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي الاكثر نزوحاً في عام 2015، ثم تليها القارة الافريقية جنوب الصحراء، ثم دول اسيا، على النحو الذي يرد تفصيلاً بحسب تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وفق ما يلي:
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
يشرح التقرير بأن الحرب في سوريا كان السبب الرئيسي للنزوح وللمعاناة المرتبطة به. وبحلول نهاية عام 2015، دفعت على الأقل 4.9 ملايين شخص خارج أوطانهم كلاجئين وأجبرت 6.6 ملايين على النزوح داخلياً- ما يساوي حوالي نصف سكان سوريا قبل الحرب. وأدى النزاع في العراق بحلول نهاية العام إلى نزوح 4.4 ملايين شخص داخلياً وولّد ما يقرب من ربع مليون لاجئ. وأسفرت الحرب الأهلية في اليمن، التي بدأت في عام 2015، حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول عن نزوح 2.5 مليون شخص- أي عدداً أكبر من النازحين الجدد من أي صراع في العالم. وتبقى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تشمل 5.2 مليون لاجئ فلسطيني تحت ولاية الأونروا، وما يقرب من نصف مليون ليبي أجبروا على الفرار من منازلهم وظلوا داخل بلدهم، إضافةً إلى عدد من الحالات الأصغر حجماً، مصدراً للنزوح أكبر من أي منطقة أُخرى (19.9 مليون).
إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى
أما عن إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى فقد سجلت أكبر نسبة نزوح في عام 2015 بعد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فاستمرار الصراع المرير في جنوب السودان في عام 2015، وكذلك في جمهورية إفريقيا الوسطى والصومال، والنزوح الجماعي الجديد أو المستمر في الدول أو منها، بما في ذلك نيجيريا وبوروندي والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وموزامبيق وغيرها، أنتجا معاً 18.4 مليون لاجئ ونازح داخلياً حتى نهاية العام. واستضافت إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في الوقت نفسه حوالي 4.4 ملايين لاجئ في المجموع- وهو أكثر من أي منطقة أُخرى. ومن بين الدول العشر التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين كان هنالك خمس دول إفريقية، تأتي إثيوبيا في طليعتها، تليها كينيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتشاد.
آسيا والمحيط الهادئ
وتناول التقرير الوضع في آسيا والمحيط الهادئ ، حيث تم تسجيل حوالي شخص واحد من أصل ستة من اللاجئين والنازحين داخلياً في العالم من منطقة آسيا والمحيط الهادئ في عام 2015، مما يجعلها ثالث أكبر منطقة تشهد حالات نزوح بشكل عام. وهناك شخص من أصل ستة من اللاجئين تحت ولاية المفوضية من أفغانستان 2.7 ملايين شخص حيث نزح داخلياً ما يقرب من 1.2 مليون شخص. كانت ميانمار ثاني أكبر منتج في المنطقة للاجئين والنازحين داخلياً على السواء 451,800 و451,000 على التوالي. وتظل باكستان بعدد 1.5 مليون لاجئ وجمهورية إيران الإسلامية بعدد 979,000 لاجئ من بين الدول الرائدة في العالم في استضافة اللاجئين.
الأميركيتان
أما عن الوضع في الأميركيتان فيشرح التقرير اسباب ارتفاع أعداد الفارين من دولاً كالسلفادور وغواتيمالا وهندوراس والمكسيك، والتي ترجع في اغلبها الى جرائم العصابات وأعمال العنف الأُخرى في أميركا الوسطى مما ادت إلى زيادة النزوح بنسبة 17 في المئة في المنطقة ككل. ووصل عدد اللاجئين وطالبي اللجوء معاً إلى 109,800 شخص معظمهم وصلوا إلى المكسيك والولايات المتحدة ويمثلون زيادة بنسبة تفوق الخمسة أضعاف خلال ثلاثة أعوام. وظلت كولومبيا، الحالة التي طال أمدها، الدولة التي تضم أكبر عدد من النازحين داخلياً في العالم 6.9 ملايين .
أوروبا
سيطر الوضع في أوكرانيا، وقرب أوروبا من سوريا والعراق، إضافةً إلى وصول أكثر من مليون لاجئ ومهاجر عن طريق البحر الأبيض المتوسط ومعظمهم من الدول العشر الأكثر إفرازاً للاجئين في العالم، على صورة النزوح في المنطقة في عام 2015. وأنتجت الدول الأوروبية معاً حوالي 593,000 لاجئ- أكثرهم من أوكرانيا؛ واستضافت 4.4 ملايين- 2.5 ملايين من هؤلاء في تركيا. وتشير الأرقام التي قدمتها حكومة أوكرانيا إلى نزوح 1.6 ملايين أوكرانياً. وبحسب تقرير الاتجاهات العالمية هناك 441,900 طلب لجوء في ألمانيا، حيث ارتفع عدد اللاجئين بنسبة 46 في المئة عن مستواه في عام 2014.


أحدث المقالات
  • إطلاق سراح طلابنا النبلاء!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • سيادة القانون، في كلمات مختصرة بقلم د. محمود ابكر دقدق، استشاري قانوني وباحث
  • اشهر زول سوداني في تاريخ السودان!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • تايه بين القوم/ الشيخ الحسين/ الترابي وجدل المصداقية
  • حين تجثم البطالة على صدر الطبقة الساحقة في رمضان بقلم فكري ولد علي
  • شكراً.. وهناك ثغرة ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • معايير النقد الفني بقلم فيصل محمد صالح
  • استوردوا.. خُضَرا.. أو بَشرا!! بقلم عثمان ميرغني
  • بإمكان الملك أن ينقذ سلام السودان ..!! بقلم عبد الباقى الظافر
  • بين الكبريت الصابون! بقلم الطيب مصطفى
  • محمد على جادين: أيها الراحل في الليل وحيدا بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • عن مصر بلا حصر بقلم مصطفى منيغ
  • مكمن الخلل والواقع المأزوم بقلم نورالدين مدني
  • التحالُف المُركَّب.. مخرج أزمة العمل المشترك للمعارضة؟ بقلم البراق النذير الوراق
  • فرنسا تضيق الخناق على الكيان الصهيوني بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • ثابو أمبيكي.. كتف الوساطة المايل!! بقلم الصادق حمدين
  • التوقيع على خارطة الطريق خيانة عظمى و تقنين لمغانم الفاسدين! بقلم عثمان محمد حسن
  • لماذا كثر الكلام عن الجنجويد الان ؟ بقلم د محمد علي الكوستاوي
  • أساليب نضالات الطبقة العاملة، في ظل النظام الرأسمالي المعولم.....4 بقلم محمد الحنفي